إعلان رأس الصفحة

الخميس، 4 يونيو 2020

حوار مع المصور الفلسطيني الغزاوي محمود أبو سلامة، خرجت من غزة لكني باق عليها.. فغزة فينا ما حيينا



خرجت من غزة لكني باق عليها.. فغزة فينا ما حيينا



حوار مع المصور الموهوب من #غزة
#محمود_أبوسلامة

كم منا تعرض لألم فاكتسب حقدا دفينا يخرجه على أبناء مجتمعه وعائلته
كمن يكتسب الدهون من الطعام المفرط فيكسو جسده بثنيات مقززة
تعالوا معي في رحلة في قلب رجل طيب مثابر
إنسان مثلنا...
لكنه قرر أن يكون إيجابيا محبا للجميع
فقرر القدر أن يقف إلى جانبه

أتمنى من الجميع مشاهدة الفيديو حتى النهاية
وإلا فقد فاته الكثير
===========================


مقدمة

إرادة و حلم غزاوي، في الثلاثين من عمره، من مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، المخيم ‏الأكثر كثافة سكانية في القطاع. توقف في تعليمه على درجة الثانوية العامة لإصابته من ‏قبل المحتلين، ليصعب عليه استكمال الطريق العلمي من حيث توقف. أصيب ثلاث مرات ‏من جنود الاحتلال وسجن في سجن النقب‎ ‎لستة أشهر‎ ‎وهو في عمر الثالثة عشرة، فخرج ‏ومضى في حياته، وحول كل ألم خاضه إلى بسمة تفاؤل وحب وعزيمة وإصرار، وظهر ‏ذلك جليا في أعماله ومبادراته، حيث يلمس روح الرائي وفطرته، و يجعله يغازل مرغما ‏بكل الحب ما يقدمه من لقطات وصور مليئة بالمشاعر والألوان والقصص.. إنه صاحب ‏مبادرة "برواز المخيم" و "برواز الجريح" التي تكلمت عنها مختلف أنواع الصحف ‏والإعلام، وصاحب الصور التي نشرت في صحف عالمية عن مسيرة العودة الكبرى... ‏المصور محمود أبوسلامة.‏

1.‏ متى وكيف بدأت التصوير؟ وماذا كان نوع الكاميرا التي بدأت بها؟

بدأت التصوير منذ ثمان سنوات، بكاميرا سوني ديجيتال صغيرة، حيث كنت أصور الأشياء ‏البسيطة كالورد والطيور وأقاربي. وقد تعلمت التصوير بالممارسة والاجتهاد والتشجيع ‏ممن حولي، وقد استعنت باليوتيوب لتنمية مهارتي وأفكاري.‏

‏2.‏ كيف أثرت بك الصور وماذا تركت بداخلك ؟

إن الصور مخلدة للمواقف والأشخاص بعد فقدانهم. لذا تعلمت من كوني مصورا أن ‏باستطاعتي ترك بصمة في الحياة ستبقى حتى بعد مماتي بتخليد المواقف والقصص التي ‏تستحق ذلك، وأنني سأبقى حيا لدى العديدين كنوع من الحب والعرفان وأنهم سيفتقدونني ‏دائما. لذلك أبحث كثيرا عن القصص الإنسانية الملهمة والمعبرة، أو أسعى على الدوام ‏لخلق صورة ملهمة.. ‏


3.‏ لماذا قررت أن تكون مصور حروب؟

لم أكن مصور حروب بشكل خاص، لكني كنت مصورا لكل أطياف الحياة في غزة، من ‏حياة يومية، أو حياة المخيمات والأزقة، اوحياة الحرب التي فرضت علينا. و من خلال ذلك ‏استطعت توثيق بعض المواقف لتكون سبقا صحفيا.‏

4.‏ كيف استطعت الخروج من غزة؟

خروجي من غزة هو أشبه بخروج ابن آدم من الجحيم، فلقد كان صعبا جدا جدا. قمت ‏بمحاولات كثيرة باءت بالفشل الذريع لكني لم أيأس، فاستمريت في السعي حتى بلغت ‏المنال، وكان الثمن أني تركت كل ما أمتلك من معدات تصوير، ودفعت مبلغا طائلا من ‏المال لبعض الأشخاص لتسهيل خروجي الذي كان مستحيلا.‏

‏5.‏ حدثنا عن مبادراتك، و عن مبادرة (برواز المخيم)... ‏

‏"برواز المخيم" هي إحدى المبادرات التي قمت بها بجهدي ومالي الشخصي دون دعم من ‏أي شخص أو مؤسسة. فقد كانت لدي مجموعة من الصور لأهالي المخيم من مختلف ‏الأعمار كنت قد أخذتها من فترة تقارب السنة والسنتين، فقررت إهداء الصور لأصحابها ‏بحجم كبير ضمن برواز جميل لأترك البصمة التي لطالما أردتها بالابتسامة على محياهم ‏وترك إرث لهم يذكروني به، وليعلموا أن التصوير عطاء.‏
من ضمن مبادراتي الأخرى؛ ‏‎“‎برواز الجريح‎”‎، حيث كنت ألتقط صور الأشخاص في مكان ‏الاحتدام، ثم أهديهم صورهم ضمن برواز فور دخولهم المستشفى، أو أهديها لعائلاتهم إن ‏استشهدوا.‏
أيضا هناك مبادرة ‏‎“‎قاتلوا الناس بالورد‎”‎، حيث اشتريت كمية كبيرة من الورد ووزعتها ‏على البيوت والمنازل لأوصل رسالتي بالسلام وعدم الاختلاف. ومبادرة ‏‎“‎حرب المياه ‏الملونة‎”‎، للتفريغ النفسي والترويح عن الناس بالألعاب المائية، والتي كانت سببا في ‏اعتقالي تحت بند التشبه بالأجانب والدعوة لاعتناق عادات ودين أهل الهند.‏
كما قد أقمت معارض صور، كان أولهم في 2017 أسميته "معرض أزقة" الذي جمع ‏صورا من أزقة غزة بعدسة 70 مصور، وتم عرض 200 صورة. ومعرض "إنا إليه ‏راجعون" الذي كان عام 2018 قبالة السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد ‏مسيرة العودة الكبرى.‏


6.‏ برأيك هل على الإنسان أن يتبنى مبادرات مجتمعية؟

من لا يشعر بالناس ليس من الناس، لذا على كل شخص تقديم أمرا ما، فكل منا قادر على ‏تقديم شئ ولو بسيط، سواء ملابس أو مال أو شئ تملكه. فالابتسامة على محيا المتلقي، ‏والراحة في قلب الفاعل هما كنز لا يعلمه إلا من جربه، فالعطاء رائع.‏

‏7.‏ كيف تستطيع إقناع الناس بأخذ صور لهم ؟

من خلال الحوار معهم وتقديم الابتسامة الحقيقية والطريقة في تقديم النفس، خاصة أن ‏مجتماعتنا قد تكون متحفظة نوعا ما في هذا الأمر. كما أن معرفة الناس المسبقة بالمصور ‏قد تسهل أمر القبول.‏
بالطبع نحن كمصورين نلجأ أحيانا لتصوير موقف ما لأخذ لقطة حقيقية كاملة الجوانب في ‏غفلة عن الشخص، لكن يتحتم علينا بعد ذلك الاسئذان قبل النشر. وأما إذا كان الجواب هو ‏رفض النشر، عندها يتوجب الإذعان للقرار واحترامه وتنفيذه، وهذا أمر مهم في خلق ‏مصداقية وسمعة جيدة للمصور.‏

‏8.‏ ما الذي أضافته إليك الغربة؟ سواء في مصر أو في تركيا؟

أنا خرجت من غزة لكني باق عليها.. ففي غزة كنت أصور حياتنا البائسة المليئة بالدم ‏والحزن، ثم خرجت منها لأعيش لحظات أخرى وأوثقها من معالم مدن وثقافات مختلفة ‏وحياة حقيقية كما يجب أن تكون سواء في مصر أو في تركيا، لكني في ذات الوقت أقمت ‏المعارض في تركيا لأتحدث عن غزة وحبي لغزة وأهلها. ‏

‏9.‏ ما هي الصورة التي ما زلت تتوق لالتقاطها؟

لم يتبق شئ لم أصوره، لقد تغلغت في جميع مواضيع التصوير الممكنة حتى لم أعد أشتهي ‏موضوعا سوى توثيق رحلاتي الجديدة إلى مواقع وبلدان جديدة.‏

‏10.‏ هل تصنع الأفلام أيضا؟ ما هي الأفلام التي صنعتها؟

أجل، فبعد أن تمكنت من التصوير الفوتوغرافي، بدأت رحلتي في صناعة الأفلام، فكان ‏فيلم "أصل الحكاية" الذي يحاكي أدق تفاصيل الحياة الفلسطينية، و فيلم "أنا مثلكم" ‏والذي يتطرق إلى نظرة المجتمع لذوي الإعاقات، وهو الفيلم الذي فزت فيه بالمركز ‏الأول في مسابقة أقامتها جمعية السلام الخيرية بلجنة تحكيم قطرية، وبإذن الله القادم ‏أفضل.‏

11.‏ حدثني عن الجوائز التي فزت بها؟

لقد فزت عام 2017 بجائزة ناشونال جيوغرافيك على مستوى العالم عن مسابقة "لحظات"، ‏وفزت عام 2016 في مسابقة (تمكين المرأة الفلسطينية) التي نظمتها مؤسسة التعاون ‏للشباب ، بالمرتبة الأولى عن (محور الجمهور) والمرتبة الثالثة عن (محور لجنة التحكيم).‏
كما فزت عام 2018 بالجائزة الأولى عن فيلم "أنا مثلكم" في مسابقة الإرادة للأفلام ‏القصيرة والتي نظمتها جمعية السلامة الخيرية لرعاية الجرحى وذوي الإعاقة.‏

‏12.‏ ما هي أقصى طموحاتك؟ وهل استطعت تحقيق اليسير منها؟

لقد كنت أملك حلما بسيطا، وهو أن أحيا خارج أسوار قطاع الغزة.. أن أعيش وأتذوق حياة ‏أخرى غير قاسية. وعندما تحقق ذلك بدأت بالسعي على إنماء ذاتي، واليوم أنا أصور فيلما ‏عن كل تفاصيل تركيا؛ برا وبحرا وجوا، بتصوير ضخم ومتقن والذي سأكشف عنه الستار ‏قريبا للناس. فما زال في مرحلة المونتاج.‏

‏13.‏ ما الذي تركته غزة في داخلك ولن يمحى؟ وإلى ماذا تحن فيها؟

لقد تركت غزة بأبنائها المغتربين الجبروت والصبر على ما نواجهه في حياتنا، والصبر ‏على غربتنا، فلولا أنها علمتنا كيف نبقى صامدين بقسوتها، لانهرنا في غربتنا بعيدا عن ‏أهلنا وأحبائنا.‏
وتبقى غزة فينا ما حيينا، نحن إلى كل جزء فيها، فهي الأرض التي منها خلقنا، ‏وركضنا على ترابها بين أزقتها.‏

#أفنان_زعيتر #مبادرة #شخصيات_عربية_متألقة #فلسطين

3:26 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة