إعلان رأس الصفحة

الأربعاء، 2 مارس 2016

الصدفية Psoriasis.. مرض أم ابتلاء


مقالتي في هذا العدد مهمةٌ لكل شخص مصاب بمرض جلدي يسمى الصدفية أو الصّداف، وكم من أُناسٍ مصابين بهذا المرض ويهمهم هذا الحديث، بغض النظر عن حدة المرض لديهم، فهذا المقال سيوضح ملابسات المرض وأسبابه وطرق علاجه ويجيب عن أسئلة كثيرة يبحث عنها المريض. كما أن أهمية مقالتي هذه تكمن في توصيل الفكرة للمجتمع أن مريض الصدفية هو شخص عادي، له حقوق مثلنا، كأن يذهب للحلاق دون أن يشمئز منه الشخص الذي سيحلق له، و أن يتواجد في مكان عمله دون أن ينفر منه زملاؤه تخوفا من أن يكون مرضه معدٍ، أو تخوفا من شكل جلده، وذلك بالتوعية الفكرية لأفراد المجتمع بهذا المرض وجعلهم يتقبلون المصابين بالصدفية بينهم دون أن يتسببوا لهم بردود عنيفة ستؤثر سلبا على حالتهم المرضية.

ما هي الصدفية:

كالمعتاد سأبدأ حديثي بالتعريف عن المرض بشكل عام. الصّداف أو الصّدفية تسمى بلغة الطب بـ (Psoriasis) وهي كلمة يونانية تعني (حالة الحكة)، وتصف حالة مرضية مزمنة (chronic) لكنها غير معدية، ناتجة عن خلل في الجهاز المناعي لتكون من إحدى أنواع أمراض المناعة الذاتية (أي أن الخلايا اللمفاوية التائية –إحدى أنواع كريات الدم البيضاء- تهاجم خلايا الجسم بدلا من مهاجمة الأجسام الغريبة كالبكتيريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى، حيث تعتبر خلايا الجسم السليمة أجساما غريبة عن طريق الخطأ)، فتؤثر الأجسام المضادة على الجلد متسببة بظهور بقع حمراء ذات قشور سميكة ومرتفعة عن سطح الجلد بشكل مزمن وصعب العلاج وصعب شفاؤها بشكل تام. وبالرغم من أعراض الصدفية التي قد لا تطاق أحيانا، فإن هنالك من يستطيع تجاهلها والتعايش معها، لكنها حين تصيب المفاصل لتتسبب بالتهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthritis) فإنها تتسبب بآلآم لا تطاق ولا يستطيع أحد تجاهلها لينتج عنها عجز المريض الحركة.

هناك تسعون مليون مصاب بالصدفية حول العالم، 3% منهم في الولايات المتحدة الأمريكية، و 3% أخرى في الإمارات العربية المتحدة، أصابتهم الصدفية بأعمار مختلفة تركزت في سن يتراوح بين 15 و 35 سنة. كما أنها أصابتهم في مناطق مختلفة من أجسادهم لتكثر في الركبة و المرفق و فروة الرأس والأظافر واليدين و القدمين وأسفل الظهر أحيانا. وقد لوحظ عند هؤلاء المصابين ارتباطا بين إصابتهم بالصدفية و أمراضا أخرى مهمة كالإكتئاب والسكري وأمراض القلب.

آلية عمل مرض الصدفية:

كما قلت في تعريف المرض، إن الصدفية نوع من أنواع أمراض المناعية الذاتية، مما يعني أن الخلايا اللمفاوية التائية (T cells) تكون فعالة بمستوى أكبر من المرغوب به، مما يؤدي إلى ردود فعل مختلفة في الجهاز المناعي؛ مثل توسيع الأوعية الدموية حول طبقات الجلد وزيادة كميات أنواع أخرى من خلايا الدم التي يمكنها اختراق البشرة (أي الطبقة الخارجية الرقيقة من الجلد - Epidermis)، لينتج عن هذه التغيرات إنتاج المزيد من خلايا الجلد السليمة، والمزيد من الخلايا اللمفاوية التائية (T cell) وغيرها من خلايا الدم البيضاء، الأمر الذي  يؤدي إلى وصول خلايا جلدية جديدة الى الطبقة الخارجية من الجلد  (عملية تجديد خلايا الجلد) بسرعة كبيرة جدا؛ أي في غضون أيام قليلة بدلا من شهر كما هو في الحالة الطبيعية، بالتالي فإن تكون خلايا جلد ميتة وخلايا الدم البيضاء ميتة سيكون سريعا أيضا بشكل يصعب التخلص من هذا الفائض من الخلايا بسهولة، ولذلك تتراكم الخلايا الميتة في شكل طبقات قشرية على سطح الجلد شبيهة بقشور السمك، وتكون قشورا فضية جافة ومؤلمة ومثيرة للحكة.

أنواع الصدفية:

للصدفية عدة أنواع تقسم تبعاً لشكل الأعراض التي تظهر على المريض، والتالي هو مخلص لهذه الأنواع وأعراضها.

1.   صدفية الطبقات أو السمكية (Plaque Psoriasis‏): وهو النوع الأكثر انتشارا بين المصابين بمرض الصدفية. تتمثل أعراض هذه النوع بظهور بقع حمراء رقيقة ومتقشرة من الجلد الجاف، ومغطاة بقشور فضية شبيهة بقشور السمك. وتكون هذه الرقائق مثيرة للحكة ومؤلمة في بعض الاحيان. قد يظهر هذا النوع في أي مكان في الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية والأنسجة الرخوة داخل الفم، وقد يظهر عدد قليل من هذه الرقائق وقد يكون عددها كبيرا، وقد يتصدع الجلد حول المفاصل وينزف في الحالات الشديدة منها.

2.   صدفية الأظافر أو الظفارية (Nail psoriasis):  يمكن أن تظهر على أصابع اليدين والقدمين، فتسبب ندوبا ونموا غير طبيعي وتغيرا في لون الأظافر، وقد تصبح الأظافر المصابة بالصدفية متخلخلة لدرجة الإنحلال والخروج من مكانها، وقد تتفتت الأظافر في الحالات الشديدة منها.


3.   الصدفية القـطـروية أو النقطية (Guttate psoriasis): يصيب هذا النوع بشكل أساسي الأشخاص دون سن الـ 30 عاما جرّاء الإصابة بعدوى البكتيريا العقـدية (ستربتوكوكوس - Streptococcus) التي تصيب الحلق. ويتمثل هذا النوع بظهور بقع صغيرة وردية تكسوها طبقات صغيرة من القشور الرقيقة، كأنها قطرات أو نقط تظهر على الظهر والذراعين والساقين وفروة الرأس. في بعض الحالات، قد تظهر نوبة واحدة ثم تختفي من تلقاء نفسها، بينما قد تتكرر النوبات في حالات أخرى خصوصا عند الأشخاص المصابين بتلوث مزمن في مجاري التنفس.
  
4.   صدفية الثنيات أو الصدفية العكسية (Inverse psoriasis/ Flexural psoriasis): وقد سميت بذلك لظهورها في مناطق الثنيات في الجسم مثل؛ الأربية (بين الفخذين - Groin)، وتحت الإبطين (Armpit)، وتحت الثديين وحول الأعضاء التناسلية. ويتميز هذا النوع بنشوء مناطق حمراء وملتهبة في الجلد. وهي أكثر شيوعا لدى الأشخاص البدينين، وتزداد سوءا في حالات الإحتكاك والتعرق.

5.   الصدفية البثـرية (Pustular psoriasis): يعتبر نوعا غير شائع من أنواع الصدفية، يمكن أن يظهر في مناطق واسعة من الجسم (صدفية بثرية شاملة)، أو في مناطق صغيرة على اليدين والقدمين أو أطراف الأصابع. ويتطور هذا النوع عادة بسرعة، فقد تظهر بثور (حويصلات) مليئة بالقيح بعد ساعات فقط من احمرار الجلد وتحسسه، و تجف هذه البثور في غضون يوم أو يومين، لكن يمكن أن تعود للظهور مرة أخرى كل بضعة أيام أو بضعة أسابيع. كما يمكن للصدفية البثرية أن تسبب الحمى، القشعريرة، الحكة الشديدة والتعب.

6.   الصدفية المحمرة للجلد أو الأحمرية (Erythrodermic psoriasis): و هو النوع الأقل شيوعا، يمكن أن يؤدي إلى تغطية الجسم كله بطفح جلدي أحمر ومتقشر قد يسبب الحكة أو الحرق الشديد. قد تتسبب حروق الشمس الشديدة أو تناول الكورتيزون (هورمونات ستيرويدية - Corticosteroids) أو أدوية أخرى بظهور هذا النوع من الصدفية، كما يمكن لأي نوع آخرمن الصدفية أن يتطور إلى الأحمرية إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح وكما ينبغي.

7.   صدفية التهاب المفاصل أو التهاب المفصل الصدفي (Psoriatic arthritis): يصيب هذا النوع الأشخاص الذين تقع أعمارهم بين 30-40 سنة، و يتميز بظهور التهابات مفصلية مصحوبة بالألم والتورم، وظهور التهابات في العين؛ مثل التهاب ملتحمة العين. وتتراوح الأعراض بين خفيفة وحادة قد تصل إلى إحداث تصلب وضرر جسيم في المفاصل، الأمر الذي يؤدي في أخطر الحالات الى حدوث تشوه دائم.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالصدفية:

قد تصيب الصدفية أي إنسان، لكن الأشخاص الذين ينتمون إلى المجموعات التالية معرضون بشكل أكبر للإصابة بها:
  • الأشخاص ذوو تاريخ عائلي بالإصابة بالصدفية. فحوالي 30% من المصابين بالصدفية أحد أفراد عائلتهم على الأقل مصابا بها. فيكفي أن يكون أحد الأبوين مصابا بالصدفية لتزيد احتمالية الإصابة بها إلى 15%، وأما إن كان الأبوان مصابان بها، فتزيد احتمالية الإصابة بالصدفية إلى 60%.
  • الأشخاص ذوو البشرة البيضاء. فأصحاب البشرة البيضاء أكثر عرضة للأمراض الجلدية بسبب عدم امتلاكهم لصبغة الميلانين في خلايا جلدهم لحمايتها.
  • الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية، خصوصا من يعانون من انخفاض الهرمون الدرقي (Hypothyrodism).
  • الأشخاص الذين يعيشون في حالة توتر، أو الذين تعرضوا لصدمة نفسية.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة، حيث أن ثنيات الجسم الناتجة عن السمنة تشجع على حدوث قشور الصدفية.
  • الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين دال (Vitamin D).
  • المدخنون. فالتدخين لا يتسبب فقط بزيادة احتمالية الإصابة بالصدفية، بل أيضا يتسبب في تفاقمها.
  • الأشخاص المدمنين على الكحول أو الذين يشربون الكحول بكثرة.
  • الأشخاص الذين يعانون من التهابات الحلق بشكل متكرر؛ فمن شأن ذلك بث الخلل في الجهاز المناعي.

وأما عن زمر الدم وارتباطها بالإصابة بمرض الصدفية فقد كثر الحديث عن ذلك، لكن تقريبا كل الدراسات التي وجدتها قد تحدثت عن فشل اثبات هذه النظرية، إلا دراسة واحدة باكستانية نشرت لسنة 2014 قالت أن نسبة الإصابة بمرض الصدفية يزيد عند الأشخاص الحاملين لزمر الدم O و B، بالإضافة إلى أن دراسة تركية نشرت هذه السنة تقول أنه بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بالصدفية لدى زمر الدم A و AB إلا أنه إحصائيا لا يعتبر هذا الإرتفاع مهما أو ذو علاقة قاطعة. باختصار شديد، لا يوجد حتى الآن أي دليل قاطع على وجود علاقة بين زمرة الدم واحتمالية الإصابة بالصدفية.

العوامل المثيرة للصدفية:

قد تمر بعض الفترات التي تتحسن فيها أعراض المرض، بالمقابل، قد تمر فترات يتفاقم بها المرض لدرجة لا تطاق ولا تحتمل، وذلك يعتمد على عوامل عديدة تعمل على زيادة أعداد الخلايا اللمفاوية التائية.

العوامل التي قد تثير الصدفية تشمل:          
  • التلوث الجرثومي. فالبكتيريا العقـدية (ستربتوكوكوس - Streptococcus) التي تصيب الحلق، أو داء المبيضات الفموي الفطري (Oral candidiasis) الذي تسببه خميرة (Candida albicans) أو الإصابة بهذا النوع الفطري في أي منطقة جلدية يساعد على إثارة مرض الصدفية لدى الشخص المصاب.
  • اصابة في الجلد، مثل الجرح، البضع، الخدش، لسعة الحشرات أو حروق الشمس الحادة.
  • التوتر والإنفعالات الشديدة.
  • اضطرابات في الغدد الصماء
  • الإصابة بأضرار جلدية كجروح أو حروق من الشمس أو حتى قرصة حشرة.
  • الطقس البارد.
  • التدخين.
  • الإفراط في تناول الكحول.
  • بعض الأدوية مثل الليثيوم الذي يصرف كوصفة طبية لعلاج اضطراب الهوس الاكتئابي (Manic depression أو اضطراب الثنائي القطب - Bipolar Disorder)، وبعض الأدوية التي تعالج فرط ضغط الدم، مثل حاصرات بيتا، والأدوية المضادة للملاريا التي قد تصرف لعلاج الملاريا أو لعلاج بعض أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء، ودواء الأيوديد (Iodide).
  • تناول السمنة النباتية أو الزيوت المهدرجة بكثرة لمدة طويلة من الزمن. فجميع الزيوت الموجودة بالأسواق قد خضعت لعلاجات كيميائية وفيزيائية كثيرة قبل تعبئتها وبيعها إلى المستهلك، كما أن السمن النباتي عبارة زيت نباتي تم إشباعه بالهيدروجين لتحويله إلى مادة صلبة، ووذلك من شأنه أن يجعل هذه الزيوت والسمن النباتي عبارة عن مواد سامة للجسم.

أعراض الصدفية بشكل عام:

تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر، لكنها قد تشمل واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:
  • طبقات حمراء على الجلد، تكسوها قشور فضية اللون.
  • نقاط صغيرة مغطاة بالقشور (شائع بين الاطفال).
  • جلد جاف، متصدع ونازف في بعض الاحيان.
  • حكة، حرقة أو ألم.
  • أظافر سميكة، مغلظـة، مثلومة أو مليئة بالندوب.
  • تورم وتيبس المفاصل، حيث ذكر أن 7% من المصابين بالصدفية يعانون من آلآم بالمفاصل.
  • ظهور نقاط على الأظافر بقطر 1 ملمتر.

طرق تشخيص الصدفية:
  1. بالفحص السريري؛ وذلك بالسؤال عن التاريخ العائلي مع المرض وربطه بالأعراض الظاهرة على الجلد والأظافر.
  2. بالفحص المجهري؛ حيث يحصل الطبيب من المريض على خزعة جلدية من منطقة المرض وفحصها تحت المجهر للتأكد من نوع الصدفية المصاب بها المريض. فالذي يراه الطبيب المختص (Pathologist) تحت المجهر هو أنسجة جلدية سريعة التكاثر وخلايا جلد ميتة مع خلايا دم بيضاء.

مضاعفات الصدفية:

عندما يحتد المرض ويشتد على المصاب فإنه يصاب بمضاعفات تبعا لموقع الإصابة في الجسم ومدى انتشارها. هذه المضاعفات تشمل:
  • جلد سميك وتلوثات في الجلد، ناجمة عن الحكة في محاولة لتخفيف الشعور بالقرص.
  • اختلال توازن السوائل واختلال توازن الشوارد الكهربائية (Electrolytes) في الحالات الشديدة من الصدفية البثرية.
  • احترام ذاتي منخفض، واكتئاب و توتر و قلق و عزلة اجتماعية.
  • الإصابة بالمتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome)، وهي عبارة عن مجموعة من الإضطرابات الصحية المترافقة مع بعضها من مرض السكري النوع الثاني، ومقاومة الأنسولين، والسمنة في منطقة أسفل البطن، وضغط الدم المرتفع، و أمراض القلب، وارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية بشكل كبير. وقد أثبتت الدراسات الحديثة ارتباط السكري من النوع الثاني مع مرض الصدفية ارتباطا وثيقا.
  • تعب وألم في المفاصل في حالات صدفية التهاب المفاصل لدرجة يصعب معها القيام بالأعمال الروتينية، حيث أن 6% من المصابين بالصدفية يعانون من التهاب المفاصل الصدفي.
  • قد يحدث تآكل في المفاصل في حالات صدفية التهاب المفاصل على الرغم من استعمال الأدوية.
  • التهابات في العين، كالتهاب الملتحمة أو الجفن أو القزحية.
  • قد يحدث للمصاب بمرض الصدفية أن يصاب بمرض باركنسون (Parkinson) الذي يؤثر على الأعصاب.
  • التهابات كلوية.


علاج الصدفية :

للصدفية طرق عديدة للعلاج، منها ما يخفف الأعراض فقط، ومنها ما يعالج أسبابها. ويتم تحديد نوع العلاج الملائم للصدفية تبعا لنوع المرض، ودرجة حدته والمناطق المصابة به. ولأن كل شخص مصاب بالصدفية هو حالة مستقلة بحد ذاتها وتجربة منفردة، كما أنه لا يمكن التنبؤ بالإصابة بالصدفية أو التنبؤ بهجماتها، كما أن المصاب بها يبقى في تأرجح بين تحسن وتفاقم بشكل عشوائي، كما أن تأثير العلاج غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به، فإن كان هناك علاجا ناجحا مع أحدهم فذلك ليس شرطا للنجاح لدى المرضى الآخرين كما أنه بمرور الوقت يطور الجلد مقاومة ذاتية للعديد من العلاجات، مما قد يجعل الملاذ إلى العلاجات الأقوى التي تنطوي على آثار جانبية خطيرة للغاية. ولأجل كل ذلك تتجلى صعوبة إيجاد العلاج المناسب لمريض الصدفية.

يكون الميل عادة للبدء بالعلاجات الخفيفة، مثل الكريمات والأشعة فوق البنفسجية (المعالجة بالضوء)، ثم الإنتقال والتقدم إلى علاج أكثر قوة وفعالية اذا لم تتم الإستجابة للعلاج، وذلك للتوصل إلى أفضل طريقة علاج من غير تكلف أو مخاطرة بالتعرض إلى أدوية ذات أعراض جانبية خطيرة،


اتجاهات علاج الصدفية :

  • وقف العملية التي تؤدي إلى إنتاج فائض من خلايا الجلد وبالتالي تخفيف الإلتهاب وتكون الطبقات.
  • إزالة القشور موضعيا وجعل الجلد ناعما

وبالتالي فإن علاج الأنواع المختلفة من الصدفية ينقسم إلى ثلاث مجموعات:
  • علاج الصدفية الموضعي.
  • علاج الصدفية بالضوء.
  • علاج الصدفية بتناول الأدوية عن طريق الفم أو الحقن.
1. علاج الصدفية بطريقة العلاجات الموضعية:
ويكون باستعمل الكريمات والمراهم للدهن على الجلد، وتنجح في معالجة الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من الصدفية. وتشمل هذه الطريقة من العلاج الآتي:
  • كورتيزون (Corticosteroids).
  • نظائر فيتامين د، وتكون إما كبسولات أو كريمات للدهن الموضعي، مثل (calcipotriol ،  calcitriol ، and  tacalcitol ).
  • انثرالين (Anthralin)؛ وهو عقار يزيل القشور الجلدية من خلال التأثير على نشاط الشريط النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين (DNA) في الخلايا.
  • رتينويدات (Retinoid)، وهي مشتقات فيتامين أ؛ وتعمل هذه المركبات على إعادة تنشيط المادة النووية إلى نشاطها الطبيعي.
  • مثبطات كالسينيورين (Calcineurin)، وهو بروتين لمفي.
  • حمض الساليسيليك (Salicylic acid)؛ والذي يعمل على التخلص من القشور.
  • قطران الفحم (Coal tar).
  • كريمات للترطيب (Vasline).
  • فيوسيدك أسيد (Fucidic acid)

وقد أجمع العديد من مرضى الصدفية على أن العلاج بالكورتيزون ليس إلا علاجا مؤقتا فقط، يتسبب بعد إيقاف العلاج به بهجوم حاد للصدفية غير محتمل. ويتم وصف الكورتيزون لمرضى الصدفية للتحكم بخلايا الدم البيضاء فيثبط نشاطها وبالتالي يخف الإلتهاب.
2. المعالجة بالضوء أو المعالجة الضوئية (Phototherapy, Light therapy)
ويكون  باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، سواء الطبيعية (بالتعرض لأشعة الشمس) أو الصناعية بالتعرض لأجهزة مولدة للأشعة فوق البنفسجية. أما أنواع المعالجة الضوئية فهي:
  • أشعة الشمس الطبيعية المباشرة.
  • المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية نوع A (UVA).
  • المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية نوع B (UVB).
  • المعالجة الكيميائية الضوئية (Photochemotherapy-PUVA)، ويكون باستخدام مادة السورالين(Psoralen)، وهو مستخلص نباتي محسس للشمس، سوية مع أشعة فوق بنفسجية A UVA)).
  • جهاز ليزر اكسيمر (excimer laser).
  • علاج ضوئي مدمج.
3. أدوية فموية و حقن:
يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في الحالات الحادة من الصدفية، أو في الحالات التي لا تجدي فيها أنواع العلاجات الأخرى، قد يصف الطبيب أدوية عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، وهي:
  • رتينويدات (Retinoid)، وهي أدوية مشتقة من فيتامين أ.
  • كورتيزون (Corticosteroids). ولهذه العقاقير طريقة خاصة للتناول والإيقاف؛ حيث يجب أن يكون التوقف عن تناول الكورتيزون تدريجيا لئلا يتعرض الجسم لآثار الكورتيزون الخطير.
  • أدوية كيميائية مثل عقار الميثوتريكسات (Methotrexate) الذي يعتبر من الأدوية المضادة للإستقلاب (antimetabolite).
  • أدوية بيولوجية تؤثر على عمل جهاز المناعة مثل عقار سيكلوسبورين (Cyclosporin) الذي يعتبر من الأدوية الكابتة للجهاز المناعي.

تعتبر هذه العقاقير ذات آثار جانبية خطيرة قد تصل إلى هشاشة العظام أو تشويه الجنين عند الأم الحامل أو حتى الموت في بعض الأحيان، لذلك لا يلجأ الأطباء إلى استخدام هذه العقاقير إلا عند الضرورة القصوى خصوصا تلك العقاقير التي تؤثر على جهاز المناعة.
العلاجات البديلة
هناك العديد من الطرق البديلة لمعالجة الصدفية؛ كاتباع برنامج غذائي خاص، واستخدام كريمات تحوي مستخلصات عشبية ومواد كيميائية معروفة بفائدتها لعلاج الصدفية. لكن الأهم من استخدام العلاجات هو اتباع الإجراءات الوقائية:
  • الإبتعاد عن مثيرات الصدفية كالتوتر وكشط الجلد.
  • عدم التعرض للبرد الشديد أو الحر الشديد.
  • عمل تجفيف جيد للجلد بعد استخدام الماء ومن ثم ترطيب الجلد جيدا.
  • تجفيف الجلد من الماء بلطف.
  • استخدام الملابس الداخلية القطنية.
  • اتباع نظام غذائي جيد غني بالخضار والفاكهة لتوفير الألياف اللازمة لتنظيف الأمعاء وبالتالي عدم تراكم السموم في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات داخلية والتهابات وأمراض            جلدية. كما قد أظهرت بعض الدراسات أن اتباع نظام غذائي لا يحوي على الجلوتين (Gluten) -وهو بروتين موجود في القمح والشعير والشوفان- يساعد في شفاء الصدفية.

ومن طرق العلاج البديلة التي تعتبر آمنة ويمكنها أن تساعد على تقليل بعض علامات وأعراض المرض مثل الحكة والقشرة:
  • دهن الجل المستخلص من أوراق الصبار المدعو باسم ألويفيرا (Aloe Vera) أو استخدامه ضمن خلطة. ويمكن شراؤه من العطارين على شكل حجر أسود طري إذا لم يتوافر طازجا.
  • كريم يحوي مادة الكابسياسين (Capsaicin) وهي المادة اللاذعة المسؤولة عن حرارة الفلفل الحار.
  • تناول حبوب زيت السمك أو حبوب زيت كبد الحوت.
  • مستخلص الثوم بسبب احتوائه على مادة الكبريت المهمة للعلاج.
  • نبتة الفيجن أو السوداء
  • بذور الخلة
  • زيت الزيتون، ويستخدم كشراب على الريق وذلك لتنشيط الكبد والمرارة على التخلص من السموم في الجسم.
  • الليمون، ويكون إما بدهن المنطقة المصابة به أو خلطه مع زيت الزيتون وشربه.
  • الكركم، حيث يضاف إلى الطعام، ويتم الدهن به، حيث أن الصبغة الصفراء التي يملكها لها العديد من الأسرار الشفائية.
  • اللبان الدكر (اللبان المر أو الكندر). حيث ينقع بالماء الساخن ويستعمل كشراب، أو تغلى ملعقة كبيرة منه مع نصف كوب من حليب الماعز حتى تزيد كثافته ثم يترك ليبرد ثم ليستعمل كدهان كل ليلة وغسله في الصباح بالماء فقط دون استعمال الصابون، ثم استعمال زيت اللوز بعده كدهان.
  • عيون الماء الكبريتية الحارة.
  • استخدام ماء أو أملاح البحر الميت كمغطس.

أما المواد الكيميائية المعروف بفائدتها للصدفية:
  • اكسيد الزنك
  • قطران الفحم الحجري (Coal tar) بنسبة تقل عن 20%.
  • الفازلين
  • الكبريت بنسبة 10% أو أقل، حيث أن للكبريت فوائد عدة منها: قتل الجراثم المتواجدة في مكان الدهان، وأيضا له خاصية تجفيف الجلد
  • الشبة (وتستخدم مع الماء الساخن كمغطس للمنطقة المصابة)
  • أملاح البحر الميت (وتستخدم مع الماء الساخن كمغطس للمنطقة المصابة)
  • ملح الطعام العادي (ويستخدم مع الماء الساخن كمغطس للمنطقة المصابة)

وقد أجمع العديد من مرضى الصدفية على أن العلاج بقطران الفحم الحجري (Coal tar) مخلوطا بالفازلين كمرطب لمدة ستة أشهر هو علاج ناجح لـ 90% من المصابين بالصدفية على اختلاف أنواعها، حيث يعمل على علاج الصدفية بنسبة 100% أحيانا، حتى في  الأنواع الحادة منها. وبالرغم من ترهيب المصابين من استعمال القطران بأنه مسبب لسرطانات الجلد، إلا أن من استعملوه قد أثنوا على نتائجه في شفاء مساحات واسعة مصابة بالصدفية ولم يظهروا أية شكوى بحدوث سرطانات. بالمقابل فإن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية قد صرحت باستعمال القطران بنسبة 5%، لكن فعليا فإن استخدام القطران بنسبة تقل عن 20% من المركب يعتبر آمنا.

أما الكركم فهو ما تتجه إليه الأنظار حديثا لعلاج الصدفية، فقد نشرت دراسة أمريكية بريطانية بين جامعة هارفارد وكلية لندن الجامعية دراسة مفادها أن الكركم يستطيع التأثير على الجين المسؤول عن إنتاج بروتين الإنترلوكين-23 (interleukin-23) وهو أحد البروتينات المسؤولة عن إرسال الإشارات في الجهاز المناعي لتنظيم نشاط خلايا الدم البيضاء اللمفاوية، وهو أحد البروتينات التي تتحكم في النشاط الإلتهابي لمرض الصدفية، وبالتالي، يستطيع الكركم من خلال التأثير على الجين المصنع لهذا البرتين من أن يتحكم بالإلتهاب الصدفي.

كلمة أخيرة:


الصدفية مرض مزمن، وقاس جدا وصعب الشفاء منه، يستوجب من المصاب الصبر والثبات والتفاؤل في تكرار المحاولات بالحصول على علاج ناجح وفعال لحالته. كما أن مرض الصدفية قد يصل بمضاعفاته إلى حد الخطورة والطوارئ. لذا يجب على المصاب أن يتحلى بالصبر والتفاؤل والأمل بالشفاء التام مهما بدا له المشوار طويلا وصعبا وغاية قد لا يتم إدراكها. وبالمقابل، يجب عليه أن يتحلى بالذكاء لكي يختار العلاج الأنسب لحالته دون الوقوع في شباك النصابين الذين يستغلون المرضى وسوء أحوالهم لأغراضهم التجارية البحتة دون أي عائد ذو فائدة للمريض وصحته. أتمنى للجميع دوام الصحة والعافية وشفاء كل مبتلٍ بهذا الداء.

10:30 م / by / 4 Comments

هناك 4 تعليقات:

  1. اهلا وسهلا بكم وشكرا على الموضوع الكامل المتكامل

    ردحذف
    الردود
    1. العفو... أهلا وسهلا بك..
      أتمنى إيصال الفائدة والمتعة للجميع

      حذف
  2. ارجوا اعلامي الطريقة التي تعالجت بها

    ردحذف

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة