إعلان رأس الصفحة

الأحد، 22 مايو 2016

تحقيق- دعم براءة الاختراع استشراف لدولة حاضنة للابداع



"إن دولة الإمارات ستظل الحاضنة للطاقات العلمية والتقنية التي تختزنها عقول الشباب العربي، وتدعمها وتشجعها من أجل إسعاد المواطن العربي أينما كان"، "وأن المعرفة هي رأس المال الحقيقي للبشرية وهي البوابة الرئيسة لتنمية مستدامة ولبناء اقتصاد عماده عقل الإنسان ومواهبه"، ذلك ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،في بيان شهر ديسمبر الماضي، موصيا وداعما للعقول الإماراتية خاصة والعقول من مختلف بلدان العالم عامة، وقد شدد على سعي دولة الإمارات لتطوير البنية التحتية غير المرئية من خلال الأبحاث والتطوير بأكثر من طريقة، حيث نشر سموه تغريدة قال فيها:"إن سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار! ".
فما مدى انتشار مفاهيم الإبتكار و براءة الإختراع، وما مدى انتشار الشركات المحتضنة لإبداعات المخترعين في الإمارات. 
الدكتور المهندس عبد الله الشحي، المتخصص في هندسة الكهرباء والإلكترونيات من بريطانيا، ومؤلف كتاب الربع العامر الصادر في الولايات المتحدة عام 2015، والمتضمن للعديد من المبادرات التي تختص في تشجير صحراء الربع الخالي وإيجاد مصادر جديدة للمياه في الدولة محدثا عن تجربته: آثرت استغلال وقتي وتعليمي فيما يفيد البشرية والمجتمع الإماراتي، فقمت بابتكار العديد من المشاريع، لكن مشروع "ألما" لحصاد مياه الأمطار والرطوبة هو المشروع الوحيد الذي حظيت ببراءة اختراع له في عام 2013 من مكتب حقوق الملكية الفكرية البريطاني، وتم تسجيله في مكتب حماية الملكية الفكرية الإماراتي و سيتم تسجيله عالميا. قد استغرقني تسجيل البراءة قرابة السنتين بسبب الإجراءات، وقد استعنت بعدة مواقع على شبكة الإنترنت لفهم الخطوات المطلوبة لتسجيلالبراءة و كيفية تطويرها إلى منتج تجاري أو تقنية صالحة للتطبيق. وإنني أعمل على تطوير نموذج للإختراع و من ثم إختبارهلطرحه للمهتمين، فتحويل البراءة إلى منتج تجاري من خلال صناعة نموذج يثبت الفكرة عمليا يعدّ من أكبر العوائق التي قد تواجه أي مخترع. ثم أردف قائلا: على من لديه فكرة صالحة لتسجيلها كبراءة إختراع أن يقوم بالبحث في سجل براءات الإختراع العالمي أولا، كي يتجنب التقليد في حال وجود فكرة مماثلة، فإن الخطوة التالية هي إعداد المخططات و الدراسة عن الإختراع و ذلك لحماية حقوقه الفكرية. ولا بد من التسويق للفكرة أو براءة الإختراع للتمكن من جمع رأس المال المطلوب لتصنيع الإختراع و من ثم بيعه. و برأيي أن إيجاد موقع إلكتروني إماراتي فيه خاصية البحث ستساهم بلا شك في الترويج للإبتكارات الإماراتية و تسهيل البحث عنها للمهتمين.

النقيب خبير دكتور راشد حمدان الغافري المختص في العلوم الجنائية الجينيةفي القيادة العامة في شرطة دبي، وعضو مجلس إدارة فريق الإمارات للبصمة الوراثية الإتحادي، و صاحب اختراع البصمة الوراثية الذكرية RM Y-STR (الأقوى من نوعها على مستوى العالم)، قال: حصلت على براءة الإختراع من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)،  فتم تسجيلها تلقائيا في 148 دولة حول العالم من ضمنها دولة الإمارات بعد إجراءات دامت سنتين ونصف للتأكد من عدم وجود أية ابتكارات سابقة مماثلة. والذي دفعني للإبتكار هو الحاجة للإختراع و الطاقة الكامنة داخلي و حب التميز والرغبة في تحقيق إنجازات عالمية مشرفة. واستطرد قائلا: عندما تمكنت من اختراع هذه البصمة في المختبر والوصول إلى نتائج إيجابية لم تحقق سابقا، قامت الجامعة التي كنت أنتسب لها في بريطانيا بتعريفي على طرق حفظ حقوق الملكية الفكرية وكيفية التعامل مع الإختراعات التي من الممكن أن تسجل لها براءة والفوائد العائدة من حفظ الملكية الفكرية وما يتطلب التسجيل من رسوم. وقد لاقى الإبتكار إقبالا من المختبرات الجنائية الحكومية والخاصة من شتى أنحاء العالم للحصول على ترخيص بالتطبيق التجاري للمشروع.
و أضاف: إني أرى حاجتنا لإثراء ثقافة براءات الإختراع وما تصبو إليه من مردود معنوي ومادي على الدولة، لذا أعتقد أنإيجاد موقع الكتروني لنشر براءات الإختراع المسجلة في الإمارات، وتشجيع المبتكرين على الحصول على براءات تحفظ حقوق ملكيتهم الفكرية، ومبادرة المبتكرين لنشر اختراعاتهم عالمياً بالمشاركة في المؤتمرات والمعارض الممتلئة بالشركات العالمية، وعدم اعتقادهم بصعوبة تطبيق نموذج لفكرة الإبتكار، و وضع الإنجازات العالمية إلى جانب المحلية نصب أعينهم، سيحفزهم ذلك كله على الوصول إلى ما يسعون إليه و تحقيق هدف رؤية الحكومة بجعل الإمارات الدولة الأولى في جميع المجالات.

وقد علقت أميرة مصطفى مسؤولة النشاطات في المدرسة المتحدة الأمريكية في اليحر عن الموضوع قائلة: كل معلم في مدرستنا مسؤول عن خلق نشاطات مع الطلاب وملاحظة المبدعين، كما نظمنا أنشطة خاصة للتشجيع على الابتكار والإبداع، فلدينا Robots Club لتعليم عمل المجسمات الآلية والإلكترونية، و Eco Club لتعليم إعادة التدوير وعمل مجسمات لتقنيات بيئية مستخدمة، بالإضافة إلى متابعة المعارض والمسابقات و إشراك المبدعين بها، وهناك إقبال كبير من طلابنا على هذه النشاطات خصوصا الإناث، فعلى سبيل المثال: مسابقة أسبوع الإستدامة في مدينة  مصدر في أبو ظبي؛ حيث شارك عدد من طالباتنا بابتكار سيارة تعمل على الطاقة الشمسية للحفاظ على بيئة خالية من التلوث. ثم أضافت: نعمل على تطوير برامج لدينا للتوعية بمفاهيم الإختراع وتسجيله على المستوى الطلابي، بالمقابل نحن ندعم أية فكرة قابلة للتنفيذ من قبلالطلبة دعما ماديا ومعنويا والتوصية بهم إلى الجهات المسؤولة، كما أن أولياء الأمور لا يتوانَوْن عن التعاون مع المدرسة لتحقيق ذلك.

وحول خطة وزارة التربية والتعليم لتحفيز الطلبة على الابتكارقال مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية: إن الوزارة وضعت خطة جديدة لتحفيز الطلبة على الإبتكار وترسيخ مفهومه لديهم بما يتماشى مع رؤية القيادة وتطلعات الدولة بتخصيص حصتين أسبوعيا للابتكار والإبداع ابتداء من بداية العام الدراسي المقبل، واستحداث صفوف دراسية للطلبة المتميزين أكاديميا لتنمية ورعاية قدراتهم التعليمية، وذلك ضمن خطة تنفذها الوزارة تستهدف الطلبة والمعلمين والبيئة الصفية، بتطوير المهارات والابتكارات والحاقهم بالمسابقات الدولية من خلال منصة عالمية.

وقد أكد الدكتور غالب الحضرمي نائب مدير جامعة الإمارات للدراسات العليا والبحث العلمي على أن الحرص على توفير مجموعة واسعة من الأدوات والتقنيات والدراسات ونماذج الأعمال الدولية التي تمكّن الباحثين والمخترعين والمبدعين من التوصّل إلى مبادرات وحلول مبتكرة تسهم بدورها في تعزيز مشاريع الأبحاث لتطويرها والارتقاء بها نحو العالمية، و تعزيز الابتكارات وبراءات الاختراع للمبتكرين عبر تدريبهم على تملك أدوات التفكير الإبداعي وتعلم مناهجه العملية والاطلاع على التجارب العالمية في نمذجة الإبتكار على المستوى الدولي. وهذا ما عمل عليه برنامج حاضنات الأعمال  للرواد والمبتكرين الذي نظمته جامعة الإمارات في منتزه العلوم والابتكارفي جامعة الإمارات،حيث قدم حمزة الشرايبي مؤسس ورئيس مجلس إدارة منظمة التميز العربي لدعم المشاريع الناشئة للرواد والمبتكرين، العروض التقدمية لآخر مراحل تطوير المبدعين وابتكاراتهم على أن يتم تقييم مجمل هذه الأعمال والابتكارات من لجنة الخبراء الدولية في خارج الدولة وينتقل بعدها المبتكرون إلى الخطة التنفيذية لإطلاق شركاتهم الناشئة.

وحول إجراءات تنفيذ رؤية الحكومة الرشيدة لرعاية الإبتكار والمبتكرين، قال فيصل الحمودي مدير برنامج "تكامل": برنامج "تكامل" هو البرنامج الوطني الإماراتي لدعم الإبتكار وتبني المبتكرين من الأفراد والمؤسسات الأكاديمية والحكومية والشركات في مختلف مراحل الإبتكار؛ بدءاً من توليد الأفكار و تطبيقها من خلال توفير الدعم القانوني والمادي المباشر لتسجيل البراءات دوليا وتحويلها لمنتجات وخدمات ذات قيمة تجارية تعود بالفائدة على الإقتصاد والمجتمع، و انتهاء بتكريم المتفوقين للتشجيع على النجاح والمنافسة. حيث يقوم البرنامج بتنظيم ورش عمل لنشر مفاهيم الملكية الفكرية ومراحلها، والتأكيد على الأفراد المبتكرين بعدم الإعلان عن اختراعاتهم وابتكاراتهم القيّمة قبل البدء بمرحلة تسجيلها حتى لا يفقدوا حقوقهم فيها. والعمل على عقد شراكات استراتيجية مع رواد الصناعات المرتكزة على المعرفة، ودعم تسجيل الإختراعات في معاهدة الـ (WIPO)، التي تضم 148 دولة منها دولة الإمارات. وقد بدأنا منذ عامين بتقديم الدعم في مجال التسويق التجاري للإختراعات من خلال تقديم دراسة الجدوى الإقتصادية للإختراعات المنجزة ودعم النموذج التطبيقي العملي لها لجذب المستثمرين المحتملين، والمساهمة في إيصالها إلى مرحلة التسويق التجاري.
وأضاف الحمودي محدثا عن إنجازات برامج "تكامل" قائلا: لقد حقق البرنامج 156 براءة اختراع دولية سجلتها دولة الإمارات منذ انطلاق البرنامج عام 2011، لتشهد هذه الإختراعات التي دعمها البرنامج إقبالاً من الشركات الدولية للحصول على تراخيصها، وتقديم 60 ورشة عمل توجّهنا فيها للأفراد والمؤسسات وخاصة مؤسسات التعليم العالي التي لديها مراكز بحثية، كما يدرس البرنامج حالياً دعم 42 طلباً إضافياً لتسجيل براءات اختراع من دولة الإمارات، بالإضافة إلى دعم تأسيس شركة وطنية جديدة تتخذ من أبوظبي مقراً لها هي "جرين نانوتاك" لإنتاج الأنابيب الكربونية النانوية متناهية الصغر، وذلك بالاستناد لأحد الاختراعات التي تم دعمها، و إنشاء (مكتب تكامل لنقل التكنولوجيا) وتصميم موقع الكتروني خاص ليشكّل مصدر دعمٍ وتسويق ومسؤول تفاوض لتحقيق القيم التجارية للملكية الفكرية في دولة الإمارات. كل ذلك يساعد في إيجاد عوائد اقتصادية واجتماعية للدولة من خلال التواصل مع شركات عالمية تتبنى النماذج التطبيقية ندعم تنفيذها، مثل النماذج الثلاث العائدة لـ"جامعة الامارات" و"معهد مصدر" و"جامعة خليفة"، حيث تعتبر تلك العوائد من ركائز رؤية أبو ظبي 2030.
أما ماجد الميل، مدير برنامج "مبتكر" فقد حدثنا عن إطلاق البرنامج في فبراير 2015 بعد النجاح الذي لاقته مبادرة "مبتكر" عام 2014 والذي عمل على غرس وتنمية ثقافة الإبتكار والإبداع وريادة الأعمال في المجتمع الاماراتي،وإتاحةتصميم وتنفيذ أفكارالمبتكِرين والمخترعين الواعدين ضمن بيئة إبداعية حرّة عالمية المستوى في "مركز مبتكِر للإبداع" الذي يمثّل إحدى مبادرات لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا الهادفة للمساهمة في تطوير رأس المال البشري في قطاع العلوم والتكنولوجيا والإبتكار؛ لتحقيق رؤية أبوظبي ببناء اقتصاد قائم على المعرفة.ويتألف البرنامج من أربع مكونات رئيسية توفّر منظومة لدعم المبتكِرين في الدولة عبر كافة مراحل تطوير ابتكاراتهم، وهي: "مركز مُبتكِر للإبداع" الذي تم افتتاحه في نوفمبر 2015لتمكين المبتكِرين الواعدين من عمر 13 سنة فما فوق من تحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع ملموس بالتعاون مع TechShop الرائدة في تجهيز وتشغيل مراكز الإبتكار والتصنيع والإبداع على مستوى الولايات المتحدة والعالم. و"فعالية مُبتكر" التي تقام سنويا في أبوظبي لتجمع المبتكِرين الواعدين الذين يصنعون ابتكاراتهم بأنفسهم من مختلففئات سكان الإمارات، للمشاركة بعرض مشاريعهم و ابتكاراتهم. و"جولة مبتكِر المجتمعية" المكونة من سلسلة من الورش التفاعلية الممتدة على مدار العام لتحفيز اهتمام أجيال الغد بالإبتكار.و"مجلّة مُبتكر" التيتعرض أفضل الأفكار المبتكرة.
ثم أضاف الميل محدثا عن "فعالية مبتكر لعام 2016": تعرض الفعالية مشاريع إبداعية وابتكارات ملهِمة نفّذها مبتكِرون واعدون في دولة الإمارات من مختلف المستويات والفئات العمرية. وقد وصل عدد الزوار في هذا العام إلى ما يقارب 20,000 شخص من كافة الفئات العمرية، حيث تمكنوا من التعرّف على أحدث التوجهات والتقنيات في عالم الإبتكار من خلال مجموعة متكاملة من ورش العمل التي قدمتها الفعالية في "مركز مبتكِر للإبداع" مثل"TechShop"، و"إنتل جاليليو"، و"3-Doodlers’"، و"سحر الطباعة ثلاثية الأبعاد 2016"، و"Weevil Eye Soldering"، وغيرها من النشاطات.

ومن جانب آخرأكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة الشرطة والأمن العام في دبي، ورئيس جمعية الإمارات للموهوبين على توفير البيئة المناسبة والمحفزة لأبناء الوطن للإبداع والإبتكار، فقال: أتوقع خلق جيل من "أبناء زايد" من العلماء والمبتكرين خلال العشرة أعوام المقبلة، فطالما توفرت البيئة المناسبة والمحفزة للإبتكار فسوف يطلق الإماراتيون العنان لإبداعاتهم واختراعاتهم.

7:32 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة