إعلان رأس الصفحة

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

الرائد راشد الغافري من شرطة دبي، "بصمة وراثية ذكرية" براءة اختراع عالمية لضابط في شرطة دبي



رحلة إبداع سطرها أحد أعضاء شرطة دبي
رحلة تميز لمواطن إماراتي مجتهد، أكد أننا لسنا مجرد متلقين لتقنيات الغير، بل إن لدينا قدراتنا الإبداعية الذاتية التي لا تختلف عن قدرات المبدعين الآخرين في العالم. من شرطة دبي إلى أستراليا فجامعة لانكشاير في بريطانيا حتى العالمية، كانت رحلة الإبداع التي سطرها الرائد خبير دكتور راشد الغافري من شرطة دبي لاكتشافه للبصمة الوراثية الذكرية.

·        حدثنا عن اختراعك الخاص بالبصمة الوراثية، وما الدوافع التي دعتك إليه؟
RM-Yplex عبارة عن بصمة وراثية تتكون من تتابعات قصيرة (STR) من الشيفرة الوراثية على الحمض النووي الخاص بالكروموسوم الذكري  Yمما جعلها خاصة بالكشف عن الذكور دون الإناث. تساعد هذه البصمة في التعرف على الجناة في القضايا التي ترد فيها عينات مختلطة بين الجنسين بشكل عام و في قضايا الاغتصاب بشكل خاص. طبعا لا يخفى وجود عدة بصمات وراثية من هذا النوع قد تم اختراعها على مستوى العالم، إلا أنها كانت ضعيفة في التمييز بين الذكور بسبب نسبة تكرارها العشوائي لديهمعلى مستوى العمل الجنائي.من هذا المنطلق قدمت البصمة الوراثية RM-Yplex حلا للمشكلة، لأن نسبة تكرارها بين أشخاص مختلفين ضعيفة جداً، كما تحمل أيضا ميزة التمييز بين الذكور التي تربطهم صلة قرابة-أفراد العائلة الواحدة- مما رفع من قيمتها للاستخدام في المجال الجنائي. أماالأمر الذي دفعني لهذا الاختراع هو الإخفاق الذي كانت تواجهه البصمات من هذا النوع في المجال الجنائي المخبري حول العالم.

·        ما الأمور التي ساعدتك على انجاز اختراعك؟
دعم القيادة العامة لشرطة دبي اللامحدود كان أساسياً في وصولي إلى هذا الإنجاز؛ فقد وفّرت لي جميع الإمكانيات للتطبيق والتجربة الفعلية وقياس مدى فعالية هذه البصمة في المختبرالجنائي لشرطة دبي، بل إنها قد ساعدتني على أن أعرض فكرتي في سبعة مؤتمرات مختلفة في أعظم الدول المتقدمة، و تقديمي كمثال مشرّف لجميع الدوائر الحكومية على مستوى الدولة وعلى مستوى المنطقة أيضاً.

·        كيف عملت على تطوير فكرتك وتوظيفها واستثمارها؟
عندما قررت السفر والاغترابوضعت التميز نصب عيني،فعكفت على القراءة والدراسة؛فكنت نادراً ما أقضي وقتي خارج الجامعة بل كنت لا أخرج من الجامعة إلا عندما يحين وقت النوم ليلا،وذلك لتوفر البيئة الملائمة للدراسة سواء من مصادر علمية في المكتبة أو من جلسات فكرية مع الطلبة والمشرفين ومن أنشطة رياضية، وكانت النتيجة هي الخروج بهذه الفكرة ورسم خارطة الطريق لتطبيقها.ثم باشرت العمل في مختبر الجامعة وقمتبالعديد من المحاولات حتى نجحت وتوصلت إلى ذلك الابتكار، بعد ذلكقمت باختبار الاختراع و تجربته على عينات مُلفّقة ووهمية، وبعد أن نجح  في ذلكقمت بتجربته على عينات واقعية، وعند نجاحهفي الكشف عن النتائج قمت بإنشاء قاعدة بيانات لعدد لا بأس به من عينات شعب دولة الإمارات لإبراز الفكرة بشكل كامل، واستثمرت ذلك بتخصيص فصل كامل من رسالتي للدكتوراه في تطبيقالبصمة في القضايا الواردة لدينا في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، ثم قمت بعرضها في العديد من المؤتمرات الأمر الذي أوصلني إلى العديد من الراغبين في استخدامها وبالتالي فتح باب التعاون معهم وتنمية الأفكار بصورة مشتركة. وقمت بنشر ستة أوراق علمية بخصوص هذه البصمة ولازالت لدي أربعة أوراق أخرى عمل قيد الإعداد والنشر.

·        ما الهدف من تعاونك مع جامعة الإمارات في مجال اختراعك؟
الهدف الأول هو دعم  الأفكار المشتركة، و إظهار مؤسسات دولة الإمارات بصورة حسنة، و أننا أطراف نكمل بعضنا البعض، بالإضافة إلى أن مجال الاختراع هو في صميم التكنولوجيا الحيوية وهندسة الجينات والعلوم الجنائية، لذا فهو لا يبتعد كثيرا عن المجال الأكاديمي، بل إن كلا المجالين مكملين لبعضهما البعض،كما أنني أؤمن بقيمة مشاركة الغير لإثراء الأفكار وتحقيق إنجازات كبيرة.

·        ما هي اللحظة أو الموقف الذي شعرت به بقيمة ما أنجزت باختراعك؟
اللحظة الأولى كانت عند اختيار الجامعة لهذه الفكرة بتسجيل براءة اختراع لها من مكتب الملكية الفكرية وهذا ليس بالأمر السهل، نظراً للتكلفة المادية والجهد الكبيرللحصول على براءة الاختراع مما جعلني أشعر بقيمة ما ابتكرت. ومن ثم أتاني الدعم من قبل معالي الفريق ضاحي خلفان تميم وسعادة القائد العام لشرطة دبي اللذان قاما بدعمي وإبرازي على مستوى الدولة وتقديمي كمثال مشرف ليس فقط في الدولة بل على مستوى العالم أيضا. ثم كان تكريمي من قبل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مبادرة أوائل الإمارات مما كان مصدر فخر وتشريف كبيرين لي.


·        حدثنا عن تجربتك في تسجيل براءة الاختراع (ما هي الاجراءات)؟

إن إجراءات براءة الاختراع طويلة جداً وتحتاج دعما ماديا، بالإضافة إلى الدعم القانوني و الفني. أما الدعم القانوني فيتمثل في صياغة البنود المراد حمايتها في هذا الاختراع، و أما الدعم الفني أو المخبريفهو مجموعة التجارب التي يجب القيام بها قبل تقديم طلب الحصول على براءة الاختراع. ويتمثل الدعم المادي في دفع رسوم بحث الفكرة على المستوى الاقليمي حيث قام مكتب الملكية الفكرية البريطانية بتسجيل براءة الاختراع على المستوى المحلي لأول 12 شهراً، ثم باشر بتسجيل الفكرة على مستوى العالم حتى تم صدور شهادة براءة الاختراع على مستوى العالم بعد 18 شهراً، وهي مسجلة في 148 دولة حول العالم، وهي الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

11:28 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة