إدمان التكنولوجيا أوصلنا إلى مريم
في شهر آذار عام 2016 أثناء عملي كصحفية كتبت تحقيقا عن التكنولوجيا وآثارها على أطفالنا وشبهته بكاريكاتير الفنان عماد حجاج وكأن الطفل يرضع التكنولوجيا بالببرونة...لا يمكن فطامه عنها
في عام 2017 بدأت ألعاب غريبة بالظهور.. ابتدأتها لعبة البوكيمون، وتلتها الحوت الأزرق ثم مريم....
لم يعلم أحد من صمم لعبة البوكيمون، ولأنها جديدة من نوعها انطلق الجميع إلى تحميلها واللعب بها وكان اللعب من خلال استخدام الكاميرا وتحديد الموقع للاعب الذي يتبارى مع آخرين لا يعرفهم وينفذ الأوامر بالذهاب في أي وقت حتى لو بعد منتصف الليل وإلى أي مكان حتى لو كان محظور .. تنفيذ أعمى لا ينم عن عمر أو ثقافة أو مسؤولية...
وكان في ذلك خطر كبير على خصوصيات اللاعب والأماكن التي يدخلها ويصور بها، وكأنها طريقة جديدة لحرب باردة يتم بها جمع المعلومات التي لا يمكن جمعها...
وبقيت كذلك إلى أن تم منعها
ثم ظهرت اللعبتين الأخرتين، الحوت الأزرق ومريم، اللتان شكى منهما الكثيرون بسبب كمية الرعب التي تبثها في النفوس وبسبب حالات الانتحار التي حصلت حول العالم منها الاردن حديثا حالتين وتونس حالة.
وتجمع هاتين اللعبتين معلومات شخصية سرية جدا عن اللاعب ليصل الأمر إلى التهديد بالإفشاء عن أسراره إن لم يرضخ للأوامر أو إن حاول مسح اللعبة، حيث وصل الأمر بالتهديد بأذية الوالدين او العائلة.
كما ذكر بعض من جربها بأن لعبة مريم تبث نوعا من السحر والشعوذة، حيث تختلف أجواء البيت وتتحول إلى حالة سلبية فور اللعب بها. وحذر منها أمهات كثر جربنها.. فقالت إحداهن انها بدأت بسماع صوت في رأسها يحثها يوميا على الامتناع عن النوم والذهاب إلى النافذة وفتحها والإلقاء بنفسها ، علما بأنها تسكن في الطابق السادس، وفعلا كان زوجها ينقذها كل يوم إلى أن تخلو عن اللغبة وحذفتها من الهاتف.
في حين استهزأت أمهات أخريات بذلك وقلن بأن تأثيرها يعتمد على قوة شخصية الفرد.
كما ذكر أنها تقوم ببث أصوات مرعبة خلال فترة ترك الهاتف وتلقي الاتصالات فجرا دون ارقام ولا يتواجد أحد على الطرف الآخر حين الرد على المكالمة، والاتصال بالارقام المدونة في الهاتف عشوائيا وتشغيل التطبيقات واطفائها .
وأما من جرب لعبة الحوت الازرق قال أنها سلسلة من أوامر يجب تنفيذها، تصل إلى 51 أمر، تبدأ بطلب أمور سخيفة وتستمر قدما بطلبات أقوى كسماع الموسيقى الكئيبة بصوت عال (تلك التي تسسبب الإدمان الرقمي) ومشاهدة أفلام رعب ومشاهد قتل، ومقاطع قتل حقيقية حديثة العهد يوميا ولساعات طويلة وصولا إلى الانتحار مع تصوير ذلك وهنا يجب التوقف والتفكير بكيفية وصولهم وتصويرهم كل تلك الأحداث المريعة التي تحدث حولنا وتوفرها لديهم.
وقد خاض الكاتب أحمد زكي هذه التجربة لمدة 40 يوما ودوّن تجربته بشكل يومي ثم نشرها في كتاب اسمه الحوت الأزرق.
طور لعبة الحوت الازرق شخص روسي تم القبض عليه، وأما مريم فمطورها سعودي يسمى سليمان الحربي.
كل ما ذكرته هو حقائق ووقائع، ولكني أريد الحديث من منطلق آخر...
يا ترى ما الذي أوصلنا إلى هذا الحب الشديد لتعذيب النفس بمشاهدة افلام الرعب ولعب الألعاب الدامية وسماع الموسيقى الكئيبة إلى هذا الحد...
لماذا نتهافت بهذه الشراهة؟
أكل ذلك تواقين إلى الدم والقتل؟
وكم باتت النفوس والقلوب والإيمان بحال ضعف شديد حتى تستمر بهكذا لعبة دون أن تتوقف إلى أن يتم الانتحار...؟؟؟
هذا إدمان كإدمان المخدرات والتدخين .. صعب الشفاء منه ولكنه ليس مستحيلا.
إلى هنا أوصلنا إدماننا على التكنولوجيا الحديثة، وفتح الباب أمام الأطفال لاستغلالهم نفسيا وجسديا فقط لمجاراة المظهر الاجتماعي فنجلب لهم التابلت والهواتف النقالة الحديثة.
بعيدا عن الشعوذة... إن التعرض لمشاهد الرعب والقتل لفترات طويلة بالإضافة إلى الموسيقى الكئيبة او المرعبة تضعف النفس والقلب والعقل وتدخل الشخص في متاهات التهيؤات والتهيؤ للانتحار دون تردد والانصياع الأعمى لأي أمر
وكأنه تجنيد من نوع آخر وحشد جنود يريدون الموت.
برأيي أن نتوقف هنا ونبدأ بالتفكير جيدا...
فإن اللعبتان قد بدأتا منذ سنة ولم تتوقفا إلى الآن بالرغم من كل الحوادث... وبالطبع لن أتوقع ان يتوقف الأمر عند هاتين اللعبتين، بل ستظهر العديد من الألعاب الدامية الأخرى
فرفقا بأبنائنا وأنفسنا
فلنقلع عن إدمان التكنولوجيا والمظاهر الكذابة...
#أفنان_زعيتر #مجلة_أفنان #مريم #الحوت_الازرق #أحمد_زكي #البوكيمون #عماد_حجاج #تكنولوجيا #فطام #تجسس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.