إعلان رأس الصفحة

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

حوار مع الكاتب المصري الشاب محمد المخزنجي الفائز بجائزة كتارا 2020

 قصة نجاح كاتب: من أديب قاص إلى أديب روائي حائز على جائزة كتارا 2020


مقدمة

هو كاتب مصري من القاهرة، في عقده الأربعين، درس الحقوق، لكن جمود ذاك التخصص لم يقف عثرة في طريق حبه للأدب، أو يستطيع إخماد بركان أفكاره، فهو متفرد في طريقة سرده. ولعل دراسته مكنته من إتمام حبكة قصصه ورواياته؛ فقصصه غير اعتيادية، ينتقل بك إلى عالم آخر مواز ذو ألوان داكنة وأماكن مظلمة، يجعل للنفوس الشريرة فماً يتكلم، و كلمات قصصه تتمايل كموسيقى صاخبة، وترى الأحرف ترتجف فتحدثك عن الخوف والحيرة اللتان تملآن الصفحات. يجعلك تتصارع مع الأحداث كأنك تعيشها، وبعد أن يتمكن منك يضرب بأفكارك كلها عرض الحائط من خلال تلك النهايات غير المتوقعة، كلاعب كرة محترف يتحايل على أفكارك ليوصل الكرة إلى الهدف دون أن تدري فتتفاجأ بها فقط وقد حققت الهدف.

اشتهر على مواقع التواصل بلقب "سفير العالم الآخر" لحبه لأدب الرعب وتميزه في سرده وحبكته لمواضيع الرعب النفسي، ليوصل بتميزه أدب الرعب إلى فئات الفائزين في مسابقة كتارا للرواية العربية، ليكون أول كاتب عربي يفوز بجائزة كتارا عن أدب الرعب، عن رواية "الرديف" والتي تم التعاقد على ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

مع الكاتب محمد المخزنجي كان لقاؤنا في مجلة أفنان..

 

1.   حدثنا عن بدايات وقوعك في غرام الكتابة...

أغرمت بالكتابة منذ الطفولة كنتيجة لشغفي بالقراءة. وككل محبي الكتابة كانت هناك محاولات كثيرة، لكن الممارسة الحقيقية كانت منذ عدة سنوات حين قررت أن أكتب من أجل هدفٍ ما...

ولجأت إلى النشر حين أحسست أن لدي ما أريد قوله، وأن الأفكار لا بد أن تتحرر من سجنها.

 

2.   ما هي كتاباتك التي أبصرت النور؟

بدأت بنشر قصص ضمن مجموعات قصصية مشتركة مع آخرين مثل: رسائل خطها الشيطان، حكايات ممنوعة من النشر.
ثم أصدرت مجموعة قصصية خاصة بي باسم "الساحر". ثم انتقلت إلى الكتابة الروائية، فكانت رواية ألف ليلة في الجحيم (بالاشتراك مع الكاتبة مكرم خلف)، ثم رواية أبناء مفيستو (بالاشتراك مع الكاتب إبراهيم حلمي)، ثم نوفيلا "الدكان" ضمن مبادرة ساعة قراءة التي أطلقتها دار بورصة للأدب، وأخيرا وليس آخرا رواية الرديف.

 

3.   ما هي أحب القصص التي كتبتها على قلبك ولماذا؟

قصة قرية الغرباء، كتبتها عام 2016 وكانت هي النواة أو الفكرة الأساسية للرديف

 

4.   ما الذي جعلك تقرر خوض تجربة الكتابة المشتركة؟

أنا شخص أؤمن بوجوب الصعود شيئا فشيئا، فذلك يجعل الأساس ثابت، وحيث أنني كنت قاصا، أروي القصص القصيرة، قررت الاشتراك مع الكاتبين مكرم خلف وإبراهم حلمي لكتابة الروايات، وحيث أنهما فكران مختلفان فإنها كانت مصادفات جميلة مدفوعة بالمغامرة والمتعة.

 

5.   بمن تأثر فكرك وقلمك من الكُتّاب؟

أنا خريج مدرسة الكاتب "إدجار ألن بو"  أيقونة الأدب القوطي المرعب، و الكاتب "ستيفن كينج" بحالاته المقبضة  لأدب الرعب، وقدوتي هو "فرانس كافكا" بفلسفته الكابوسية السوداوية.

 

6.   لمن تحب أن تقرأ من الكتاب الجدد؟

للكاتبين تامر عطوة وأحمد مراد.

 

7.   يتم نشر المئات من الكتب سنويا، فكيف تقرر الاختيار بين الكتب المعروضة؟

غالبًا أبحث عن اسم الكاتب، فإن كنت أثق بكتاباته فأنا أحرصُ على قراءة كل ما يكتب.
ولكني أحيانًا أبحث في موضوع الكتاب أو يثير عنوان ما فضولي.

 

8.   حدثني عن مشوارك في الكتابة حتى وصولك إلى جائزة كتارا... هل كان مشوارا طويلا؟

ليس هناك طريق نجاح مفروش بالورود، و كل مسيرة فيها عثرات. في البداية كنت أجد صعوبة في النشر، والحقيقة أن النشر بشكل عام فيه من المشاكل الكثير التي يعاني منها الجميع، سواء كان سوء توزيع أو دعاية مناسبة، عدا عن المنافسة الكبيرة.

دار بورصة الأدب بقيادة أستاذ حسن علي ومدير النشر تامر عطوة كانت على قدر من النزاهة والمسؤولية لتسمح لي وللعديدين بالتميز. أما الأستاذ تامر فهو بمثابة أخ أكبر باهتمامه وتحفيزه لي فأخصه بالشكر.

 

9.   ما هو مفهومك للكتابة بشكل عام ولأدب الرعب بشكل خاص؟

الكتابة عملية إبداعية تحتاج لمجهود ذهني عظيم، لكنها لا تخلو من متعة لا يشعر بها إلا من يهواها، هي بمثابة خلق عالم خاص...

أما عن أدب الرعب فهو جزء لا يمكن فصله عن الأدب عموما، لكنه يتفرد بتلك المساحة الأكبر من الخيال والإثارة التي تحفز وتجذب المتلقي بشكل خاص.

 

10.         لماذا اتخذت من الرعب النفسي منهجا لرواياتك دونا عن المواضيع الأخرى؟

لأن النفس البشرية فيها الكثير من الزوايا المظلمة، وإن تسليط الضوء على تلك الزوايا بالإضافة لبعض الخيال يخلق جوا من الرعب يمكن أن يكون أكثر تأثيرا من الأنماط التقليدية المليئة بالأشباح وقصص الاستحواذ والجن المستهلكة بشدة.
الرعب أعمق من مجرد تلك الظواهر الماورائية...

 

11.         من أين تستقي قصصك وإلهامك، وكيف تدير الشخصيات والأحداث؟

لكل قصة ظروفها، لكن غالبًا تثيرني القوى الخفية وراء التكنولوجيا وتأثيرها، أحيانًا يمكن لكلمة واحدة أن تستفز خيالي فتنسج خيوطا كثيرة..
أحاول دائما تنظيم أفكاري، أرسم شخصياتي بعناية وأربطها بالأحداث محاولًا عدم إفلات الخيوط.

 

12.         كيف يكون حالك بعد الانتهاء من الكتابة، هل تستطيع نسيان حياتك مع تلك الشخصيات بسهولة أم أنك تمكث في عالمهم لفترة؟

أشعر براحة جسدية ونفسية كبيرة، فإني أتخلص من الضغط العصبي الذي كنت أرضخ له بمجرد الانتهاء والاطمئنان أن كل شخصية في مكانها، لأني إن لم أفعل فإنهم يقفزون إلى ثنايا عقلي حتى أكاد أصاب بالجنون!

لا أستطيع أن أنساهم طبعا، لكني أتصالح معهم لأني قد أديت مهمتي .

 

13.         هل تتبع طقوسا خاصة أثناء الكتابة؟ وكيف تأتيك رؤية الأحداث؟

ليست طقوسًا بمعنى الكلمة، لكن لا بد من الهدوء والتحضير مسبقًا، وبعض الموسيقى المفضلة – في الحقيقة كل رواية أو قصة لها مقطوعة معينة - .
أحيانا تراودني الأحداث في الأحلام لكثرة التفكير فيها، و في الحقيقة لقد خرجت من بعض الأحلام ببعض التفاصيل، ومن حسن حظي أني أسجل كل شيء أينما كنت...

 

14.         هل مررت في حالة "منع الكتابة" بعد كتابك الأول؟ وكيف ستؤثر جائزة كتارا على قلمك وفكرك؟

لا يخلو الأمر من ذلك، ففي كل مجال هناك فترات فتور، و ربما هذا أمر صحي، فمهما عاندتنا الأفكار تعود للتدفق مرة أخرى.

أما جائزة كتارا فستجعلني أكثر حذرًا وانتقائية، وهذه مسؤولية كبيرة، أكره أن أخذل أحدا وثق في قلمي.

 

15.         ما هي البصمة التي وضعتها في روايتك الرديف؟

ربما هي تميز الشخصيات الرئيسية؛ الحالة الإنسانية الصحية والنفسية المربكة، فأنا لا أعتقد أن تلك تجربة يمكن أن نصادفها كثيرا.

 

16.         ما هو سر لقبك "سفير العالم الآخر" على مواقع التواصل الاجتماعي؟

هو  لقب أطلقه عليّ الأصدقاء لأنني أنقل ما يدور في الجوانب المظلمة ...

 

17.         دائما ما نجد سجالات أدبية بينك وبين الكاتبة مكرم خلف، كنا في مجلة أفنان قد سألنا عنها الكاتبة مكرم خلف وهذا كان ردها (ليست حربًا .. هي متعة من نوع خاص، ربما رؤيتنا المتناقضة والمتشابهة بشكل غريب هي من تضفي تلك المتعة على السجالات التي تصنف تحت أدب الرسائل الذي أفضله أنا بشكل خاص) فأخبرنا عن هذه السجالات من وجهة نظرك..

كما قالت العزيزة مكرم، هي متعة، أي شيء يتعلق بالكتابة هو متعة خاصة، فما بالك حين يكون سجالًا أو حوارًا أدبيًا مع امرأة تجيد المواجهة كلمةً لكلمة وقادرة أن تضيف لكلماتي السوداوية شيئا من الحب ...

 

18.         ما هي النصيحة التي تقدمها للأشخاص الذين يمتلكون موهبة الكتابة ولم يبدأوا بعد طريقهم؟

أقول لهم ما تريدونه ليس أحلاما، فالأحلام نراها فقط ونحن نيام، لكن هي أهداف عليكم السعي لتحقيقها، فإن المثابرة على الاستمرار مع الإيمان بما تملك والثقة بعدل الله سيتحقق ما تظنونه بعيدا...

 

19.         ما الهدف الذي تطمح لتحقيقه من خلال تقديم روايات الرعب والتصدر بين الكتاب بحصولك على جائزة كتارا لأول مرة في العالم العربي عن فئة الرعب

الأدب وإن كان متعة فهو في المقام الأول رسالة، لا بد أن تقول شيئا، لا بد أن نرتقي بأدب الرعب ولا نضعه في قوالب قد تكون سببا في ظلمه ونفور نخبة من القراء منه، هدفي أن يكون أدب الرعب مناسبا لذوق من يبحثون عن العمق والرقي .. ليس الأمر صعبا لنضيف للرعب قيمة وأبعادا إنسانية وأدبية أكثر.

 

20.         ما رأيك بالكاتب الذي لم يجد دار نشر تتبنى موهبته فاتجه لتمويل كتابه بنفسه؟

لا أشجع ذلك أبدا، كيف تدفع ثمن جهدك؟ هذا غير منطقي، هناك دور نشر كثيرة ستتبنى عملك إن كان يستحق، وإن لم يحدث ذلك فعليك أن تصبر وتطور نفسك كثيرا ولا تستعجل، فسيأتي يوم وتحصل على ما هو لك ...

 

21.         برأيك .. ما هي المَلَكة التي يجب أن يملكها الكاتب ؟

الذكاء والحكمة وسرعة التقاط الفكرة وتحليل الموقف .

 

22.         برأيك هل الكتابة التفصيلية الوصفية أفضل في الروايات أم السرد العام للأحداث؟ وكيف تتمكن دائما من إضافة عنصر المفاجأة في كتاباتك بحيث تضيف مذاق الدهشة من ختام الأحداث وقفل الحبكة بطريقة متفردة؟

النص السردي هو مزيج يجب أن يكون متجانسا، الوصف جميل لكن إن زاد قليلا قد يوقع القارئ في الملل، وهكذا لكل نص مقاديره الخاصة ...

أحب النهايات التي تخالف توقعاتي وتصدمني، لذلك أحرص على عنصر المفاجئة لأنها يضيف شعورا من التشويق والمتعة.

 

23.         برأيك هل هناك ما يجب إضافته إلى معارض الكتاب؟

اعتقد بوجوب الاهتمام بشكل أكبر بالمواهب الحقيقية، وتحديد النشر. فأعداد الكتب هائلة لكن المحتوى فيها متذبذبا. بينما لو  صب الناشرون تركيزهم على المواهب واهتموا بها لارتفعت قيمة الكتب وإن قل عددها.

 

24.         ما الذي تطمح إليه مستقبلا؟ وهل تتمنى تحول "الرديف" إلى دراما مرئية؟

أطمح لأضع خطا أدبيا مختلفا ومميزا .. وإضافة بصمة فلسفية لا تنسى في أدب الرعب، وأتمنى بالطبع أن أرى رواياتي كأعمال سينمائية أو تلفزيونية يشاهدها الجميع ويتمتع بها.

 

25.         حدثنا بأخبار حصرية عن أعمالك القادمة

في المرحلة القادمة هناك روايتين أتمنى أن تكونا على قدر من الدهشة، بالإضافة لرواية "ثورة تحت الأرض" التي تعتبر جزءا ثان من رواية " ألف ليلة في الجحيم .."

 

 

2:59 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة