مراجعة في المسلسل التركي المثير للجدل شقة الأبرياء Masumlar Apartmanı

 شقة الأبرياء Masumlar Apartmanı
هل هذه العائلة حقيقة فعلا!

 معلومات عن المسلسل التركي  شقة الأبرياء Masumlar Apartmanı

مسلسل تركي طويل انتهى تصوير الموسم الأول وهناك موسم جديد سيبدأ في سبتمبر المقبل، عدد حلقات الموسم الأول 37 حلقة، كل حلقة من ساعتين ونصف الساعة تقريبا. يصنف بأنه دراما عائلية اجتماعية نفسية.
بدأ عرض المسلسل في سبتمبر 2020، وتم بث الحلقة الأخيرة من الموسم الأول في يونيو2021. تقييمه على موقع الأفلام IMDb هو 8.1.
حصد المسلسل حب ومتابعة العديد من الأشخاص حول العالم بسبب قصته المميزة المقتبسة عن قصة حقيقية من إحدى القصص التي كتبتها الطبيبة النفسية غولسيران بودايجي أوغلو Gülseren Budayıcıoğlu.

قصة المسلسل التركي شقة الأبرياء

يحكي المسلسل قصة حياة ثلاثة شقيقات هن صفية وجولبان وناريمان وأخيهم هان، حيث يطرح المسلسل بطريقة درامية الحالة النفسية التي تعاني منها العائلة وأسبابها وكمية معاناة هذه العائلة بسبب الأمراض النفسية. 
 
هؤلاء الأربع إخوة هما أولاد رجل غني اسمه (حكمت) صاحب شركة عطور مشهورة، وإمرأة بسيطة اسمها(حسيبة) لكنها مريضة نفسيا، فقد كانت تخطب كثيرا لكن أمها لم تستطع رؤيتها سعيدة مع أحد، فكانت دائمة المكر لها حتى تترك خطيبها، وفي النهاية زوجتها لهذا الرجل الثري حين علمت أنه لا يحبها ولا يكترث لها، وقد ضمنت لنفسها مبلغا ماليا تحصل عليه من خلال ابنتها. 
هذا الرجل الثري كان مريضا بهوس العمل، وكان متزوجا من امرأة يحبها جدا ولديه منها طفلا، وفي يوم مرض الطفل ولم يترك عمله ليأخذهما إلى الطبيب، فذهبت زوجته لوحدها في سيارة أجرة، وقد تسبب السائق بحادث ماتت هي والطفل بسببه. هنا أصبح الرجل مريضا جدا، ومهووسا بزوجته وطفله اللذان توفيا، ولم ينساهما أبدا، ثم تزوج حسيبة التي لم يشعر يوما بها، مما خلق تأزما شديدا لدى حسيبة فاعتقدت في البداية بأنه لا يحبها لأنه يريد طفلا ذكرا، وحينما أنجبت له طفلا عرفت بأنه لا يحبها أبدا، وأصبحت تطلق غضبها بهوس التنظيف وضرب أبنائها وتعذيبهم بطريقة لا تصدق.
صفية وغولبان تعانيان من مرض هوس النظافة والانعزال عن الناس حتى أنهما لا تخرجان من باب بنايتهما أبدا. تداومان على تنظيف المنزل بشكل مهووس، ولا تستقبلان الضيوف في منزلهما، ولا تخرجان للطبيب، تلبسان ملابس شبيهة بمن يعمل في مجال الفضاء أو المختبرات التي تتداول المواد السامة. وبرغم هوسهما بالنظافة وعدم أكلهما أي شئ جاهز من خارج المنزل أو إدخال شئ إلى المنزل إلا بعد غسله 4 مرات، إلا أنهما تجمعان قمامتهما ولا ترميان أي شئ، من أغراض قديمة حتى الشراشف التي تم التبول عليها.
جولبان فتاة ما زالت طفلة في داخلها، تتبع أختها صفية في كل شئ، لديها مرض التبول اللاإرادي حينما تتعرض للتوتر أو خلال نومها.
ناريمان ما زالت على مقاعد المدرسة، ليس لديها أصدقاء، حينما تتوتر تبدأ بجرح نفسها في يدها حتى ترتاح.
أما هان فهو رجل أعمال لم ينهي دراسته، عاش في مدرسة داخلية، وأمضى حياته يبحث عن حب أحدهم له، كما أنه مهووس بجمع القمامة والنوم في أحضان أكياس القمامة. كما أنه مريض بعدم قدرته على كبت غضبه، ويلجأ للعنف دائما، ولديه حب التملك للأشخاص في حياته.
يلتقي هان بإنجي بسبب حادثة سيارة، فتأخذه إنجي إلى المستشفى وتهتم به، وتنشأ بينهما قصة حب قوية، فيتزوجان سرا عن عائلتيهما دون أن تعرف إنجي أي شئ عن مرض أخواته، أو مرضه. وهنا تبدأ الرحلة المليئة بالحب والمقارنة مع الماضي الأليم لكليهما، والمفاجآت غير السارة التي تمتحن حبهما.
إنجي فتاة بسيطة تعمل مذيعة في إذاعة خاصة، كانت تحب شابا معها في العمل لمدة سبع سنوات، لكنه سكّير وهي لا تحب ذلك، وحين قررت الذهاب لفسخ علاقتهما، وجدته أقام لها حفلا طلب فيه يدها للزواج، فتركته وذهب ليحصل الحادث بينها وبين هان، لنكتشف فيما بعد أنها مريضة نفسيا أيضا بسبب أبيها الذي كان سكيرا، يترك العائلة دون مال، وحين يعود يعود وبيده إمرأة أخرى أو يضرب زوجته وأطفاله، وتسبب في مقتل الأم وإنجي معهما في السيارة بسبب تهوره وسياقته للسيارة وهو سكران وبسرعة عالية.
وبسبب ذلك تنشأ العديد من المشادات بينها وبين هان حيث تقارن نفسها بأمها التي أحبت شخصا خاطئا ولم تستطع تركه بسبب حبها الشديد له.

مراجعة في مسلسل شقة الأبرياء

المسلسل ذو فكرة مميزة جدا، وقصة يعيشها الكثير حول العالم، قصة هوس النظافة، وقصة هوس جمع القمامة. وتسليط الضوء عليها بهذه الطريقة التي تشرح نفسيا الأسباب التي دفعت هؤلاء الأشخاص لهذا الهوس.
اهتم المخرج بتفاصيل كل شئ بطريقة تجعلك تعيش مع هذه العائلة وتدخل الحالة المزاجية لهم. فحين يكون هناك أمل أو شئ مفرح يضع المخرج في الخلفية نور الشمس ويستخدم الألوان الصفراء والبرتقالية. التصوير احترافي بطريقة لا تصدق، كما اهتم بمظهر شخصية هان بلبسه وشعره حيث ترى الفارق بين أول المسلسل حيث كان مرتبا يظهر عليه أن إنسان رزين وقوي، وفي نهاية الموسم تجده أشعث الشعر وكأن بدلته فيها شئ خاطئ، وذلك مزامنة لتطور حالة هان النفسية وتفاقمها.
كما كان دائم التصوير للممثلين بطريقة نصف الوجه، ليشعرك بعدم الراحة، وليوحي لك بأنك ترى نصف الشخصية فقط، كما كانت تتصدر لغة العيون والوجه العديد من المشاهد لتمثل مشاعر الانزعاج والغضب والحب بطريقة جميلة ومدروسة.
هناك العديد من المشاهد التي تجعلك تخرج عن شعورك تماما لتتأثر حتى الصميم، منها مشهد إدخال هان لأبيه حكمت إلى الحمام، وهنا يقارن كيف دخل الأب مع ابنه حين كان صغيرا مع المشهد الحالي. كما أنه هناك مشاهد الضرب التي كانت صفية تتعرض لها وهي صغيرة، ومشاهد أخرى كانت فيها تتلاعب فيها جدتها لأمها بعقلها اتجاه أمها لتكدرهم. ومن أكثر المشاهد قوة مشهد لجولبان الرائعة التي تباينت شخصيتها خلال المسلسل بين المريضة والطفلة والمحبة والخائفة والذليلة والغاضبة والمضحكة لتقوم بكل ذلك بمنتهى النجاح، المشهد هو عندما يعلم أسعد بأنها تحبه، فيأتي إليها ويقول لها على سلم البناية بأنه لا يحبها أبدا ولم يفكر بها كذلك ولم يوحي لها بأي شئ، لترينا جولبان المدهشة التفاعل النفسي داخل الشخصية. والمشهد الآخر حين ترى أسعد عند إسراء وتسمعهما سويا، فتتوتر بشدة حينما ينتبهان لها مما يؤدي إلى تبولها على نفسها على سلم البناية، فتتأثر نفسها كثيرا وبشدة فتدخل المنزل وتمزق جميع ملابسها وتلبس ملابس أمها كما تفعل صفية، لكنها تفعل كل ما تفعل صفية بمنتهى الغضب والقوة وانعدام الرحمة.
المسلسل أكثر من رائع، أوصي بمشاهدته بقوة والتمتع بكل تفصيلة به.

القصة الحقيقية لمسلسل شقة الأبرياء

قصة المسلسل مستوحاة من القصة الحقيقية للعائلة التي تكلمت عنها الطبيبة النفسية في كتابها، لكن الدراما أضافت شخصية هان وانجي وعائلتها إلى العائلة الحقيقية من شخصية حقيقية أخرى. 
الأب حكمت تزوج بحسيبة غصبا بسبب أبويه دون إرادته، وأنجبت منه حسيبة سبع بنات ماتت منهن أربع، لم ترضع أية منهن، ثم عاشت صفية لأنه كان مقدرا لها أن تعيش، وكانت صفية السبب بنجاة جولبان وناريمان والاعتناء بكلتيهما.
كان مع صفية في المدرسة شاب اسمه محمد، كانت تضربها بسببه، وفي يوم وجدته معها، فخافت صفية وأخبرته أن يهرب بسرعة، فدهسته حافلة ومات أمام عينيها.
أما جولبان فكانت أمها تحرق أعضاءها حين تتبول لتمنعها عن ذلك.
أما ناريمان فكانت هي السبب في علاج أختيها، حيث ذهبت إلى الطبيبة النفسية وطلبت منها علاج أختيها في المنزل. وبعد سنة من العلاج تعافت الأخوات وتخلصن من القمامة التي في شقق البناية، ثم بعن البناية وتزوجت ناريمان وجولبان، وعاشت صفية تربي أطفال أخواتها بسعادة.

غولسيران بودايجي أوغلو Gülseren Budayıcıoğlu

غولسيران بودايجي أوغلو Gülseren Budayıcıoğlu

 

هي طبيبة نفسية تركية ولدت عام 1947، قررت كتابة قصص مرضاها وعرضها على الناس من خلال كتب نشرتها تحت أسماء: عروس اسطنبول، فتاة في الزجاج، شقة الأبرياء، الغرفة الحمراء، المنزل الذي ولدت فيه هو قدرك والتي تم تحويلها إلى دراما تلفزيونية لاقت متابعة الجماهير ونالت استحسانهم.