السعادة في الإمارات حلم يطال.. لا مستحال

السعادة في الإمارات

حلم يطال ..لامستحال

لأن السعادة أمر نسبي عند البشر، تختلف مفاتيحها وأسبابها، فهي سهلة المنال لبعض الناس..وصعبة للبعض الآخر. ولأن الكمال صعب المنال، فلا بد من وجود أمور تكفي الشخص ليمتلئ بالسعادة والإيجابية في غياب أمور أخرى يسعى للحصول عليها...

ولأن السعادة احتياج وليس ترفيهاً، قامت الإمارات بخلق وزارة للسعادة لأول مرة بين الدول، وعينت وزيرة لها، وصبت جلّ اهتمامها على ما يجعل الفرد والمجتمع في حالة من السعادة، فابتكرت دورية للسعادة، وغيرها الكثير.. كما اهتمت العديد من الجهات الحكومية والخاصة بوضع صناديق شكاوى وأناس مختصين بخدمة العملاء لحل أي مشكلة تكدر المراجعين..

فما هو مفهوم السعادة؟ وهل هو مختلف أم متشابه بين الناس؟ وكيف تسعى الإمارات لترسيخ السعادة في المجتمع؟ 

أماني الاكرمي، كاتبة، تقول: السعادة في نظري هي حنان زوجي ونجاح أبنائي، ونجاحي في تكوين أسرة متحابة. وما ينقصني لتكتمل سعادتي هو تمكّني من تحويل حلمي إلى حقيقة، فقد سعيت كثيرا لجعله واقعا حتى أصبح هاجسي، ما جعل الحلم يتحول لكابوس.. وعبئا ثقيلا على كاهلي، الأمر الذي جعلني في حالة من الغضب المستمر، وهنا اتكأت على كتف زوجي ليكون سنداًودعماً في ظل اليأس الذي أقع فيه لأنهض من جديد فأستكمل سعادتي.

رانيا أحمد البيك،فنية مختبر، تقول: عند شعوري بالأمان؛ العائلي والاجتماعي والمادي، تكتمل سعادتي، ورغم وجود الكثير من النواقص في حياتي إلا أن سعادتي كاملة، لأنني أملك أهم عناصر السعادة في الحياة. فما دامت الصحة تامة فلم التوتر والتنغيص؟

برأيي أن حياتنا في الإمارات قمة في السعادة لما تقدمه الإمارات من نظام وخدمات وأمان واستقلالية بمستوى عالٍ... السعادة هنا طريقة حياة.

لانا قاعاتي، صاحبة شركة، تقول: سرّ السعادة الكلمة الطيبة والأعمال الخيرية العفوية والتطوعية والمشاركات المجتمعية.. إن أبسط الأمور هي ما تمدنا بالسعادة حتى بوجود النواقص التي لا بد منها، فالتفكير و التعقيد يفقدنا فطرتنا وبساطة أرواحنا. أيضا السعادة هي أمر نسبي؛ فتكون مكتملة في حين..لتنقص في حين آخر.... فاسترجاع إحدى ذكريات الماضي قد تفسد سعادتي، لتعود فتكتمل بتناولي لحبة شكولاه.

إن الكمال صعب المنال، لذا فإن إيجاد التوازن في الحياة هو أفضل طريقة للوصول إلى السعادة؛ وذلك حين نصل للقناعة بأننا نستطيع خلق السعادة بأيدينا من خلال ما نفعله، وأنه علينا الاستمتاع باللحظة التي نعيشها دون التنغيص على أنفسنا لإفساد متعتنا وسعادتنا.

نسرين مطر، ربة منزل، تقول: راحة البال والاستقرار النفسي والمادي والعاطفي والشعور بالأمان هي متطلبات السعادة لدي. وحين يتوفر الاستقرار تسكن السعادة قلبي حتى في غياب أمور كثيرة أحتاجها.

وإن رضا الوالدين وسعادة الأبناء مدخل من مداخل السعادة، بدونها لا يحدث استقرار النفس والعائلة. وما حقق سعادتي في الإمارات وجود أهلي حولي، والمردود المادي الذي كنت أحصل عليه سابقاً من عملي.

جانيت جرجس، فنانة تشكيلية، تقول: تبدأ سعادتي حين أنهي مسؤولياتي نهاراً كأم و ربة منزل وألوذ بالفرار إلى زاويتي في المرسم بين لوحاتي وألواني ومسجلتي.. فقط أنا وأدواتي في صمت الليل أرسم الخطوط التي تملأني سعادة. أنا سعيدة بما أملك وبما حققت.. ولا أبتغي المزيد.

ميثاء الشحي، تقول: صحبة الناس اللطيفة ورسم البسمة على وجوه من أحب هي ما يدخل السرور والسعادة إلى قلبي وروحي، ولكن لا حياة كاملة.

و أضافت: للتأكيد على إحساس الأفراد بالسعادة، تقوم الإمارات ممثلة بحكومتها الرشيدة بدعم الابتكار والتفكير المبدع ليحصل كل شخص على الفرصة التي يحتاجها ليحقق ذاته ويصبح سعيدا. كما ابتكرت دولة الإمارات دورية للسعادة لمحاولة نشر السعادة بين أفراد المجتمع، حيث تصب جل اهتمامها في هذا المجال، وحين التقيت بإحدى هذه الدوريات، أخبرونا أن الغرض من هذه الدورية هو التشجيع على الإلتزام بقواعد السير، فبدلا من إعطاء المخالفات، تعطي مكافآت للملتزمين كقسائم شرائية، وأما المخالفين فتتعامل معهم بطريقة إيجابية مما يحث الآخرين على الإلتزام قناعة لا خوفا، وذلك ما حصل فعلا في موقف آخر عندما كنت في السيارة مع أحدهم وقد انشغل بالهاتف عن السياقة.. انا سعيدة فعلا بالتعامل بإيجابية.

هبة الله جوهر، تقول:أرى سعادتي في كل مرة أثابر فيها وأكافح وأتعلم أشياء جديدة ومبتكرة،وأحافظ عليها طالما بات قلبي راضياً قنوعاً حامداً، فكما قال صاحبالسمو الشيخ محمد بن راشد: " ليس ما تملكه أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً بل كيفية تفكيرك بكل ذلك". وإن فقدت ما أحتاج، تبقى أمي هي أساس ومصدر سعادتي، فتضحيتها وعونها ودعمها أصل كل سعادة.

وأضافت: إنإعطاء الفرص لكل شخص لديه طاقة، لجعل أحلامه وأفكاره حقيقة وواقعا هي ما توفره الإمارات من سعادة ...هنا أرض الطموحات والفرص والتحديات.

أحمد الشال، طبيب، يقول:ما يجعلني سعيدا حقا هو وجود عائلتي قربي دائما، ففي الأوقات الصعبة يجد الإنسان أن كل ما تبقى له هو عائلته التي تدعمه بشتى الطرق للوقوف أمام تحديات الحياة المستمرة. أيضا إن تفاني الإنسان في نشر السعادة بين الآخرين دون مقابل من أسباب الحصول على السعادة؛ في بسمة على مُحيّا طفل صغير، أو البهجة في قلب كهل، أو مساعدة من يحتاج المساعدة... تلك حقيقة لم يستطع إدراكها الكثيرون، وبحثوا عن السعادة كثيرا وعن مفاهيمها وهي أمام أعينهم.

ريما عصفور، تقول: شعوري بالرضا عن نفسي وعما قمت به وما حققته واستشعاري رضا الله عني ورضا الوالدين هي أسباب سعادتي. فعندما يترك الشخص خلفه بصمة لا تنسى ويفعل ما بوسعه لمساعدة الآخرين فإنه يصل إلى قمة السعادة. أيضا إن تحقيق الأهداف والطموحات والقناعة بما نملك من أهم مفاتيح السعادة.

بالطبع لا يخلو الأمر من المنغصات، فالسعادة أمر نسبيّ غير مكتمل بعدم رؤيتي لعائلتي طوال 7 سنوات بسبب ما تعانيه بلادي من أوضاع صعبة، لكن دعوة لي بظهر الغيب من قلب محبّ تكفيني وتعوضني عن أي نقص..أما الإمارات، فهي بلد السعادة، لما توفره من أمان واستقرار وتحقيق الطموحات وتشجيع للمواهب وحفظ لحقوق المرأة وخدمة المجتمع بكل أطيافه؛ وقد سمحت لي بتحقيق جزء من طموحاتي واستكشاف موهبتي. إنه لمحظوظ من ينعم بإقامته في دولة السعادة.

طارق علي، يقول:من الصعب حصر مفهومالسعادة بشيء محدد أو لفظ أو عنصر معين، ولكن الاستقرار بكل جوانبه؛ العاطفي، و الأسري، و الاجتماعي، والمادي، والصحي...) كفيل بإسعاد أي شخص، وإني أمتلك أنواع الاستقرار كلها ما عدا الاستقرار الأسري بسبب بعدي عن عائلتي، وذلك ما ينغص سعادتي ولا يجعلها تكتمل.

وأضاف: إن دولة الإمارات وفرت كل عناصر الاستقرار؛ من عمل ومسكن وأمن وبنية تحتية وتسهيلات وتنوع اجتماعي ونشاطات جعل من المحتم تعيين وزير للسعادة المحققة في هذا المجتمع، وليس العكس.

ليلى المهنا، مصورة، تقول:سعادتي من سعادة عائلتي، ولدت هنا وترعرت وكذلك أطفالي، ولأن الإمارات توفر لنا كل ما نحتاجه من احتياجات وترفيه وأمان، فهذا عزز استقرار وسعادة عائلتي، وإن الأمان الآن لشيء لا يظفر به الكثيرون، لذا فأنا ممتنة وسعيدة لما أنا فيه، ولا أشعر بأني بحاجة لأي شيء آخر سوى السعي وراء أحلامي بكل هدوء وتروّي.

محمد الرفاعي، يقول: لا أتوقع أن يكون أحد من البشر في حالة تامة من السعادة، فكل منا لديه ما يؤرّقه من أمور الحياة، لكني أعتقد أن كل منا قادر على جعل نفسه سعيدا من خلال عدة أمور؛ مثل كيفية التعامل مع الأهل والأبناء، فالجلوس معهم بعض الوقت والحديث واللعب معهم يجلب إحساساً عجيباً بالسعادة والاستقرار والهدوء النفسي، وهذا ما توصلت إليه بعد أن جربت الكثير من متاع الدنيا ورفاهيتها والترحال بين أصقاع الأرض، وكم أندم على كل لحظة قضيتها بعيداً عنهم.

وأضاف: لا شك بأن المال من أسباب السعادة، فبواسطته نحقق أمورا عدة، لكن قلته لا تعني نقصان السعادة، فهو سبب ووسيلة لتحقيق السعادة وليس جوهر السعادة، بل إن جوهر السعادة هو الرضا بما قضاه الله لنا من مال وبنون وصحة دون السخط على الآخرين وحسدهم، ولكن في الوقت ذاته دون الرقود والانتظار ليهبط الرزق  من السماء دون تعب.

وإن من أسرار السعادة أن تجد البشر آمنين مطمئنين في ديارهم، متعافين في أبدانهم، لديهم ما يأكلون وما يلبسون. من هذا المنطلق عملت دولة الإمارات على هذا المفهوم وخلقت وزارة خاصة بالسعادة تحرص على إسعاد الناس في كل المجالات، كان آخرها شرطة المرور، حيث ابتكرت دورية السعادة التي تتعامل مع المخالفين والملتزمين بإيجابية، ولحسن حظي أني قابلتها منذ يومين؛ حيث أوقفتني في الطريق وكنت أظن أنني قد وقعت في براثن إحدى المخالفات التي سترهقني ماديا ومعنويا، ولكني تفاجأت بنزول الشرطي مبتسم المحيا وقال لي: لا تخف فلم تكن مخالفا، نحن دورية ليست كباقي الدوريات، لون سيارتنا برتقالي ممزوج بالأصفر عليها الوجه الباسم، نعمل على تكريم المنضبطين مروريا ونعمل على تنبيه المخالفين فقط حال مخالفتهم للمرة الأولى، ونقدم لهم التوعية والإرشاد. والتقطوا معنا أنا وابني صورة سيلفي لنحتفظ بها ووعدونا بجائزة. لقد أدخلوا السعادة على قلبينا فعلا...

محمود مهدي، مهندس مدني، يقول: إن السعادة هي كل فرحة تجعل القلب مليئا بالحب والراحة، و هي كل شئ يجعلنا نبتسم حين نتذكره؛ هي رضىأبي وبسمةأمي وحب أخواتي، هي قربي من الله، وهي أن أكون سببا في سعادة من حولي وكسب احترامهم، وأن أكمل عملي على أكمل وجه.

وأضاف: ينقصني وجود عائلتي معي، فإني أعمل هنا وهم في بلادهم، فكيف تكتمل سعادتي وهم ليسوا بجواري؟! وإن النظام والأمن والاستقرار هنا هو ما يخفف عني غربتي ويدخل ملامح السعادة إلى قلبي، فقد افتقدنا ذلك في بلداننا.

هبة ذكرى، تقول: إن السّعادة أمرٌ شخصيٌّ وقرارٌ نابعٌ من الذات؛ فلا يُمكن لأحدٍ أنْ يُساعدك أو يصف لكخطواتٍ للسّعادة ما لم تكنْ لديك الرغبة في العيش بسعادةٍ وتقبل ما يأتيك به الدَّهر من أقدار الله سبحانه وتعالى. عن نفسي أنا سعيدة؛ فإن لي زوجاً وأطفالاً يحبونني وأحبهم، وعائلة رائعة أحمد الله عليها، وصديقات مخلصات أعتبرهن شقيقاتي. وإني سعيدة لأني استطعت تخطي كل يأس ومراحل صعبة مررت بها، ولأني استطعت أن أصل للتفكير بلغة المنطق والعقل، فقد تعلمت أن الجميع يخطئ، حتى من هم قدوتنا، فأعدت ثقتي بالجميع.

مصطفى عبدالرزاق، يقول: السعادة أن يكون الشخص بين من يحبهم، وأن يعيش بدون ضغوطات، فيكسرها ويتحداها فلا تتحكم به، هنا يحيا الإنسان بدون منغصات أو نواقص، فيشعر بطعم السعادة، وياحبذا لو أدخل الفرح على قلوب من حوله بهدية أو بالسؤال عن أحواله وقت شدته أو مساعدته وقت أزمته. وعن ما يميز العيش في الإمارات فعليا هو معرفة أن حقك لا يضيع.

محمد ماهر، يقول: النجاح في العمل والطموح وممارسة الهوايات يدخل السرور إلى القلب ويجعل الإنسان راضيا عن نفسه سعيدا بوضعه. عن نفسي أنا أمارس رياضة التصوير وكرة القدم. وإن السلام والاستقرار وتجانس المجتمع رغم وجود العديد من الجنسيات وفرض الاحترام بين الجميع من أهم أسرار السعادة في الإمارات.