الكاتب الجيد قارئ ممتاز، ولكن لا يوجد شيء في الفنون اسمه ثوابت _ضياء الدين خليفة
مقدمة
كاتب شاب مصري من الإسكندرية، طالب في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية. كاتب روائي متميز، له ثلاث روايات حاصلات على جوائز أدبية مرموقة على مستوى الجمهورية والوطن العربي. صاحب الرواية الأكثر مبيعا في دار المعارف.. رواية حورس التي حصلت على اهتمام جميع القراء ورضاهم، وقد حاز بسببها على جائزة نجيب محفوظ في الأدب الروائي في مسابقة إبداع 5 فاكمل مشوار نجاحه في رائعة أخرى هي (أمير بلاد السند) والتي حاز بسببها على المركز الثاني في مسابقة إبداع على مستوى الوطن العربي لعام 2019. ليقرر أن يثبّت أقدامه على طريق النجاح بين جميع الروائيين المتميزين، فأخرج إلى النور روايته (هومو) التي حازت على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية، ليثري مكتبات القراء مرة أخرى بفكرة مميزة أخرى. مع كاتب شاب متميز منذ بداياته كان حوارنا... مع الروائي ضياء الدين خليفة.
* كطالب في كلية الزراعة، ما الذي دفعك للكتابة الأدبية والتخصص بالرواية ذات المضمون العلمي أو التاريخي.
دخلت كلية الزراعة لحبي للمناهج العلمية التي تعتمد على الفهم، فأنا لا أميل لحفظ النصوص وقراءة الموضوعات التاريخية إلا ما يثير شغفي منها، وأنا مزاجي متغير في القراءة؛ فقد أقرأ اليوم عن حورس، وغدا عن هارون الرشيد، بينما حبي للطبيعة هو شئ دائم وذلك ما جعلني أختار تخصص الزراعة، الأمر انعكس في كتاباتي خاصة روايتي أمير السند و هومو. أما الكتابة فهي شغفي منذ الصغر، حيث بدأت بكتابة بعض القصص القصيرة في سن صغيرة.
* كيف توازن بين الدراسة والكتابة الإبداعية؟
في الحقيقة لم أستطع الموازنة بينهما، فقد رسبت أكثر من مرة في الكلية بسبب شغفي للكتابة والعزلة التي تصيبني عند الكتابة فأنخرط في عوالم الرواية وشخصياتها التي أكتب عنها، فرواية حورس أخذت من عمري ثلاث سنوات حتى أنهيتها، ولكني في نهاية الأمر تعلمت تنظيم الوقت وحققت نجاحا ملحوظا في الكتابة والدراسة.
* بعد بذْلِك المجهود الكبير في كتابة كل رواية، كيف ترى الطريقة المُثلى لحصولك على المردود المثالي أو المتوقع؟
تنعكس فائدة الكتابة عليّ في أكثر من صورة، أوّلها وأهمها هو إفراغ الطاقة وإشغال العقل بنشاط أدبي بدلًا من إضاعة الوقت في التفكير أو في السلبيات الحياتية أو الألعاب أو التصفح على مواقع التواصل دون هدف، وهي صورة من صور التعبير الراقي عن الرأي. من ناحية أخرى، شعوري بالقيام بإنجاز كبير بأنني استطيع إدخال القارئ تجربة حصل منها على السرور والمعرفة ضمن تجربة خيالية صنعتها بنفسي ليعيشها ويستمتع بها، لذلك فإن كل قارئ يشيد بإحدى رواياتي هو إنجاز في حد ذاته وهو أمر يشعرني بالرضا عن نفسي.
ربما يتوقع البعض أن الكتابة تمنح الكاتب دخلًا ماديًا جيدًا، ولكن ذلك غير صحيح، على الأقل في الدول العربية، إلا إذا حصلت الرواية على جوائز، ولكن ذلك لا يمنع أن المردود المالي من الكتابة يتيح شراء بعض الكتب التي يريدها الكاتب، وهو أمر لا بأس به.
* برأيك ما هي الثوابت التي تبنى عليها الرواية الناجحة؟
الكاتب الجيد قارئ ممتاز، ولكن لا يوجد شيء في الفنون اسمه ثوابت، فالكتابة مثل الطهي؛ ربما يخترع أحدهم وصفة طهي جديدة تماما لا تخضع للثوابت، ولكن طعمها مستساغ، وربما يتّبع أحدهم خطى وصفة أخرى بحذافيرها، ولكنها تخرج في النهاية بلا طعم، أو بشكل ردئ.
* كيف تُسطّر نفسك في رواياتك وتضع بصمتك فيها وتجعلها في النهاية مصقولة كألماسة فريدة خاصة بضياء الدين؟
ليس على الكاتب أن يضيف معلومة أو فلسفة معينة في رواياته، ولكني تعهدت أن لا أكتب رواية لمجرد أنها قصة جيدة، فإما أن أُضيف معلومة أو أطرح قضية أو أعرض تجربة معينة، وذلك مع قصة جيدة، وهو أمر صعب. وعلى أية حال يمتاز كل كاتب بأسلوبه الخاص إذا لم يكن يقلد آخرين، وهذا شيء يشبه البصمة. المهم هو منح العمل الأدبي الوقت الكافي للكتابة والمراجعة والتعديل.
* كتبت ثلاثة روايات وجميعها أهّلك للوصول إلى مراكز مرموقة في المسابقات الأدبية على مستوى الجمهورية وعلى مستوى الوطن العربي، كيف ترى تلك الروايات بعد أن نجحت بها؟ وما الانطباع الذي تركه في روحك ذاك النجاح؟
شاركت ولم أتوقع الفوز في أية مرة، فحقيقة الأمر أني أكتب من أجل القارئ ولا أغازل المسابقات. أقدم في كل مرة فكرة مختلفة تماما ومثيرة للاهتمام بلغة بسيطة جدا ولكن ليست ركيكة، وأعتقد أن ذلك ما يلفت نظر لجنة التحكيم، فهم لا يريدون إلا فكرة جيدة ولغة مناسبة.
أما الانطباع الذي تركه ذلك هو أمر أعجز عن وصفه؛ فأحيانا من فرط سعادتي وتوتري لحظة استلام الجائزة أنزل من على خشبة المسرح وأنا لا أتذكر شئ مما حدث، وحين أرى الصور فكأنني أرى تلك الأحداث للمرة الأولى. هناك فرحة و رهبة وخوف في كل مرة، مزيج رائع من المشاعر.
* من خلال تجربتك مع رواية حورس، كيف تستطيع الحفاظ على حقك كمؤلف والمطالبة به في حال محاولة السرقة؟
من خلال الحصول على رقم إيداع وترقيم دولي، مثلما يحدث في أي رواية، ويقوم بتسجيلها دار النشر وليس الكاتب. وفي حال تم انتهاك حق المؤلف فيستطيع الكاتب رفع قضية ملكية فكرية في المحكمة بعد توكيل محام مختص لإثبات حقه والمطالبة بتعويض عن الانتهاك الذي حصل.
* من أين تستقي أفكارك في الكتابة؟
تأتيني الأفكار فجأة ومن حيث لا أدري، ربما أستلهمها من مشاهدة فيديو أو خلال قراءة رواية أخرى أو خلال أي موقف. وإن حصل يوم أن نفدت مني الأفكار فسأتوقف عن الكتابة تماما حتى تأتيني الفكرة المناسبة، ولن أكتب فكرة عادية لكتابة رواية جديدة فقط، فأنا أريد تخليق رواية وليس الكتابة فقط.
* هل هناك مشاريع روائية أخرى قريبة؟ هل هناك اخبار حصرية لمجلة أفنان ؟
هناك بإذن الله رواية في المعرض القادم 2020
، وإن كانت رواية هومو، آخر ما كتبت، تدور أحداثها قبل خمسين ألف عام من الآن، فالرواية القادمة ستدور أحداثها في المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.