إعلان رأس الصفحة

الأحد، 5 يوليو 2020

حوار مع الدكتور جمال حسن شحود - القراءة والاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب هي الرافد الأساسي في تكوين شخصية الكاتب



 القراءة والاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب هي الرافد الأساسي في تكوين شخصية الكاتب

مقدمة


كاتب ومؤلف ومحاضر في اللغة العربية ومستشار تربوي، من مواليد حلب عام 1960، تخصص باللغة العربية لحبه لها، فقد بدأ في تأليف الأشعار التي حملت في ثنايا بيوتها قضايا الحب والوطن. حفظ الكثير من القصائد وأبيات الشعر ليرتقي بأحرفه وبلاغته الشعرية ويزن موسيقى البحور الشعرية حتى الكمال. ثم قرر أن يسير في موكب صاحبة الجلالة (اللغة العربية)، فينهل من علومها دون توقف.

حصل على جوائز تدريسية وتربوية متميزة؛ فقد حصل على جائزة حمدان لعام 2011 فئة المعلم المتميز، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي لأفضل مشروع تربوي لعام 2012، وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي فئة المعلم المتميز لعام 2013، وجائزة رئيس الدولة جائزة خليفة فئة المعلم المبدع لعام 2016.

أبصر النور سبع مؤلفات باسمه: جمال حياتك، السعادة عادة، وهما مؤلفان في العلاقات الاجتماعية والتنمية البشرية، بالإضافة إلى خمسة دواوين شعرية باسم: الحب لمدة شهر، صباح الأنوثة، تاج الحب، قلب وقلم، على ذمة الحب.
عضو في العديد من الروابط الأدبية واتحادات للأدباء، وهو الآن عضو في اتحاد الصحفيين و الكتاب العرب في أوروبا، ومسؤول فرعهم في هولندا. مع الدكتور جمال حسن شحود كان اللقاء...

بداية الحوار

·      لماذا اخترت اللغة العربية كتخصص؟ ولماذا اخترت التدريس كمهنة؟

حبي للشعر دفعني للتخصص في اللغة العربية، حيث أردت أن أنهل المزيد من فلسفتها وبلاغتها وتشبيهاتها المنمقة والعميقة. وتبعا لهذا القرار اتخذت التدريس دربا لي، فإن من يتخصص باللغة العربية يكون قد اتخذ قرارا بالعمل على تدريسها.
وإن من اختار تخصصا نابعا من الحب يجعل من العمل فيه متعة ما فوقها متعة، وذلك ما يوصل الشخص إلى النجاح والتميز والإبداع.

·      من منظورك، ما هي الأسس الصحيحة في التربية والتعليم؟

حب المهنة قبل كل شيء، ثم الحرية والمرونة في العمل، فهما جناحا الإبداع. ذلك ما تحتاجه المجتمعات لترتقي في التعليم.

·      ما هو المشروع التربوي الذي حصدت عليه جائزة الشارقة للعمل التطوعي لأفضل مشروع تربوي عام 2012؟ هلّا أعطيتنا عنه لمحة؟

كان مشروع (فرسان اللغة العربية)، الذي يشجع التلاميذ ويحفزهم على تعلم لغتهم الأم، وسط تنوع الجنسيات وسيادة اللغة الإنجليزية في التعامل، بشغف وحب وإظهار الجوانب الجميلة في سيدة اللغات من خلال جلسات قراءة ونوادي كتابة وإجراء المسابقات.

·      ما الذي دفعك إلى الهجرة إلى هولندا؟ وهل كان الأمر سهلا؟

السبب هو انتهاء عقدي في الإمارات واستحالة عودتي لسورية... حيت دُمِّرَ بيتي وتم نهبه بكل ما فيه... و ضاع مجهود ثمان وعشرين سنة في الإمارات في ثانية. لذا لم يكن أمامي إلا الهجرة إلى أوروربا والبداية من جديد... وقد فتحت لنا أوروبا ذراعيها واحتوتنا حين لم نجد ذلك من بلاد العرب للأسف.
بالتأكيد لم يكن الأمر سهلا، بل كان مكلفاً جدا، ولكنه نافذة لحياة الجديدة سعينا لها منذ سنوات ولم نحصل عليها. استقبلوني بكل حفاوة... وقدموا لي ولغيري ما افتقدناه في بلدنا الأم من أمن وأمان وسكن وتأمين صحي وكل مايلزم الحياة الكريمة، وكلمة حق تقال: شعرنا هنا بآدميتنا، لذا اتقدم لهم بكل الشكر من خلال منبرك.

·      كيف ترى خارطة المستقبل؟

أسعى الآن جاهداً لتعلم اللغة الهولندية من خلال برنامج أعدته لي الحكومة وعلى حسابها بتكلفة قدرها عشرة آلاف يورو تسددها الحكومة عني لقاء تعلمي اللغة الهولندية، وإني أجد ذلك فرصة مناسبة لأساهم وأترجم بعضاً من أدبنا الشرقي إلى اللغة الهولندية ليتعرفوا على الجوانب المضيئة في أدبنا وتاريخنا.

·      هل رأيت اهتماما من الدولة الهولندية باللغة العربية؟

أجل، هناك اهتمام ملفت. وإنهم يلبون دعوتنا دائما في منتدياتنا الشعرية. كما أنهم معجبون جداً بالخط العربي.


·      ما هو طموحك؟ وهل حققت ولو جزءا منه؟

طموحي أن أكون سفيراً للغتي الجميلة في هولندا أنقل لهم أجمل ماعندنا وأكون جسراً بين الثقافتين، وإن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وقد بدأنا والحمد لله، فنحن الآن بصدد إنشاء جامعة خاصة للغة العربية هنا في هولندا ولدينا أكثر من خمسة وأربعين مركزا لتعليم اللغة العربية لأبناء العرب هنا في جميع المقاطعات الهولندية.

·      حدثنا عن اتحاد الصحفيين و الكتاب العرب في أوروبا.

لقد ساهمت مع مجموعة من الأدباء والمثقفين العرب في أوروبا على تأسيس وإطلاق اتحاد الصحفيين و الكتاب العرب في أوروبا، ومقره باريس، ولنا فروع في الدول الأوروبية، وأوكلت إلي مسؤولية فرع الاتحاد في هولندا، وقمنا باستقطاب العديد من الأدباء والكتاب والصحافيين العرب داخل أوروبا وخارجها، وسيكون لنا العديد من الأنشطة بعد انتهاء جائحة كورونا بإذن الله.

·      لماذا يستخدم مصطلح "بيت شعري"؟

جميع مصطلحات الشعرمأخوذة من البيت والخيمة أو الطبيعة؛ فهناك البيت الشعري، وهناك الوتد والبحور الشعرية، وذلك دلالة على الارتباط الوثيق بين الشخص العربي والشعر، حيث يعتبر الشعر بيته ومسكنه. ويقال بيت شعري دلالة على السكن في بيت متنقل، فهو يشير إلى بيت الشعر الذي يسكنه البدو.
ف "بيت الشعر" هو الخيمة، و "السبب" هو الحبل الذي به تربط الخيمة، و "الوتد" هو الخشبة بها تشد "الأسباب"، و "الفاصلة" هي الحاجز في الخيمة، و "المصراع" هو نصف البيت، و "عمود الشعر" هو جزء أصيل من الخيمة. وأما "العروض" فهي الناقة التي تعترض في سيرها لانها تأخذ في ناحية دون الناجية التي تسلكها، أي أن العروض ناحية من علوم الشعر، أو أنه قد سمي عروضا لأن الشعر معروض عليه، فإما أن يوافقه أو يخالفه.
و البيت الشعري يطلق على سطر واحد من الشعر الموزون الذي يتضمن شطرين؛ يقال للأول صدر البيت، ويقال للثاني عجز البيت، بينما يقال "بيت القصيد" ومعناه الرسالة أو المضمون الرئيسي التي يريد الشاعر إيصالها إلى جمهوره أو من يمهمه الأمر.

·      لماذا تختلف الطرق الإملائية بين البلدان حتى وصلت لوضعها كسياسات لغوية متبعة قد يتوقف بسببها صدور جرائد ومجلات لحين تصحيحها؟

أرى أنها لا تختلف كثيراً عن بعضها، فهي متفقة في الغالب واختلافها البسيط له ما يبرره عند أهل اللغة، بحسب ما يذهب أصحاب كل رأي في تأويلهم للكلمة ولكل مذهب حجته فيما يذهب إليه.  ومعروف عند أهل النحو واللغة منذ القدم المذهب البصري والمذهب الكوفي في المسائل النحوية الكثيرة، صغيرها وكبيرها، ولكل مذهب حجته على صحة تأويله كما أسلفت. أما حديثاً فقد أصبح لدينا المجمعات اللغوية في الوطن العربي والتي حلت محل أهل الكوفة والبصرة في الخلافات النحوية وتفسيرها فأهل الشام لهم نظرتهم وأهل مصر لهم نظرتهم وأهل المغرب لهم نظرتهم ولكل مجمع لغوي أسبابه وتفسيره لصحة مايذهب إليه في مسائل النحو والإعراب والإملاء.
مثلا كلمة "مسؤول" هكذا تكتب في بلاد الشام، أما في مصر فإن الهمزة تكتب على نبرة "مسئول"، لذا عندما تكتب على نبرة في الأردن أو لبنان أو سوريا فلن يتم قبول الكتابة على مذهب الكتابة المصري، و العكس صحيح، وهلم جرا...

·      حدثنا عن تجربتك في مؤتمر TED..

قام أحد الأصدقاء في المدرسة الأمريكية في الشارقة بدعوتي لألقي محاضرة عن اللغة العربية؛ حيث تحدثت عن أهمية اللغة العربية بين اللغات وصفاتها ومميزاتها وتفوقها على كل لغات الأرض من حيث الكم والكيف، وكيف تتفوق على اللغة الانجليزية التي تعتبر اللغة الأولى بنسبة المتحدثين بها؛ فإن لغتنا العربية تتفوق عليها ب 25 ضعفاً من حيث عدد المفردات الموجودة فيها، ففي حين أن اللغة الانجليزية تمتلك ما يقارب ال600 ألف مفردة فقط،  تتجاوز مفردات اللغة العربية ال12مليون مفردة.
لذا نرى أن اختيار الله لهذه اللغة لتكون لغة آخر رسالات السماء لأهل الأرض، يؤكد قوتها وقدرتها على الاستمرار والانتشار، وذلك بشهادة كبار علماء الغرب ومفكريهم. وخلصت لدعوة أبنائنا الطلبة للتمسك بلغتهم والاعتزاز بها ونشرها والمحافظة عليها، فمن لايعتز بلغته فلن يحترمه الآخرون مهما بلغ شأنه، ففيها هويتنا وانتماؤنا.

·      ما رأيك في الكتاب الجدد؟ وإلى ماذا تفتقر مؤلفاتهم؟

أقول لهم: عندما تتوفر الذخيرة اللغوية عند الكاتب أو الشاعر فإن نتاجه سيكون مبدعاً لأنه يغرف من مَعين اللغة، ولكن للأسف أجد الكثير من الكتابات لا ترقى إلى أي مستوى أدبي وهي عبارة عن كلمات مصفوفة لا رابط بينها، ومليئة بالأخطاء الإملائية المخجلة، وعندما نوجه النقد لأصحابها وعلى حساباتهم الخاصة، أجدهم يتأففون ويضربون بنصائحنا عرض الحائط.  ولو سألنا أحدهم عن أحد الشعراء لأنزله إلى الحضيض، وهو لا يستطيع أن يقرأ بيتاً واحداً من الشعر القديم بلا أخطاء.

إن الشعر له أركانه ومصطلحاته وكذلك القصة والأقصوصة والرواية والمسرحية وكل أنواع الفنون لها أشكالها ومميزاتها وصفاتها التي تتصف بها، لذا يتوجب الإبحار في علوم الفن قبل غور أسباره.


·      ما الذي يحتاجه الكاتب ليبدع في الكتابة ويصل درجة الاحتراف؟ وما هي نصيحتك للموهوبين من كتاب وشعراء؟

برأيي أن القراءة والاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب هي الرافد الأساسي في تكوين شخصية الكاتب، والكتابة بحد ذاتها فن مؤثر. وهي إما أن تكون موهبة وملكة في الإنسان ويعمل على صقلها، أو تكون عن علم ودراسة واجتهاد، وفي الحالتين لابد من الثقافة المتأتية عن القراءة والتي تعتبر الرافد الأهم للكاتب فيما يكتب

وإني أتوجه إلى الكتاب بأن يعتنوا بما وهبهم الله من إمكانات ويصقلوا هذه المواهب ويوظفوها في كل ما ينفع الناس، فالكلمة سلاح وقد تكون في بعض الأماكن أمضى من السيوف. وللكلمة رسالة من أداها على وجهها فقد فاز في الدنيا والآخرة. ولا ننسى أن أول كلمة نزلت على قلب رسولنا صلى الله عليه وسلّم هي "إقرأ"، وهي رسالة مهمة لكل البشرية، فالقراءة هي أساس العلوم، والعلوم أساس المعرفة، والمعرفة أساس تطور المجتمعات وبها تقوم الحضارات.




3:00 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة