إعلان رأس الصفحة

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

علوم - دراسة جديدة- البكتيريا تصرخ حين تتعرض للموت



البكتيريا تصرخ محذرة باقي السرب من الخطر


في دراسة تم نشرها في 19 أغسطس من عام 2020 في مجلة Nature للأبحاث العلمية أظهرت أن البكتيريا تصرخ محذرة باقي السرب من الموت.

هل تفاجأتم؟ إنه أمر مفاجئ فعلا، لكنه ليس بإطلاق الصرخات، فهذه الصرخات ما هي إلا مواد كيميائية تفرزها البكتيريا التي تموت، بل هو مفاجئ لأنه كشف عن طريقة تسعى من خلالها البكتيريا لتتكيف وتتطور وتتعايش مع الظروف المحطية، من إجهاد أو طارئ مستجد خطير، حيث تعمل من خلال إطلاق المواد الكيميائية على تنبيه باقي الخلايا البكتيرية من الخطر، وتدعوها للتكيف مع الظرف الجديد.

آليات دفاعية

البكتيريا في طبعها تميل للاحتشاد (التجمهر)  والعيش ضمن أسراب متحركة،  وخاصة تلك التي تملك أسواطا (flagella) لتتحرك بها مثل بكتيريا الإشيرشيا كولاي القولونية (E. coli) والعيش ضمن أسراب متجمعة وهو ما نسميه colonies أي مستعمرات. هذا التجمع مفيد جدا في حالات اكتشاف الخطر والتمكن من تكيف بعض الخلايا البكتيرية وتطورها عبر إحداث طفرات جينية لمقاومة الخطر. 
بالرغم من كون مقاومة البكتيريا مرتبطة عادة بانخفاض معدلات النمو الأيضي والتكاثري البكتيري، إلا أن البكتيريا التي تعيش ضمن السرب تكون نشطة في التمثيل الغذائي وتتكاثر بقوة، مما يشير إلى أن هناك آليات مقاومة بكتيرية مختلفة ومتنوعة.

فمثلا نجد أن هناك طرقا غير جينية تستطيع الخلايا البكتيرية من خلالها مقاومة المضادات الحيوية  حتى في حالة تناول جرعات قاتلة، وذلك من خلال تكوين خلايا معلقة طافية غير مرتبطة ببعضها تسمى بـ ( planktonic cells).
planktonic cells



ديناميكية الـ Necrosignaling:

حين يتم قتل البكتيريا باستخدام جرعات بسيطة من المضاد الحيوي، تقوم الخلايا البكتيرية التي تعاني الموت بإفراز مواد كيميائية عبارة عن بروتين اسمه AcrA، وهو بروتين موجود في المادة الهلامية المحيطة (Periplasm) التي تملأ المكان بين الغشاء البلازمي (Plasmic membrane) والغشاء الخارجي البكتيري (Outer membrane)، وأحد مكونات المضخة الدافقة ثلاثية الأطراف RND، حيث يرتبط بمكون المضخة الموجود على الغشاء الخارجي المسمى ب TolC  فيحفز الضخ الفوري، بالإضافة إلى تحفيز مسارات متعددة -مسارات تم تحسينها بالفعل في ذلك السرب- تتغلب على الإجهاد بالمضادات الحيوية.

قد تكون إحدى طرق الاستجابة أيضا هو اندفاع الخلايا المقاومة بعيدا عن مصدر المضاد الحيوي، فتبتعد عن السرب.
 
هذه العملية تسمى إشارات الموت (necrosignaling)، وهي موجودة في العديد من الأنواع لكن ليس جميعها، فهي تظهر خصوصية في الأنواع. وهنا يظهر عدم التجانس في قتل الخلايا؛ حيث تموت بعض الخلايا البكتيرية وترسل الإشارات لتتكيف الخلايا الأخرى وتتغلب على المصاعب وتنجو.
هذه المقاومة الناتجة عن التكيف مع الظروف المحيطة تعتبر الحاضنة الأساسية لنشوء تغيرات جينية مقاومة للمضادات الحيوية. أيضا من الممكن أن تشير هذه النتائج إلى مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي بذات الطريقة.

للاستزادة والاستفادة أكثر.. ستجدون رابط المقال على مجلة Nature من هنا



8:48 م / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة