إعلان رأس الصفحة

الاثنين، 11 يناير 2021

مراجعة في المسلسل الأجنبي Manhunt: Deadly Games

 

الوجه الآخر للقضايا الفيدرالية : بين البحث عن المجرم و تجريم البريء في لعبة سياسية إعلامية


معلومات عن المسلسل الأجنبي الأمريكي Manhunt: Deadly Games

(Manhunt) هو من المسلسلات القصيرة الأمريكية، من نوعية الجريمة والإثارة، يحكي في جزئه الثاني قصة حقيقية أخرى عن القاتل السفاح المسمى ب Eric Randolph.

 تم عرض الجزء الثاني عام 2020 من خلال عشر حلقات، وقد حصل المسلسل بموسمه الثاني (Deadly Games) على تقييم 8.1 على موقع تقييم الأفلام والمسلسلات الأجنبية IMDb.


قصة المسلسل الأمريكي

يروي المسلسل أحداثا وقعت في الفترة الواقعة بين 1996 و 2003. حيث يحكي الفيلم قصة السفاح المسمى بـ Eric Randolph، الذي عرف بتفجيره لعدة مواقع خالية وقتل عن طريق الخطأ في إحدى القنابل شرطي وممرضة. وقد دعمه العديد من الأشخاص لأنه بالنسبة لهم شخص ينفذ أمر الله بتفجير عيادات الإجهاض فاعتبروه بطلا، وقد حدث ذلك بعد قيامه بنشر بيان. بينما حقيقة لم يكن كذلك أبدا، فقد كان يقتل لأجل اللذة فقط ولأنه يعتقد بأنه إله يستطيع أخذ الأرواح دون أن يستطيع أحد محاسبته أو قتله.

كما يحكي المسلسل قصة Richard Jewell الذي كان يعمل كحارس أمن في حديقة أطلانطا الأولمبية Centennial Olympic Park. هذا الحارس كان السبب في إنقاذ حياة العديدين في 26 تموز/يوليو عام 1996 أثناء إحدى الحفلات التي تم إحياؤها في الحديقة لسرعة ملاحظته لحقيبة غريبة وإصراره على فحصها من قبل رجال الشرطة. هذا وقد بذل ما باستطاعته لإنقاذ العاملين في البرج القريب من القنبلة. لينتهي به الأمر متهما بهذا التفجير، وتم تشويه سمعته وانتهاك حقوقه كمواطن، حيث تم التحقيق معه من قبل الشرطة الفيدرالية بطريقة مبهمة وحاولوا إقناعه بالتوقيع على التنازل عن حقوقه بجلب محام للدفاع عنه. لينتهي به الأمر منبوذا في المجتمع بدون عمل، بل أيضا يتم انتهاك آدميته بالتعدي عليه وضربه. وقد كان السبب في هذا التحول في الأحداث؛ من تكريمه كبطل إلى تجريمه بزرع القنبلة بسبب Kathy Scruggs، الصحفية التي كانت تعمل في صحيفة Atlanta Journal-Constitution عبر نشر مقال لها يقول عنوانه "FBI Suspects ‘Hero’ Guard May Have Planted Bomb" أي "الشرطة الفيدرالية تشتبه "بالبطل"، ربما زرع الحارس القنبلة"

مراجعة في المسلسل الأمريكي

يصور المسلسل القصة الحقيقية لأحداث تفجيرات 1996 وما بعدها من قبل السفاح إيريك رودولف المغرم بالقتل. 
بعد يطرح المسلسل قصة ريتشارد جويل تقف حائرا، فإن الطرق المستخدمة في الإيقاع بجويل حمقاء وتحرمه من حقوقه المدنية كإنسان ومواطن أمريكي، كما أنها تكاد تكون مفتعلة لجعله مناسبا للأدلة، بل وإنهم لم يدرسوا حقيقة الأدلة أو أنهم اجتهدوا في البحث، فذلك من شأنه بث الأمان بين أفراد المجتمع بأن الشرطة الفيدرالية استطاعت القبض على المجرم فورا. هذا وقد ظلمه المجتمع عن طريق تجريمه علنا دون حق، وسلبوا حقه بالرد، حيث كانوا يحورون كل كلمة أو دليل يقدمه محاولا إثبات براءته ليناسب سياسات المجلة أو الصحيفة وتزيد رقم مبيعاتها. تلى ذلك العديد من المواقف الظالمة من الصحافة والإعلام والجيران وأصحاب العمل وحتى أمه التي بدأت تشك فيه وتقول "إن الشرطة لن تعاملك بسوء إلا إن كنت جيدا"، ليصل بالمجتمع الأمر محاولتهم حرمانه حقه بالحياة، حتى قرر جويل أن يقف على قدميه أمام الناس جميعا ويثبت براءته.

في المقابل تم دعم ذلك الإرهابي السفاح إيريك رودولف فقط لأنه قد لبس قناع الدفاع عن الدين وتنفيذ أوامر الرب بتفجير عيادات الإجهاض. ولم هناك أية مشاكل في تفجير ممرضة وشرطي.. لقد تم تفجيرهما عن طريق الخطأ!
لقد تمت ملاحقة المجرم لسبع سنوات كاملة في غابات نانتاهالا شمال ولاية كاليفورنيا، والتي كان المجرم قد خطط لسنوات طويلة في توفير المواد اللازمة لمعيشته في الغابة في حال مطاردته.
وإنك تشعر بقمة الظلم حين يقف المجرم بعد الإمساك به مغترا بنفسه يعترف بجرائمه علنا بعد عقد صفقة مع الحكومة تمنعهم عن إعدامه مقابل إخبارهم عن أماكن المواد المتفجرة التي سرقها، والتي وضعها في عدة أماكن في الغابة. ويتنهي به الأمر في سجن إنفرادي تحت وطأة حكم مؤبد بالسجن، بجوار زنزانة تيد زانسكي الذي تم التعريف عنه في الجزء الأول من المسلسل The unabomber، ويكون لديه العديد من المعجبين ليوقع لهم حتى من ضمن طاقم الشرطة أنفسهم.

لقد أبرز المسلسل واقع المجتمع المتذبذب الذي يخفي من السواد والشر الكثير، حيث قدس الشرير السفاح، وأنزل لعانته على من أنقذ المئات.
المسلسل جميع وواضح في أحداثه وممتع ومشوق، لكني أعتقد أن الجهد المبذول في الجزء الأول منه هو أضعاف الجزء الثاني. فيشعر من تابع الجزء الأول بانخفاض مسوى الإخراج والأداء وتركيب المشاهد والأحداث وجعل المتابع متنبها للأحداث مترّخة.

لقد كان اختيار الممثلين مدروسا، فقد ملأ كل منهم مكانه بشدة، خاصة الممثل Cameron Britton الذي كان شبيها فعلا بشخصية ريتشارد الحقيقي.

الممثل على اليمين والشخصية الحقيقية على اليسار


الممثل جاك هاستون على اليمين، والمجرم إيريك رودولف على اليسار

معلومات عن Richard Jewell

ريتشارد جويل الحقيقي


بعد ثلاثة أشهر من اتهام الشرطة الفيدرالية لجويل بتفجير الحديقة الأولمبية وفضحه علنا في الإعلام والصحافة، ترتكته الشرطة لعدم كفاية الأدلة، ولأنه قد ظهر المجرم الحقيقي "إيريك رودولف"، لكنهم لم يبرئوا اسم جويل من التهمة لأنهم بذلك يثبتون خطأ ارتكبوه في حق مدني وسمعته.

في الحقيقة لم يتخلص جويل من التهمة لمدة طويلة جدا، حتى قرر برنامج ستون دقيقة، وهو برنامج يعرف بمصداقيته وقوته، أن يستضيف جويل، فقرر جويل تلبية الدعوة بالرغم من عدم معرفته للأسئلة أو نتائج بحث البرنامج، ليكون البرنامج داعما لجويل في رحلة إثبات براءته، فسعى بعدها جويل للتصالح مع وسائل الإعلام التي ظلمته ونشرت عنه ومنها قناة CNN التي هاجمته فورا بعد تكريمه كبطل، فتصل معهم لتسويات مادية والاعتذار العلني له. لكن صحيفة أطلانطا رفضت الاعتذار بعد أن كانت أولى من شوهت سمعة جويل، فقرر رفع قضية عليهم استمرت 10 سنوات كانت نهايتها عند النطق بالحكم جويل والصحفية قد توفوا.

بسبب الظلم الرهيب الذي عانى منه جويل والتوتر فقد عاني من مرض السكري الذي تفاقم بشدة ليعاني من الفشل الكلوي وقطع عدة أصابع له، ليموت أخيرا في شقته وحيدا بسبب أزمة قلبية وهو في الرابعة والأربعين من عمره عام 2007، أي بعد عامين من اعتراف رودولف بالذنب في تفجير الألعاب الأولمبية وثلاثة تفجيرات أخرى في أتلانتا وبرمنغهام ، ألاباما.

في عام 2006 ، في الذكرى العاشرة للتفجير ، اعترف حاكم جورجيا ، سوني بيرديو ، ببطولة جيويل ومنحه إشادة تقول: "السيد. يستحق جيويل أن يُذكر كبطل لما قام به خلال الألعاب الأولمبية المئوية. إنه مواطن نموذجي ، وتشكره ولاية جورجيا على التزامه الطويل الأمد بتطبيق القانون ، كحارس أمن خلال الألعاب الأولمبية وكنائب عمدة في مقاطعة ميريويذر اليوم ".
3:46 م / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة