Unabomb قضية فيدرالية لـ20 عاما تنتهي بعلم جنائي جديد (التنميط الجنائي اللغوي)
معلومات عن المسلسل الأجنبي الأمريكي Manhunt: Unabomber
(Manhunt) هو من المسلسلات القصيرة الأمريكية، من نوعية الجريمة والإثارة، تحكي قصة حقيقية عن القاتل السفاح المسمى ب Unabomber أو Manifesto. تم عرضه لأول مرة في آب/أغسطس عام 2017 من خلال ثمان حلقات، وقد حصل المسلسل بموسمه الأول (Unabomber) على تقييم 8.1 على موقع تقييم الأفلام والمسلسلات الأجنبية IMDb.
قصة المسلسل الأمريكي
يحكي الفيلم قصة السفاح المسمى ب Unabomber -لأنه كان يستهدف الطائرات والجامعات بقنابله- أو Manifesto -لأنه كان يسعى لنشر البيان الخاص به-، حيث استمر بإرسال طرود تحوي على متفجرات لمدة 20 سنة من دون أن يترك خلفه دليلا واحدا، لكنه خلّف 23 ضحية و4 قتلى، مما جعل قضية مطاردته من قبل المباحث الفدرالية من القضايا الأطول في التاريخ الأمريكي.
ثم قررت المباحث الفيدرالية الاستعانة بالمنمط الجنائي Jim 'Fitz' Fitzgerald جيم فيتزجيرالد، الذي لا يحمل شهادة دراسية عليا ولكنه موهب في كشف الأنماط الجنائية ، حيث أنه لكل مجرم نمط خاص به. الذي ميز هذا المنمط أنه كان يفكر خارج الصندوق، فقد استطاع ادخال Forensic Linguistics أي التنميط الجنائي اللغوي إلى قائمة الأدلة الجنائية المعترف بها. وقد استطاع من خلال دراسته لما يرسله القاتل من رسائل التعرف على عمره ومستوى ذكائه وحياته الاجتماعية وأماكن عمله.
كان جيم بالرغم من إيمان الجميع بموهبته إلا أنه تم تهميشه مرات عديدة بالرغم من طلبه المتكرر بالسماح له بأن يعيد تحديد هوية السفاح مرة أخرى بعيدا عن الدراسات السابقة، إلا أن المسؤولين رفضوا مرات عديدة، لكنه لم ييأس واستمر بالبحث حتى استطاع تحديد هويته من خلال لغته ومصطلحاته بطريقة مميزة بمساعدة مدرسة جامعية مختصة بعلم اللغة المقارن.
في النهاية أرسل القاتل طلبا بنشر بحث له من 35 ألف كلمة بعنوان "المجتمع الصناعي ومستقبله" في إحدى الجرائد الرسمية المحترمة مقابل توقفه التام عن القيام بالتفجيرات، والذي بين فيه خطورة خضوع المجتمع للأجهزة والمصانع وأصحاب الشركات رضوخا تاما.
وبالرغم من رفض المباحث الفيدرالية التفاوض مع مجرم كما هو المعتاد، إلا أنه في إطار سعي العميل الفدرالي خلف القاتل للامساك به، تم نشر بيان للقاتل في الجرائد المرموقة في الولايات المتحدة وتقديم مكافأة تصل لمليون دولار أمريكي لأي شخص يستطيع الكشف عن شخصية كاتب البيان من خلال لغته وموضوعاته، وقد كان نشر هذا البيان هو السبب الرئيسي لـ Unabomber لارتكاب كل تلك الجرائم، لجعل الدولة والشعب يسمعونه. وقد وصل العميل لمبتغاه، فقد تواصل أخو القاتل مع الشرطة الفيدرالية، وأعطاهم رسالة الدكتوراة لأخيه د.ثيودور جون "تيد" كازينسكي، فيكتشفون أنه القاتل. فتستطيع الشرطة من خلال خطة قصيرة المدى -بسبب تهديدات إحدى الصحف بالنشر بعد 24 ساعة فقط- من تقديم الإثباتات اللازمة لنيل تصريح التفتيش والاعتقال. وقد كان السبب الأول والأخير في القبض على المجرم هو العميل جيم، بسبب كل ما بذله في تحقيق ذلك من خلال تحديد البصمة اللغوية للقاتل... فمن المعروف أن كل فئة مجتمعية مصطلحات لغوية خاصة ولهجة مختلفة، ولكل شخص حصيلته اللغوية بناء على دراسته وذكاءه وممارساته.
عن القاتل المتسلسل السفاح Unabomber
القاتل السفاح ثيودور كازينسكي عام 1968 |
كان الشخص المنشود هو القاتل فعلا، لقد كان Theodore Kaczynsk ثيودور كازينسكي، وهو من مواليد 1942 من أصول بولندية. كان أحد خريجي جامعة هارفارد العباقرة، فقد انتسب لهارفارد في سن السادسة عشرة ليصبح عالما في الرياضيات، حاملا شهادة الدكتوراة فيها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ليصبح بعدها مدرسا في جامعة كاليفورنيا في 1967 لمدة عامين حتى استقال بسبب شكاوى الطلاب منه، فلجأ للانعزال في كوخ في الغابة خاصة بعد فضله بحب إمراة، وعاش سنينا معزولا في كوخ في الغابة، بعيدا عن التكنولوجيا والصخب والرضوخ المدني للحياة الروتينية والأجهزة المخترعة.
الكوخ الذي انعزل فيه ثيودور كازينسكي Unabomber طيلة 20 عاما |
ومن هنا ازدادت مناهضته للتكنولوجيا وسعى خلف نشر أفكاره عن سوء ما تحمله التكنولوجيا للبشر، فلجأ بين عامي 1979 و 1995 على إرسال طرود بريدية تحوي متفجرات من خلال البريد الأمريكي لأشخاص يعملون في الجامعات أو على متن طائرات يقفون وراء التقدم التكنولوجي، فيتسبب بوفاتهم أو بحصول إعاقات لهم. وقد كانت نهايته في القبض عليه في 3 إبريل 1996. تم الحكم على كازينسكي بالحبس الانفرادي المؤبد في سجن فيدرالي، بثلاث أحكام كل منها لـ 30 سنة.
القاتل السفاح ثيودور كازينسكي عام 1996 |
الانطباع
مسلسل رائع بإخراجه وتمثيله ومناظره وتسلسله وتطابقه مع الحقائق والاهتمام بتقليد شكل الكوخ ومقتنياته. أظهر ذكاء القاتل والخلل في شخصيته، وهوسه بنشر أفكاره على الناس حتى ولو كان المقابل هو الإعدام.
بينما لمع العميل جيم في عرضه تأثير القضايا الجنائية على حياة المحققين، من جنون و إدمان في السعي خلف الحقيقة، والسعي خلف النجاح والمجد وإثبات الذات حتى ولو كان على حساب الآخرين من عائلات الضحايا أو الزملاء في العمل.
كما أنه المسلسل قد نجح في عرضه أهمية اللغة في حياتنا اليومية وتمييز المجتمعات. وقد كان من ضمن الحوار الذي دار في المسلسل جملة مهمة قيل فيها:
يقول تيد كازينسكي للمُحقق جيمس فيتزجيرالد: “معظم الناس لا يضعون للغة قيمةً، ولكن ليس أنت…أنت وأنا نُقدّر قوّة الكلمات وخصوصيّتها.”!
حيث كان يدرك ثيودور قيمة الكلمة فدفع الكثير من حياته وارتكب الجرائم في سبيل إيصالها، بينما أدرك العميل جيم قيمتها فلجأ إلى تحليل النصوص للوصول تعريف كامل بالقاتل، بل والإمساك به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.