إعلان رأس الصفحة

الخميس، 11 يناير 2024

حوار مع الكاتب والمترجم أحمد أبو النجا: لا يهتمون سوى بالكتب المترجمة سابقا والتي سقطت حقوقها خوفا من الخوض في أمور الملكية الفكرية للأعمال الجديدة

 



 

هو كاتب في عقده الرابع، من مواليد القاهرة منطقة حدائق القبة، خريج معهد خطوط. بدأ كل شيء من الصفر، ليُعلّم ذاته الكثير مما يحتاجه لتقديم موهبته بطريقة صحيحة، ليحترف الكتابة منذ ستة سنوات فقط، ليخط اسمه بحبر لا يزول بين الكتّاب بمؤلفاته. ثم قرر أن يطور من ذاته أكثر، فتعلم الترجمة ليبدأ بترجمة الروايات الأجنبية إلى اللغة العربية بغزارة. فكان خير قدوة لكثير من الشباب وأصحاب الأحلام المتأخرة. أحب أدب الرعب والأساطير، فقرر أن يجعلها بيئة رواياته.

بدأ مشواره عام 2017 برواية (الشيطانة وعصا الجحيم)، ليتبعها برواية (كريتوس) التي صدر منها طبعة ثانية. ثم أصدر عام 2018 ثلاث روايات: (أشباح المنزل الملعون) و (أسطورة كريتوس) و (قناع الشيطان) من دار ببلومانيا للنشر والتوزيع. وفي عام 2019  نشر روايتين بالتعاون مع دار ببلومانيا أيضا هما: (حكايا الرعب) و (ملكة الجحيم)، و هناك أيضا رواية (المارد).

أما في عام 2020 فقد بدأ مشواره في الترجمة،  فصدر له ترجمة كتاب جمع فيه عدة قصص مترجمة تحت اسم (روائع أدب الرعب العالمي ج1)، وترجمة رواية (أسطورة الملك القرد ج1) مع دار ببلومانيا للنشر والتوزيع. كما اشترك بقصة (المارد الأسود) في المجموعة القصصية (عوالم شيطانية). أيضا له روايات مترجمة أخرى: (اللعبة الخطرة)، و رواية (الدفع المؤجل) وسلسلة المحامي الجنائي بيري ماسون التي صدر منها (الغوريلا المبتسمة) و (قضية الوجه البديل).  

هو الكاتب أحمد محمد السيد أبو النجا... ومعه كان الحوار..

 

-  أين بدأ حبك للكتابة؟ وما الذي جعلك تستغرق كل ذلك الوقت لأن تبدأ في رحلتك ككاتب؟

عشقت القراءة منذ الصغر، وأسرتني عوالم الدكتور نبيل فاروق والدكتور أحمد خالد توفيق رحمهم الله. كنت مبهورا بهما وبالكاتب الكبير أنيس منصور، وبسببهم راودني حلم أن أكون كاتبا مرارا.

وما جعلني أستغرق كل ذلك الوقت في السعي لتحقيق الحلم الذي راودني عدة أمور تواجه غالبية من يحاولون دخول عالم الكتابة الكبير وهي سخرية الأقران، وتثبيط العزيمة، الأمر الذي أدخلني في حالة إحباط شديدة جعلتني أصرف النظر عن البدء، رغم أنني كنت قد كتبت أولى رواياتي وأنا في الواحد والعشرين من عمري.

أيضا من الأسباب الأخرى هو عدم إيجادي لمن يتبنى موهبتي، فغالبية دور النشر كانت ومازالت تبحث عن الكاتب المشهور والمعروف، ولا تحاول مساعدة أي وجه من الوجوه الجديدة على الساحة الأدبية، لتتحول دور النشر بعد ذلك إلى مقر للتجارة والربح بدلا من نشر الثقافة، فكنت أجد الكثير من الكتب شديدة التفاهة يتم تبنيها ونشرها والسعي على انتشارها بين الشباب.

 

-  بعد التيه في مجاهيل صعوبات النشر، كيف استطعت أن تطأ ساحة الكتابة؟

كنت قد اتخذت قرارا صارما بأن أصبح كاتبا مهما كلفني الأمر، فاستمريت بالسعي والذهاب للعديد من دور النشر التي رفضت عملي دون قراءة سطر واحد، واستمريت على هذا الحال ثلاث سنوات كاملة حتى قبلت دار لوتس للنشر الحر أن تتبنى روايتي (الشيطانة وعصا الجحيم) بمقابل مادي بسيط، ثم تبنت روايتي (كريتوس)، اللتان دخلت بهما معرض القاهرة الدولي للكتاب لأول مرة في حياتي.

ومن خلال معرض القاهرة، فتحت لي الأبواب، حيث تعرفت على الأستاذ جمال سليمان، صاحب دار ببلومانيا للنشر،  حيث تصفح الروايتين وانبهر بلوحاتي داخلهما، فقرر أن يتبنى موهبتي فأصدر لي أكثر من ثمانية أعمال. ومن هنا كانت انطلاقتي.

 

-ما الذي تعنيه لك الكتابة؟

الكتابة هي كل شيء لي... أصبحت حياتي وسعادتي متعلقة بها. كلما أمسكت رواية جديدة لي أشعر بأنني أحمل طفلا جديدا جاء من رحم الألم والجهد البالغ والسهر.

 

-  بعد نشرك كل تلك الأعمال، ما هي الآثار الإيجابية والآثار السلبية التي واجهتها؟

لقد كان دخولي عالم الأدب واشتراكي في عدة معارض محلية ودولية، والتعرف على العديد من الأدباء والشخصيات الجميلة من أصحاب دور النشر، أو زملاء من ذات العالم، من الأمور الرائعة التي حصلت لي بعد دخولي عالم الكتابة.

وما أفجعني هو رؤيتي لأساليب النصب والاحتيال التي تدور بين بعض دور النشر وظلمهم للكاتب الذي يجاهد للصعود رغم كل الصعوبات.

 

-  ما الذي دفعك إلى الترجمة؟

دفعني الأسلوب الرقيق لبعض الأعمال المترجمة، بالإضافة إلى عدم اهتمام المترجمين بالأعمال التي لم تترجم قبلا، بل ينصب اهتمامهم فقط على الكتب الشهيرة فقط، والتي قد تمت ترجمتها مئات المرات.

لذا حاولت أن أقدم أعمالا لم يتم نشرها سابقا بأسلوب شيق جميل باللغة العربية الفصحى العزيزة، في محاولة لإحيائها بعد أن هجرها العديد من المؤلفين.

 

-  ما الأمور والمراحل التي مررت بها لاحتراف الترجمة؟ 

مررت في البداية بنهم القراءة والغوص في أحداث وطريقة سرد تلك الروايات، ثم قررت خوض التجربة وبدأت بالتأليف، فقمت بتأليف عدة روايات. ولم يكن قد خطر لي أن أقوم بالترجمة، حيث بدأ الأمر مصادفة بعد قراءتي لبعض قصص الرعب العالمية، والتي لم تكن قد ترجمت من قبل، وهنا جاءتني فكرة القيام بترجمتها وتقديمها للقارئ المهتم بالأدب العالمي، فعرضت الأمر على الأستاذ جمال سليمان صاحب دار ببلومانيا للنشر، فأثنى على الفكرة ورحب بها وشجعني، فقمت بترجمة 13 قصة قصيرة مرعبة جمعتها في كتاب (روائع أدب الرعب العالمي ج1)، وقمت بإضافة بعض اللوحات للكتاب كعادتي، فنجح بطريقة لم أنتظرها، مما شجعني على تقديم جزء ثان مع دار حورس للنشر، وجزء ثالث ما زال قيد الطباعة، وجزء رابع ما زلت أعمل عليه.

هذا وقد اتخذت العدد 13 في أعداد القصص المترجمة في كل جزء لإضافة لمسة من الرعب، فهو رقم متعارف عليه بأن رقم مشؤوم.

 

-  ما هي المراحل التي تمر بها بدءا من اختيار الكتاب حتى النشر؟

أقوم أولا باختيار الكتاب الذي يجذبني وأحببت قراءته، ثم أبدأ بترجمته حال اقتناعي به. حينما أنتهي من الترجمة أقوم بإعادة صياغة النص والقيام ببعض التعديلات اللغوية والنصية بما يناسب اللغة العربية ويفيد المفهوم العام للنص. وأخيرا أقوم بإضافة لوحات مرسومة للشخصيات التي أستوحيها من خلال أحداث الرواية، ثم أقدمها لدار النشر لطباعتها.

وبالطبع فإن الاهتمام بأمور الملكية الفكرية للأعمال المترجمة هو من اختصاص دور النشر، عليها البحث فيه قبل النشر، فلا يحق لأحد نشر ترجمة أي رواية إلا بعد شراء حقوقها من كاتبها الأصلي إذا كان ما زال على قيد الحياة، وهي حقوق تسقط بعد موت المؤلف بخمسين عام وتصبح ملكية عامة، وقد يكون هذا الأمر هو السبب خلف ترجمة ذات الأعمال القديمة دون كلل أو ملل، لتجنب الخوض في أمور حقوق الملكية الفكرية القانونية.

 

-  ما هي السمات التي يحتاجها المترجم لإخراج كتاب مترجم بشكل احترافي؟

قبل أي شيء الإلمام التام باللغة الإنجليزية أو باللغة التي سيتم الترجمة منها إلى اللغة العربية. ومن ثم اختيار العمل الجيد والمناسب لثقافتنا العربية، وبعد ذلك الاطلاع على الأعمال الأخرى ومتابعتها. كما يتوجب تعديل بعض الجمل والمصطلحات بما يتناسب مع اللغة العربية، بالإضافة لعدم الإطالة في السرد حتى لا يمل القارئ سريعا.

 

- هل يضع المترجم من أسلوبه وذاته في العمل؟ وهل من الممكن تغيير أسلوب الرواية كلها خلال الترجمة؟ وكيف من الممكن تجنب ما يسمى بـ (خيانة النص)؟

المترجم الجيد هو من يقدم العمل بأسلوب شيق وجيد لا يستطيع أحد أن يشابهه فيه.. أن يضع بصمته بأسلوبه الخاص داخل العمل، وجعله مناسبا لدينه ومعتقداته وثقافته، وأن يكون صاحب موهبة إبداعية لابتكار الجديد من المصطلحات والجمل على ألا تحيد عن النص الأصلي. فهو مترجم أدبي وليس مترجم قانوني.

والمترجم ليس آلة ناسخة أو ناقلة فقط، بل من شأنه إضافة نصوص ومصطلحات إبداعية. لذا من الممكن أن يتغير أسلوب الرواية بأكملها، بل والنص كاملا أثناء الترجمة إذا لم يلتفت المترجم لتناسب ترجمته وأسلوب المؤلف الأصلي خلال عمله.

 

-       ما هي الصعوبات التي تواجهك في الترجمات؟ وكيف تعمل على حلها؟

وجود بعض الجمل والمصطلحات القوية، بالإضافة لعدم عثوري على كتب إنجليزية من أدب الرعب القوطي غير مترجمة إلا بصعوبة بالغة، فهو الأدب الذي أعشق ترجمته.

وإني أستطيع تجاوز المصطلحات من خلال البحث على الإنترنت وسؤال الأصدقاء الضليعين باللغة الإنجليزية للتوصل إلى مصطلح جيد ومعبر، فابن آدم مهما بلغ من العلم فإنه يموت وهو ما زال يتعلم.

 

- ما هي القيمة الفعلية للترجمة؟

القيمة الفعلية للترجمة لا تكمن فقط في قراءة رواية عالمية لمؤلف ذو ثقافة وفكر مختلف، بل أيضا في إبراز تلك العلاقة التي تربط بعض الشعوب وأفكارهم وتاريخهم وإبداعاتهم بتشابهها واختلافها، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وفكرهم.

 

-  حدثنا عن تجربتك وحبك للرسم والمشاعر التي تخلفها في داخلك تلك الخطوط.

الأمر يعود إلى طفولتي، فقد كنت أعشق الروايات التي أجد بداخلها رسومات لأبطال وأحداث الرواية. وعندما دخلت مجال الكتابة وجدت أن فكرة وضع الصور داخل الرواية قد اندثرت، فقررت أن أقوم بإحيائها مرة ثانية خاصة أني أجيد الرسم. لذا كنت سعيدا بإعادة الصور إلى صفحات الروايات والقصص لتخرج رواية متكاملة الأركان.

 


-  ما هو نوع الرسم والتلوين المفضل لديك؟

أفضل الرسم بالألوان الخشبية والمائية، لكني أنشر في أعمالي رسومات بقلم الرصاص لأن دور النشر ترفض طباعة الصور الملونة بسبب ارتفاع كلفة طباعتها.

 

-  لقد انتشرت أقاويل كثيرة عن صعوبة النشر والحصول على عائد مناسب، فما رأيك بذلك؟

للأسف هذه حقيقة مجال الكتابة والنشر. فقد أصبحت عملية النشر مجرد أعمال للحصول على المال من المؤلف دون أي عائد عليه بالرغم من كونه هو من يصنع المادة المباعة.

 

-       ما هي العقبات التي واجهتك خلال عمليات النشر؟

عقبات مادية بسبب طلب دور النشر لمقابل مادي مقابل النشر، وأيضا طلب دور النشر لأسماء مترجمين وكتاب كبار، والأدهى والأمرّ هو طلب البعض شراء حقوق أعمالي كاملة لوضع اسمهم بدلا من اسمي، وهو ما رفضته رفضا قاطعا.

 

-  من هو قدوتك في الأعمال العربية والعالمية؟

بالنسبة للكتاب المحليين فكما قلت بأن الدكتور نبيل فاروق والدكتور أحمد خالد توفيق والأستاذ أنيس منصور هم مصدر حبي للكتابة وقدوتي. أما بالنسبة للكتاب العالميين، فإن الكاتب إدجار ألان بو، وبرام ستوكر، والسير آرثر كونان دويل، وجول فيرن، وهربورت جورج ويلز، وإيرل ستانلي جاردنر، وأجاثا كريستي هم المفضلين لدي.

 

-  ما هي مخططاتك القادمة؟

سيتم –إن شاء الله- إصدار الجزء الثاني من المجموعة القصصية المترجمة (روائع أدب الرعب العالمي ج3) بالتعاون مع دار نشر كبيرة، بالإضافة إلى الجزء الثاني من الرواية المترجمة (أسطورة الملك القرد ج2). كما أن روايتي (منزل الموتى) في مرحلة الطباعة.

سيكون هناك أيضا –بإذن الله- استكمالا لسلسة المحامي الجنائي بيري ماسون لأجعلها إضافة جيدة لسلاسل الأبطال البوليسية مثل أرسين لوبين وشارلوك هولمز وجيمس بوند. بالإضافة إلى بعض الأعمال التي لم يتم ترجمتها سابقا مثل، رواية متحف الشمع، ورواية عرائس الكونت الملعون، ورواية الجرجونة ماجيرا، ورواية دكتور شيريك في قطار الموتى، وكتاب عظماء أبطال عالم الخيال، وكتاب شخصيات وكائنات الرعب والفزع عبر التاريخ، وهذان الكتابان يعتمدان بشدة على اللوحات الفنية للشخصيات والأبطال، حيث سيكون هناك صفحة مكتوبة عن الشخصية مقابلها صفحة لصورة الشخصية بريشتي.

كما أعمل أيضا على تأليف سلاسل للجيب من الخيال العلمي لأعيد للشباب عصر رجل المستحيل وملف المستقبل إن شاء الله.

 

-  ما هو الهدف الذي تسعى جاهدا للوصول إليه؟

أن أتمكن من تقديم ونشر سلاسل الجيب داخل المؤسسة العربية أو عصير الكتب. فأنا أرفض فكرة طرحها للشباب دون تبنيها من قبل دار عظيمة كالمؤسسة التي أخرجت مئات العناوين من روايات الجيب.

 

-       أين هو أحمد أبو النجا لعام 2023 ؟ وهل هو راض عن نفسه؟ 

أحمد أبو النجا قد استطاع نشر سبعة عشر مؤلفا في فترة وجيزة رغم كل الصعوبات والمعوّقات، لكني لم أرضَ عنه كفاية، لأني أصبو لأكثر من ذلك.... هناك أهداف كثيرة أريد تحقيقها، ما زلت لم أنجز منها إلا اليسير. إني أضع أهدافي نصب عيني، أسعى إليها، وأطلب من الله التوفيق والنجاح.

 

-  ما هي نصيحتك للشباب ذو الموهبة لكنه معدوم المخططات والحيلة؟

أنصحهم بتعلم ما ينقصهم، والسعي الدائم دون تقاعص لتحقيق أحلامهم، وعدم الرضوخ لوسواس الاكتئاب والعجز. كما أوصيهم بعدم التعجل وعدم التنازل لأحد عن أعمالهم وأفكارهم لأي شخص مهما كانت المغريات والصبر والصمود في وجه الصعوبات. لأن آخر طريق الصبر والاجتهاد هو تحقيق الأحلام بشكل مؤكد بإذن الله.

5:15 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة