آن وقت التغيير...لا استسلام لضغوطات الحياة والكآبة
مقدمة
هي مستشارة اجتماعية، تفخر بكونها أماً وجدة
قبل أي شيء. تصافحك ابتسامتها قبل يدها، وتغرس حلمها الأخضر في نفوس من تقابلهم
مبددة سراب الحلم في صحراء حياتهم. وتشعر بمسؤوليتها تجاه الآخرين بتوجيههم إلى
التغيير الإيجابي. ابتكرت برنامج "رحلة التغيير" الذي تصطحب به السيدات
والفتياتالمشاركات من الإمارات ودول الخليج لاكتشاف ذاتهن بالسفر و القيام بالعديد
من النشاطات للتخلص من ضغوطات الحياة وتفجير الطاقات الإيجابية بداخلهن، انطلاقاً
من قناعتها بأن الإنسان ليس شجرة فإن لم تَرُقْ له بيئته أو مكانه فبوسعه أن
يغيرها.
بدأتمن دبيثمانتقلت إلى الولايات المتحدة في
عمر 18 سنة، فحصلت على الدبلوم في اللغة الإنجليزية من جامعة توليدو، ثمذهبت إلى
بريطانيا، فتخصصت في الاستشارات الاجتماعية العامة والبرمجة العصبيةبجامعة سيتي
يونيفيرستي، لندن. اجتاحتها رغبة التغيير انطلاقاً من قناعتها بأنها مختلفة، وأن
بوسعها أن تحقق ماآمنت به،فكان شعارها "أنا يجب أن أكون أنا".
وبدأت رحلة التغيير بإلغاء كلمة مستحيل من
قاموسها ومواجهة التحديات بتصميم وإرادة ووعيٍ أَهّلها للحصول على العديد من
الجوائز منها: جائزة محمد بن راشد لأفضل سيدة أعمال عام 2013 عن مشروعها
"رحلة التغيير" ضمن جائزة محمد بن راشد لتنمية المشاريع في دولة الإمارات،
و جائزة سيدات الإمارات مجموعة دبي للجودة فئة الابتكار عام 2014، ليتم اختيارها
أخيرا من أكثر النساء العربيات تأثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل Google والأمم المتحدة، ضمن المتحدثات في الفعالية العالمية
#myvoicematter (صوتي يهم) في سبتمبر عام 2015.
و أطلقت أخيرا كتابها (هالة والتغيير) الذي
ذكرت فيه الصعوبات التي عانت منها وكيف قررت أن تتغير.
· هالة كاظم، اختيارك من قبل Google والأمم المتحدة ضمن أكثر النساء تأثيرا على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، مايعني بالنسبة إليك؟ وكيف توظفين ذلك للتأثير الإيجابي في الآخرين؟
لقد كان ذلك شرفا كبيرا لي، وشهادة إيجابية
بحقي بأن استطعت لفت نظر إحدى كبرى شركات العالم و جعلها تعترف بوجودي كسيدة عربية
إماراتية تعيش في العالم العربي وصلت إلى ما لم تتوقع أن تصل إليه،
فقد علمت من إحدى المسؤولات في المؤتمر بأن شركة Googleقد أجرت بحثا كاملا عني ليتأكدوا من مدى
جدارتي واستحقاقي للقب "أكثر النساء تأثيرا على مواقع التواصل"،ووجدوا
أني أستحقه فعلا.
بالطبعما زال المشوار أمامي طويلا؛ فهناك
الكثير من النساء اللواتي لم أصل إليهن حتى الآن. لكني لا أخفي بأن ما حصلت عليه
من تكريم شجعني أكثر وأعطاني الحافز الأكبر على الاستمرار بالعطاء والتغيير، وأن
أحاول بكل ما أعطاني الله من قوة أن أوصل رسالتي إلى الجميع.
· لقد حظيتِ بمشوار متميز، فهل كان ذلك نِتاجٌ فطريٌّ طفوليٌّ، أم كان وراءه أمر آخر؟
إنه أمرٌ فطري داخلي، فلم أكن أضع التميز
والاختلاف نُصب عيني وأوليه اهتمامي، فالاختلاف يصدر مني تلقائيا دون أدنى جهد،
فاختلافي في طريقة تفكيري و طريقة عيشي عن الآخرين جعلني أٌقْدِمُ على ما لم
يُقْدِم عليه الآخرون.
كان لي العديد من الأخطاء، وأندم على أمور كثيرة
شأني شأن الآخرين، لكن ما جعلني مختلفة عن الآخرين هو رمي كل ذلك خلفي و المضيّ
قدماً نحو هدفي.
· ما أكثر المواقف والأشخاص تأثيرا في بدايات حياتك؟
كل موقف تعرضت له في حياتي ترك بصمة في
شخصيتي وجعلني أكثر نضوجا وحكمة وكان دافعا لي لأمضي قُدُماً و أكتشف ذاتي و أصبح
شخصا أفضل.واجهت النجاح كما الفشل في بعض الأمور كغيري من الناس، ولم أهتم بأيّ
فشل مادمت موقنة أني سأبدده بنجاح لاحق.
كان لأمي (تغمدها الله برحمته) تأثيرٌ كبيرٌ
في حياتي، لكن مرشدتي و معالجتي النفسية "إلين كيني" كان لها التأثير
الأكبر في شخصيتي وبداياتي، فقد آمنت بي.
بالطبع عائلتي؛ زوجي وأطفالي و حتى أصدقائي
يساندونني على الدوام، فهم درع حمايتي.
· ما هي أول و أهم المحطات التي تشعرين أنها وضعت قدمك على درب النجاح؟
عندما جمعت بين شغفي و قراري بتحقيق حلمٍ واقعي؛
فشغفي هو مساعدة الناس على التغير الإيجابي، وحلمي هوأن أوصل إلى كل الناس الأفكار
الإيجابيةلإخراج النفس من قوقعتها بعد وقوعها تحت ضغوطات الحياة بطرق بسيطة
ومشروعة. و ما ساعدني على التماس النجاح في ما حلمت هو عفويتي وصدقي وإخلاصي في
تعاملي مع الآخرين، مما عزز مكانتي لديهم فآمنوا بي وتفاعلوا معي.
· ما الفلسفة التي توصلت إليها من خلال مشوارك المهني؟
إن المرأة لا يمكن أن تتساوى مع الرجل حيث أنها
تمتلك كيانهاوتوجهاتها الخاصة، لكن لابد أن تكون المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، و
قد تعلمت ذلك من والدي. أيضا توصلت إلى عدم الحكم على الآخرين، فذلك دور الله، وأن
ارتكاب الأخطاء من صفات الإنسان، وهنا يكمن دورنا بتقبّلنا لبعضنا البعض، فالحب
واللطف هما لغة التفاهم بين جميع الشعوب والأمم. كما أؤمن أيضا بأن الحياة تستمر،
سواء بالفرح أو بالحزن، وجُلَّ ما نحتاجه هو ابتسامة نزرع بها الأمل في نفوسنا
والتحلي بالصبر لنواجه ما نمرّ به من مصاعب بطريقة إيجابية وعدم الخضوع للحزن و
قبول العيش تحت واقع مرير.
· ما هي أبرز هواياتك؟ و ما هو أقربها إلى نفسك؟
لاشك أن الهوايات هي الواحة التي نلوذ بها
بعد ضغوط العمل، و إرهاصات الحياة. كنت قد مارست الفن التشكيلي لأكثر من 20 سنة
مضت لأبتكر مجموعتي الفنية الخاصة "My private collection" ثم أقلعت عنه لأجد نفسي في هوايات أخرى وهي
القراءة، والسفر، و المشي، و الطبخ، و الغوص الحرّ، و جعلت منها المحرك الرئيسي
لابتكاري برنامج "رحلة التغيير".
· ما أبرز ما حققته؟ وما أبرز ما تطمحين إلى تحقيقه؟
أكبر إنجاز هوتحقيق مشروعي الأنثوي في أن
أكون أماً، ثم يأتي بعد ذلك قربي من الناس والتأثير بهم بطريقة إيجابية. أطمح
للوصول للعالمية، وأقصد الوصول إلى أكبر عدد من النساء حول العالم، لأولِّد
بداخلهم الطاقات الإيجابية.فمن خلال العديد من الورش و الدورات، ومن خلال برنامج
"رحلة التغيير"، أعمل على تغيير نظرة المرأة إلى نفسها وإعادة تقييمها
لذاتها لتصبح نظرة إيجابية تحت أحلك الظروف، لتمتلئ بالاحترام والمحبة لذاتها و
تصبح أكثر تفاعلا مع الحياة والأشخاص من حولها و أكثر تقبلالواقعها و العمل على
تغييره إلى الأفضل بما يرضي شغفها وآمالها؛ فهناك أموراً كثيرة في حياتنا لا يجب
أن نقف أمامها أصناما مكتوفي الأيدي.
و يشمل برنامج "رحلة التغيير"
العديد من البرامج مثل: الطبخ؛ الذي يهدف إلى التعلم وصقل الموهبة والاستمتاع
بتجربة الطبخ، وقراءة كتب مقترحة خلال فترة معينة و من ثم مناقشتها، والسفر إلى خارج الدولة؛وذلك
لأهداف مدروسة، كالتمتع بهدوء النفس والتخلص من رواسب الحياة من خلال المشي
لمسافات طويلة في محيط مليء بالمناظر الخلابة، للاندماج مع الطبيعة و الثقافات
الأخرى، بالإضافة إلى جلسات نقاش جماعية، وجلسات استشارية فردية بينما نمارس رياضة
المشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.