قال لي: "لكل
إنسان إدمانه.. وإدماني هو الاختراع والابتكار.. وأبذل في ذلك كل ما أستطيع.. فذلك
سر سعادتي." شخصيتة متواضعة وعفوية،
وعقله مستنير. بذل في سبيل حبه للاختراع ثلاث وأربعون عاما من عمره. ابتكر العديد
من الأشياء، و سُرِقَتْ أفكاره العديد من المرات، لكنه لم ييأس وبذل جهداً أكبر،
فتوّج في العديد من البلدان كسويسرا وأمريكا وألمانيا وتركيا وكندا بالذهب والفضة
والبرونز على ما قام به من إنجازات. حصل على دبلوم في هندسة الطيران ثلاث مرات من
ثلاث بلدان؛ الإمارات واليونان وألمانيا، وهو الآن صاحب شركة MTS لحلول التكنولوجيا، المهندس أحمد عبد
الله مجان.
منذ متى بدأت مشوارك
في الابتكار، وما الذي جعلك تتجه لذلك؟
بدأت الاختراع من
عمر السبع سنوات، وقد أثرت بي البيئة التي كنت أعيشها؛ فوالدي كان صاحب أول ورشة
سيارات في دبي، وكان يعمل ميكانيكيا، فأحببت الميكانيكا من خلاله وتعلمتها منه، ورسخ
في الفؤاد قول الوالد لي: "العلم يا بني ليس له حدود، ومن الممكن أن يخضع أي
قانون في هذه الدنيا للتغيير"،وهذا ما زرع قوة الإرادة والتحدي داخلي.
إن الحاجة هي أم
الاختراع، والحاجة هي تحدٍّ بحدّ ذاتها، وحتى يتحقق النجاح في خلق ابتكار على أرض
الواقع يجب أن تتوفر ثلاثة عناصر، ألا وهي: المال والوقت والإرادة؛ فإذا غاب أحد
هذه العناصر مات الابتكار.
من الذي وفر لك
الدعم بأنواعه خلال مشوارك؟
لقد بدأ والدي
بتوفير الدعم المعنوي والعلمي لي، ثم قمت أنا بتوفير احتياجاتي المادية من خلال
مصروفي حين كنت صغيرا، ومن راتبي حين كبرت، حتى أني كنت أستلف بعض المبالغ ممن
حولي لتوفير ما أحتاجه في بعض الأحيان. ولكِ أن تتصوري شغفي بالابتكار من خلال
رؤيتك لشغف أحدهم بالتدخين، حيث يحرم نفسه أمورا عديدة في سبيل توفير مبلغ لشراء
السجائر وإشباع حاجته للتدخين.
في السابق كنت
أخاف من مقارنة اختراعاتي مع الاختراعات العالمية، فتشجعتوأقنعت نفسيبعدم تميزهم
عنا سوى بامتلاكهمالإيمان بأنفسهم، الأمر الذي جعلني أعقد العزم على التحدي في
المسابقات العالمية ونجحت ولله الحمد. وأنا الآن عضو في كل من جمعية المخترعين
الدوليين في سويسرا، ونادي الإمارات العلمي.
لُقّبتَ بأديسون
الإمارات، فما هي أبرز اختراعاتك التي أهّلتك لذلك؟
لقد كانت لدي آلاف
المحاولات والتجارب بالطبع لصنع اختراعاتي، لكني لم أصل للألف اختراع بعد. ولا أحب
تشبيهي بأديسون، أحب أن أكون أنا فقط.
قد أهّلني العلم
والخبرة للخوض في مجال الابتكار؛ فدراسة قوانين المخترعين السابقين وما قاموا به
من ابتكارات جعلتني أمتلك القدرة على تعديل قوانين علمية واستخدامها خير استخدام
في اختراعاتي.
وبدأت أولى
اختراعاتي بتركيب مذياع لدراجتي الهوائية سنة 1974، وقمت بعدها باستبدال بطارية
الساعات التي تعمل بجهد 1.5 فولت بثمار الزنجبيل لتوليد الطاقة، وابتكرت جهازا
للإنذار ضد السرقات على شكل ساعة فيها كاميرا مراقبة وموصولة بالهاتف للاتصال
بالشرطة، وجهازا لحساب المسافات للعدائين، وجهازا أتوماتيكيا لتغذية الأسماك لمدة
ثلاثة أشهر، والمرمى الإلكتروني للقوات المسلحة والذي تم تطبيقه فعلا على أرض
الواقع.
أما في السنوات
الأخيرة فقد قمت باختراع جهاز يثبت في المركبات التي تدخل المناطق الصحراوية ليعمل
على إرسال الإشارات لجهات مختلفة في حال تدهور المركبة وتعرض سائقها للإصابة،
والسرج الذكي، وجهازتعقب الحيوانات الأليفة بالطاقة الشمسية، وجهازالفخ الذكي
للثعالب والطيور وفخ التحكم عن بعد للإوز والنورس و جهاز الصيد الصديق للصيادين.
أما آخر الاختراعات
فكانت العكاز الذكي للمسنين وهو مزود بجهاز تعقب يعمل بالطاقة الشمسية وجهاز إنذار
صوتي وجهاز للتبليغ اذا فقد المسن اتزانه ووقع على الأرض ليقوم الجهاز بإرسال
رسالة نصية إلى الإسعاف وعدد من الأشخاص المبرمجة أرقامهم لطلب المساعدة والإنقاذ،
بالإضافة إلى الخوذة الذكية لمستخدمي الدراجات الهوائية التي تحتوي على هاتف متحرك
وجهاز تعقب لاستقبال المكالمات بدون حاجة لاستخدام اليد في الاتصال، والاتصال
بالإسعاف والأرقام المبرمجة وتعقب المستخدم وتحديد موقعه الجغرافي حال وقوعه، وجميع
هذه التقنيات مدعومة بالطاقة الشمسية
.
ما الذي جعلك تمتنع
عن تسجيل جميع اختراعاتك؟
السبب الأول هو
الكلفة المرتفعة لتسجيل البراءة، وطول الوقت اللازم لتسجيلها وهو حوالي الثلاث
سنوات، كما يجب تسجيلها في كل بلد، وذلك مرهق ومكلف جدا ودون أي فائدة تذكر لو
عرفنا أنه بإمكان أي شركة الاطلاع على نموذج الاختراع وإعادة تصنيعه بعد تغيير
حوالي 10% فقط من المخطط،واستخدام مواد رخيصة لا تدوم وجودة لا تكاد تذكر دون
تعرضهملأي ملاحقة قانونية، فتوصلت لأنه ليس من المُجدِ تسجيل كل الاختراعات
وحمايتها بالبراءة التي لا تتعدى كونها حماية تسجيلية فقط. أيضا يتم استغلال جهل
المخترع ببعض الأمور التجارية والقوانين خلال بيع البراءة أو إعطاء ترخيص لأي شركة
استثمارية لتصنيعه، فلا يكون العائد المادي له بمقدار انتفاع شركات التصنيع.
ما هي الأهداف
التي تسعى لتحقيقها من خلال اختراعاتك؟ وما عائدمشاركاتك في المؤتمرات والمعارض والمسابقات الدولية؟
كان هدفي توعية
المجتمع والأجيال على الابتكار ووصلت لذلك حين أصبح لدينا أسبوع الابتكار الذي
يقام في شهر نوفمبر. والآن ولله الحمد نجد العديد من المخترعين في بلادنا. لكن
للأسف ما زالت هذه الاختراعات مُغيّبَة الإنتاج في الوطن العربي، ولا يوجد لدينا
مستثمرين لتبني هذه الاختراعات.أملي في الأجيال الجديدة لتحقيق ذلك...
أما مشاركاتي
العالمية فكانت لرفع اسم بلدي أولاًوتعزيز ثقتي بنفسي، وإثباتاً لنجاح أفكاري
وتطبيقها، ثم إنها وسائل تسويق إعلامية للبحث عن مستثمرين أجانب لهذه الاختراعات.
ما هو جديدك؟ وما
الذي تطمح إليه؟
تلقيت دعوة من مكتب الإتحاد الدولي للمخترعين بسويسرا للمشاركة بمعرض التجاري بهونغ كونج في ديسمبر
٢٠١٦، و آمل أن أحصل هناك على مستثمر مجازف لتصنيع
اختراعاتي. وبدأت بالتفكير باستغلال شركتي MTS لتصنيع اختراعاتي بدلا من البحث
عن مستثمرين خارجيين، وطرح منتجاتي في الأسواق.
طموحي ما زال بلا
حدود، ولم أر نفسي قد وصلت بعد، فقط أتمنى من الله التوفيق على الدوام فيما أفعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.