إعلان رأس الصفحة

الأربعاء، 30 يناير 2019

قصة قصيرة _ ضحكات صغيرة



كانوا ثلاثة صغار يلعبون على الشاطئ في مرح. يركضون ويرسمون على الرمال ويسبحون على أطراف الشاطئ. يستجمون بلهيب الشمس الحارق ويطفئونه بمياه البحر.
وكانت كرستينا المدللة بين صديقيها جاد و جون. يحملانها ويؤرجحانها على زنودهما، ثم يحملها كل منهما قليلا على ظهره يركض بها، وهي فرحة جدا وكأنها ملكت الدنيل في يديها.
وفي يوم بينما كانوا يلعبون، اشتعل شرر الخلاف بين جاد وجون حول من منهما سيحمل كرستينا ويركض بها على الأمواج المتلاطمة. كانا يكبرانها بثلاثة أعوام، لكن كلمتها كانت مسموعة لديهم، فضحكت مازحة بأنها تريد جاد... فانتهى الخلاف والنظرات بينهما شرر متطاير. 
حمل جاد كرستينا على ظهره فرحا بختيارها له وبدأ بالركض دون هدى، كموجة تتلاطم والشاطئ دون حدود، 
وجون يراقبهما بحسرة بدأت تتحول إلى حزن وحقد عليهما، فهي اختارت جاد دونا عنه، وهربا إلى أحضان البحر تباركهما.

وإذ بالرمل الناعم يداعب قدمي جاد بسحر فما لبث أن غمرته النشوة برفقة صديقته الحبيبة التي ما فتأت تغرد بضحكاتها، حتى وجدا أنفسهما تحت رحمة البحر ووطأة مةجة كبيرة لطمتهما دون أن تحتاج أن تعيدها. فقال جون بصوت عال: شكرا أيها البحر، اعتني بهما جيدا. 
ثم استدار وركض بعيدا مخلفا وراءه آثار خطوات الدناءة والخطيئة.
ومرت الأيام دون أن يجدهما أحد، وكبر جون واضطر للسفر بحرا. كان في كل يوم يستيقظ مذعورا بعد لحظات بسيطة يسهو بها، فلقد كان يمضي لالليل في سماع خطوات في غرفته دون أن يجد أحدا، ليرى في صباح اليوم التالي آثار أقدام صغيرة من التراب والماء في غرفته تدل على حركة مستمرة جيئة وذهابا.
ثم أتى آخر يوم في الرحلة، وكان القمر بدرا، فقرر السهر على سطح المركب خائفا من العودة إلى غرفته، فوجد الشموع بانتظاره وصخب ضحكات مرافقة لخطوات غير مرئية، فهمّ بالنهوض هربا فأمسكت به يد مبتلة، وناجاه صوت كرستينا يدعوه إلى الرقص. ورغم خوفه الشديد إلا أنه لم يستطع يوما أن يواجه طلبات كرستينا بالرفض، فاستدار ليراها كما كانت، جميلة رقيقة، فرقص معها وصوت الموسيقى الهادئة تتعالى لتحتل الفراغ حولهما، وبقيا يرقصان طيلة الليل...
وعند وصول المركب انتشرت الأخبار بسرعة...
رجل الأعمال جون يغوص إلى أعماق البحر دون عودة بعد إمضائه ليلة صاخبة مع موسيقى غريبة وحركات مريبة.

وعادت الضحكات تتعالى من جديد وخطوات صغيرة ترسم على الشاطئ كل يوم .. والمصدر مجهول. أقفل المحضر..........

#أفنان_زعيتر #مجلة_أفنان #ضحكات_صغيرة #قصة_قصيرة

12:21 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة