"أنتيخريستوس" هل هي من أدب الرعب أم رسائل ذات بعد آخر!
مقدمة عن الرواية
هي إحدى روايات أدب الرعب النفسي للكاتب الشاب أحمد خالد مصطفى، تم نشرها عام 2015 في كتاب ورقي، بعد أن كانت نتاجا لمجموعة عصير الكتب والتي أنشأت فيما بعد (دار الرسم بالكلمات للنشر).
اعتمد فيها فيها الكاتب أسلوب الفلسفة والتنوع في طريقة السرد بين الفصحى وبعض المصطلحات العامية والكوميدية في بعض الأحيان، والطريقة الكلاسيكية لرواية قصة والطريقة المسرحية والسينمائية ثم التاريخية و التحليلية.
فيها من التنوع و التشويق ما يجعلك تقرأ الرواية لآخرها. لكنك تشعر بالتذبذب بين التشويق والملل، فقد خرجت بعض نصوص الرواية عن السرد إلى التلقين.
مراجعة في الرواية
طرح الكاتب في هذه الرواية أفكاره التي في مجملها تتحدث عن نظرية المؤامرة -والتي ينكرها الكثيرون- من خلال بعض من القصص عبر مختلف الأزمان. هي مؤامرة من عالم الشياطين على عالم الإنس لتدميرهم في نهاية الزمان وتحقيق العهود التي أخذها الشيطان على نفسه عندما طرده الله من الجنة بسبب آدم.
قد تشعر أن الكاتب قد بالغ فيما يرويه في الربط والتسلسل، ولكني ما ظننت قصده إلا محاولات إبليس المتكررة في إغواء البشر وتضليلهم عبر العديد من الطرق منها طائفة يهودية متطرفة تسمى السبط الثالث عشر وما أنشأوه من منظمة الماسونية السرية والصهيونية.
وقد قرأت مراجعات كثيرة للرواية على موقع goodreads، حيث اعتبر القارئون أن الكاتب قد تمادى في تصوير نظرية المؤامرة وكأننا دمى يحركها الشيطان كيف يريد دون إشاءة منا... لكن من حضر التاريخ الحديث بدءا الحروب العالمية ثم ما حصل في فلسطين حتى الآن يجب عليه أن يعلم تماما أنه ما حدث لم يخرج إلى نطاق الصدفة، بل كان تحت تنظيم الخطط المدروسة جيدا، وأما من ينكر ذلك فيجب عليه أن يعرف أنه السبب فيما عليه أممنا هذا اليوم من إهمال في أوطانها وعروبتها لأنه لم يفهم التاريخ أو يعلم أن التاريخ يعيد نفسه دائما. فالحرب بين إبليس وقومه وبني البشر قائمة في كل اللحظات، لكن للأسف نحن من نسينا ذلك وانجررنا خلف المغريات الشيطانية واستسلمنا للوساوس. وقد قصد الكاتب ذلك بشكل واضح في روايته من أولها لآخرها، لكن البعض لم يعد يميز ما يقرأه إن كان رواية أو كتاب تاريخ موثق فانهالت على الكاتب المسكين جميع ألوان الانتقادات.
وقد أعاب الكثير على الرواية التي تم طبعها 11 مرة -أي أن نسخا كثيرة قد تم بيعها - بأنها بدأت بالتنويه أن جميع الشخوص ومعظم الأحداث حقيقية وقد حدثت بالفعل. لكني لا أجد أي عيب في ذلك، فللكاتب الحق باستخدام ما يريد من جمل لجعلك تدخل مجاهيل رواية بيقين تام. وقد قرأت ذلك في روايات الرعب التي قد بدأت بقراءتها، حيث يميل الكاتب لاستدراجك لكلماته والعيش معها من خلال إقناعك بأنها حقيقية. كما نقدوا الأحداث التاريخية التي ذكرها ولم يذكر مصادر... وإني لمندهشة لما يطلبونه... فلم أرى في حياتي رواية قد كتبت مصادرها... إنها رواية وليست كتاب تاريخ حتى وإن اعتمد الكاتب احداث تاريخية.
وقد أعاب الكثير على الرواية التي تم طبعها 11 مرة -أي أن نسخا كثيرة قد تم بيعها - بأنها بدأت بالتنويه أن جميع الشخوص ومعظم الأحداث حقيقية وقد حدثت بالفعل. لكني لا أجد أي عيب في ذلك، فللكاتب الحق باستخدام ما يريد من جمل لجعلك تدخل مجاهيل رواية بيقين تام. وقد قرأت ذلك في روايات الرعب التي قد بدأت بقراءتها، حيث يميل الكاتب لاستدراجك لكلماته والعيش معها من خلال إقناعك بأنها حقيقية. كما نقدوا الأحداث التاريخية التي ذكرها ولم يذكر مصادر... وإني لمندهشة لما يطلبونه... فلم أرى في حياتي رواية قد كتبت مصادرها... إنها رواية وليست كتاب تاريخ حتى وإن اعتمد الكاتب احداث تاريخية.
في المقابل، وجدت أن الكاتب قد قام بنشر كتاب آخر يشرح فيه رواية أنتيخريستوس، ليوثق مصادره التي قامت عليها الرواية.... لكنه أيضا لم يسلم من الانتقاد اللاذع بالاندهاش مما فعل... مما جعلني أستذكر قصة جحا وابنه وحمارهما، اللذان كلما رأوهما الناس في وضع نقدوهما ليخنع جحا وابنه للنقد ويفعل ما يرضي الناس ليخسر حمار في النهر في نهاية القصة. إن إرضاء الناس غاية لا تدرك.
يطلبون المصادر وقد باتت مزيفة العديد من الكتب، كما تم إدخال العديد من الأحداث المغلوطة، فكيف لنا فعليا أن تتأكد من حقيقة المصادر! أعلم أن هناك منهجا للتأكد... لكن فعليا تم تحريف العديد من الكتب الأصلية عبر الأزمان، كما تم تنقيح بعض الكتب بقصص أو تفاصيل لم تكن موجودة أو أن أحدا لم يعملها سابقا... لا يقول الإنسان شيئا فينقله آخر حتى يضيف إليه طبعته الخاصة... فأين المصدر الموثوق؟؟؟
لنعد للرواية...
أنتيخريستوس قصد بها الكاتب المسيح الدجال، فهي الكلمة اللاتينية الدالة عليه، antichristos
حيث ينهي الكاتب رحلته عبر الأزمان بالقول أن اليهود الصهاينة (السبط الثالث عشر) والماسونيين قد فعلوا ما فعلوه عبر الأزمان، وما يفعلوه من محاولات إعادة بناء الهيكل تحت المسجد الأقصى هو فقط لتعجيل ظهور مسيحهم المنتظر الذي سيقود العالم... المسيح الدجال..
لقد استهواني الكتاب كثيرا إلا أنني لم أجد المتعة في آخر ثلاثة قصص.. وختصة قصة المسيح الدجال، فقد خلط الحابل بالنابل دون سرد جيد أو ربط متين للأحداث كما كان يفعل في البداية. كما أنني صدمت من آخر سطر توقف به، فقد كنت أتوقع كلمات قرابة الصفحة لربط جميع الكتاب مرة أخرى. لذا فقد خاب ظني. لكني أعتقد أنه تشوش كثيرا من كم المعلومات الذي بدأ يكتبه منذ البداية، فخانه قلمه أخيرا.
لكن لأكون منصفة، لقد أدهشني فعلا ببعض نظرياته وطريقة تفكيره المختلفة...
مثلا قصة #هاروت_وماروت... لقد جعلني أرى القصة بطريقة مختلفة، وبغض النظر عن صحتها أم لا، جعلني أقول : ماذا لو كان ذلك صحيحا... فالحكاية ستكون أوضح مما كنت أعرفها.
رواياته عن بعض من آلهات بابل واليونانيين وربطهم ثم الحديث عن شخوص بشرية، جعلني أقول... قد تكون فعلا هذه هي الحقيقة، فكما درست في مادة دراسات في الأديان عن بعض الأديان الوضعية (وليست السماوية) أن من يعبدونه ويجعلونه إلها لم يكن سوى بشرا صالحا في يوم من الأيام.
وقد كنت كثيرا ما أفكر عن كمية الآلهة التي في التاريخ والأساطير اليونانية وعن كم الخيال الذي يملكونه.
أيضا هناك قصة دراكيولا الحقيقية، والتي هي لشخص بشري مجنون عاش أيام محمد الفاتح وكان مجنونا بالدماء وطريقة القتل البطيئة على الخازوق..
أيضا هناك قصة فرقة الحشاشين، وقصة نشوء الماسونية والمستنيرين (illuminati)، والقصة استعمار أمريكا وقصة بوكاهونتاس... والثورات الأوروبية، وسقوط السلطان سليمان على يد زوجته (#هيام) ، وسقوط الدولة العثمانية، وسقوط فلسطين.
إنها رواية تستحق أن تقرأ ليستطيع القارئ أن يخرج من تفكيره المنظم إلى طريقة تفكير أخرى، ونظرة شمولية أوسع.
حتى بالرغم من السقطات اللغوية، التي لا أعيب بها عليه وحده، فدور النشر عليها مسؤولية التدقيق والتمحيص والمراجعة مع الكاتب قبل النشر، للأفكار واللغة ايضا. وأعتقد أن هذه المراجعات هي ما يميز الكتب الأجنبية عن العربية.
ولكل من ينتقد الكاتب في لغته أو طريقة كتابته أقول...
هل كتبت أي نوع من الكتابات المنشورة سابقا؟
إن الكتابة ليست سهلة، وكان هذا هو الكتاب الأول أو الثاني للكاتب، وقد اختار طريقا صعبا للكتابة، فبدلا من نقده السلبي، انقده بإيجابية واجعله ينجح فيما يفعل، فكتابته تنذر بالكثير من التميز. فخلال تجربتي في الكتابة المقالية والصحفية فإن الأخطاء واردة جدا، وصعب على الكاتب رؤية أخطاءه مهما أعاد القراءة، ومن السهل جدا رؤية جميع أخطاء الآخرين فيما يكتبونه.. فارحموا من يكتب ولينظر كل منكم إلى أخطائه أولا...
وأما من عاب على مواقع التواصل في شهرة أشخاص مثل أحمد خالد مصطفى أقول: يسعدني أن مواقع التواصل قد فتحت الباب للكثيرين ليعبروا عن أنفسهم خارج نطاق سيطرة مدراء التحرير ومن يطلقون على أنفسهم خبراء كتابة، فهناك الكثير ممن لا يعجبونكم قد نجحوا في الوصول إلى القلوب بكلامهم السلس المبسط بدلا من المنمق والمصطلحات الصعبة والمعاني المخفية.
كلّ في الدنيا له دوره وأسلوبه، فلا تمنعوا الآخرين عن قيامهم بدورهم.
ولا توجهوا الكاتب ليكتب كما تشاؤون، بل دعوه يكتب كنا يشاء لتقرأوا وتجدوا الجديد، ثم لتقرروا ما أحببتم وما كرهتم.
يطلبون المصادر وقد باتت مزيفة العديد من الكتب، كما تم إدخال العديد من الأحداث المغلوطة، فكيف لنا فعليا أن تتأكد من حقيقة المصادر! أعلم أن هناك منهجا للتأكد... لكن فعليا تم تحريف العديد من الكتب الأصلية عبر الأزمان، كما تم تنقيح بعض الكتب بقصص أو تفاصيل لم تكن موجودة أو أن أحدا لم يعملها سابقا... لا يقول الإنسان شيئا فينقله آخر حتى يضيف إليه طبعته الخاصة... فأين المصدر الموثوق؟؟؟
لنعد للرواية...
أنتيخريستوس قصد بها الكاتب المسيح الدجال، فهي الكلمة اللاتينية الدالة عليه، antichristos
حيث ينهي الكاتب رحلته عبر الأزمان بالقول أن اليهود الصهاينة (السبط الثالث عشر) والماسونيين قد فعلوا ما فعلوه عبر الأزمان، وما يفعلوه من محاولات إعادة بناء الهيكل تحت المسجد الأقصى هو فقط لتعجيل ظهور مسيحهم المنتظر الذي سيقود العالم... المسيح الدجال..
لقد استهواني الكتاب كثيرا إلا أنني لم أجد المتعة في آخر ثلاثة قصص.. وختصة قصة المسيح الدجال، فقد خلط الحابل بالنابل دون سرد جيد أو ربط متين للأحداث كما كان يفعل في البداية. كما أنني صدمت من آخر سطر توقف به، فقد كنت أتوقع كلمات قرابة الصفحة لربط جميع الكتاب مرة أخرى. لذا فقد خاب ظني. لكني أعتقد أنه تشوش كثيرا من كم المعلومات الذي بدأ يكتبه منذ البداية، فخانه قلمه أخيرا.
لكن لأكون منصفة، لقد أدهشني فعلا ببعض نظرياته وطريقة تفكيره المختلفة...
مثلا قصة #هاروت_وماروت... لقد جعلني أرى القصة بطريقة مختلفة، وبغض النظر عن صحتها أم لا، جعلني أقول : ماذا لو كان ذلك صحيحا... فالحكاية ستكون أوضح مما كنت أعرفها.
رواياته عن بعض من آلهات بابل واليونانيين وربطهم ثم الحديث عن شخوص بشرية، جعلني أقول... قد تكون فعلا هذه هي الحقيقة، فكما درست في مادة دراسات في الأديان عن بعض الأديان الوضعية (وليست السماوية) أن من يعبدونه ويجعلونه إلها لم يكن سوى بشرا صالحا في يوم من الأيام.
وقد كنت كثيرا ما أفكر عن كمية الآلهة التي في التاريخ والأساطير اليونانية وعن كم الخيال الذي يملكونه.
أيضا هناك قصة دراكيولا الحقيقية، والتي هي لشخص بشري مجنون عاش أيام محمد الفاتح وكان مجنونا بالدماء وطريقة القتل البطيئة على الخازوق..
أيضا هناك قصة فرقة الحشاشين، وقصة نشوء الماسونية والمستنيرين (illuminati)، والقصة استعمار أمريكا وقصة بوكاهونتاس... والثورات الأوروبية، وسقوط السلطان سليمان على يد زوجته (#هيام) ، وسقوط الدولة العثمانية، وسقوط فلسطين.
إنها رواية تستحق أن تقرأ ليستطيع القارئ أن يخرج من تفكيره المنظم إلى طريقة تفكير أخرى، ونظرة شمولية أوسع.
حتى بالرغم من السقطات اللغوية، التي لا أعيب بها عليه وحده، فدور النشر عليها مسؤولية التدقيق والتمحيص والمراجعة مع الكاتب قبل النشر، للأفكار واللغة ايضا. وأعتقد أن هذه المراجعات هي ما يميز الكتب الأجنبية عن العربية.
ولكل من ينتقد الكاتب في لغته أو طريقة كتابته أقول...
هل كتبت أي نوع من الكتابات المنشورة سابقا؟
إن الكتابة ليست سهلة، وكان هذا هو الكتاب الأول أو الثاني للكاتب، وقد اختار طريقا صعبا للكتابة، فبدلا من نقده السلبي، انقده بإيجابية واجعله ينجح فيما يفعل، فكتابته تنذر بالكثير من التميز. فخلال تجربتي في الكتابة المقالية والصحفية فإن الأخطاء واردة جدا، وصعب على الكاتب رؤية أخطاءه مهما أعاد القراءة، ومن السهل جدا رؤية جميع أخطاء الآخرين فيما يكتبونه.. فارحموا من يكتب ولينظر كل منكم إلى أخطائه أولا...
وأما من عاب على مواقع التواصل في شهرة أشخاص مثل أحمد خالد مصطفى أقول: يسعدني أن مواقع التواصل قد فتحت الباب للكثيرين ليعبروا عن أنفسهم خارج نطاق سيطرة مدراء التحرير ومن يطلقون على أنفسهم خبراء كتابة، فهناك الكثير ممن لا يعجبونكم قد نجحوا في الوصول إلى القلوب بكلامهم السلس المبسط بدلا من المنمق والمصطلحات الصعبة والمعاني المخفية.
كلّ في الدنيا له دوره وأسلوبه، فلا تمنعوا الآخرين عن قيامهم بدورهم.
ولا توجهوا الكاتب ليكتب كما تشاؤون، بل دعوه يكتب كنا يشاء لتقرأوا وتجدوا الجديد، ثم لتقرروا ما أحببتم وما كرهتم.
👌
ردحذف