إعلان رأس الصفحة

الأربعاء، 1 مايو 2019

خاطرة _ دقات الساعة والمطر




دقات الساعة والمطر



تدق الساعة معلنة حلول الثانية صباحا
صمتٌ خيم على خلايا عقلي التي أرهقها التفكير طوال اليوم
وبدأت أستشعر نعمة الهدوء التي لطالما قدستها
بعد هبوب العواصف، وبعد عصف البشر بالمكان، وبعد ضرب الأعاصير لحياتي.. 
وأبدأ بحمد الله على نعمة الهدوء، وأطرب على أنغام عقارب الساعة، أو على صوت إبرة أرميها فأسمع رنين ارتطامها بالأرض.
ثم أمسك قلمي ودفتري وأبدأ بتدوين مشاعري؛ من غضب واستياء وفرح وحماس وقلق وخوف...
أجل.. لقد مررت في جميع مراحل المشاعر التي خلقها الله على وجه الأرض. لكن.. بات الحزن رفيقي في السنوات الأخيرة، وكلما حاولت إبعاده تمسك بي، تشبث كالأخطبوط على قلبي... 
فأتمرد وأصارع وأصلي وأدعو وأحارب بكل الطرق... فيبتعد، وعندما يخالجني طرف الفرح يموت غيظا وغيرة ويعود ليسري في دمي.
بصراحة.. قد مر علي في حياتي بعض الأصدقاء المشابهين، المليئين بالطاقة السلبية والسيطرة والغيرة الواضحة أو الخفية، لكني نجحت فعلا بالتخلص منهم، فلماذا لا أنجح فعليا بالتخلص من هذا الصديق الذي بدأت أظن أنه أبدي....

أذكر كل مرة أمسكت بها ورقة وقلما... كان في أحيان كثيرة قلما ملونا... وأحيانا ذو رائحة عطرة نفاذة تجعلني أنتشي حبا لكتابة ما حدث.. كنت أشعر بأني أعانق القلم والورقة بكلماتي، فيبادلونني الحب بإظهار بريق ما كتبت...
ويذكرونني بكل مرة كنت أغلي فيها حماسا..

لكني لم أعد أدري متى تحول لون قلمي للحياد... وجفت العطور وتلاشت الألوان.. وبدأت أحس بثقل الكلمات كلما أردت أن أكتب بعض الأحداث، تماما كالثقل الموجود على كاهلي. 

كم أتوق لكتابة كلمات حماسية، برائحة الفل والياسمين الدمشقي والكولونيا في ليلة صيفية باردة، ونكهة الفلفل اللاذعة، وخضرة شجرة اللوز في بداية الربيع، وقوة شجرة الزيتون، تلك الشجرة القوية في بيتنا التي عاشت وأطعمتنا رغم محاولات أولاد الجيران المتكررة لقتلها كسرا وحرقا ...

أعتقد أني بحاجة لبعض المطر.. اغتسل بقطراته، وأطرب لدقاته على زجاج النافذة، وتشويشه للرؤية في هطوله كقطرات متجاورة متلاحقة على أرض عطشى، أو على زجاج سيارة تسعى وتجاهد لإيصال ركابها إلى عملهم

أحتاج لنقاء وطهارة المطر في حياتي التي كثر بها وحل أقدام بعض البشر...

#أفنان_زعيتر #مجلة_أفنان #نعمة_الهدوء #تأملات #فلسفة_آخر_الليل

1:22 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة