أماني الأكرمي.. زهرة كاتبة تتفتح تحت الأنقاض
فتاة صبورة ذات نفس طويل في الثلاثين من العمر، قررت خوض مغامرات الإبحار في طريق الكتابة رغم جميع الصعوبات. طالبة على مقاعد الدراسة في كلية الإعلام في جامعة دمشق، كتبت المسلسلات والقصص والروايات، وبدأت من جديد مشوارها مع الصحافة لتضيف لخبرتها لونا جديدا من الكتابة. لديها العديد من الأعمال الدرامية، أبصر بعضها النور لينتظر البعض الآخر الفرصة المواتية. مع الكاتبة أماني محمد زياد الأكرمي كان اللقاء... لأن الشباب المتميز يستحق الدعم.
-لماذا اخترتي الكتابة لتبحري فيها؟ و متى اتخذتي هذا القرار؟
لم أمتهن الكتابة فهي موهبة لدي منذ الصغر. كنت أكتب القصص القصيرة و ألقيها على مسامع إخوتي قبل النوم، و يعتريني السرور بتفاعلهم و انبهارهم بما أحدثهم. ثم بدأت بسرد القصص و الأغاني على مسامع العائلة في المناسبات. أذكر أني كنت ألجأ لكتابة مقاطع شعرية لأمي و أعمد إلى تعليقها في المنزل حين كانت توبخني.
-ما هو النوع المحبب لك في الكتابة؟
أعشق جميع أنواع الكتابة، ففي القصة و الرواية أجد متنفساً لروحي التي تسافر إلى أبعاد و عوالم ساحرة. و في السيناريو أحاكي الواقع و أسلّط الضوء على مشاكل المجتمع أملاً في إيجاد الحلول الملائمة.
-ما هي المواضيع التي تتناولينها في كتاباتك و لماذا؟
أحب أن اتطرق إلى المواضيع الاجتماعية؛ فإني أرى أن تسليط الضوء على أناس يعانون من مشاكل لا يستطيعون البوح بها لعفّة نفسهم أو خوفاً من المجهول من واجبي المهني. حيث يستهويني الغوص في أعماق هؤلاء الأشخاص وسبر غورهم وملامسة أرواحهم من أجل إنصافهم. كما يستهويني الكتابة عن البيئة الدمشقية.
من الأعمال الاجتماعية: (نساء رائدات) يتناول جانب العنوسة و الطلاق و سبل علاجها، (بين الأشواك) يتطرق إلى سرقة الأعضاء البشرية، (الثعبان) هدفه أن في القصاص حياة للآخرين و أن المذنب سيحاسب و إن طال الزمن، (قناع روح) يصف جريمة غامضة ضمن أحداث بوليسية مليئة بالإثارة، (العلقم) يتطرق إلى حياة الأشخاص البسطاء ذوي الدخل المحدود في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد. ومن أعمالي عن البيئة الشامية: انتهيت مؤخراً من كتابة (العقيق الشامي) الذي يوثّق فترة هامة عاشت بها دمشق ضمن حارات و أزقّة و أشخاص حقيقيون. رسمت في هذا العمل حقيقة المرأة السورية الإيجابية بعكس ما تناولته المسلسلات الأخرى.
-من تبنى دعم موهبتك في مسيرتك؟
زوجي هو الداعم الأساسي لي في مسيرتي المهنية؛ فقد عمل على تشجيعي وتسويق أعمالي لإدخال البهجة في نفسي. أيضا الصحفي منار الزايد، رئيس تحرير المواقع الإخبارية (نفحات القلم، أخبار سورية و العالم، وصوت البلد)، حيث يعمل على تسويق أعمالي و تحفيزي على الاستمرار، مما يكسبني القوة و الإصرارا على المتابعة و تقديم أفضل ما لدي.
-ما الذي أخّرك عن اللحاق بركب الكتّاب المبدعين؟
لأنه لا يوجد لدي من يدعمني من داخل المجال الفني الأمر الذي يبطئ سرعتي في التقدم ويزيد من المصاعب التي تواجهني، كالذي يبحر وحيدا في خضم عاصفة هوجاء. هدفي واضح لكن طريقي مجهول.
-ما هي العناصر التي يجب أن يتحلى بها الكاتب؟
يجب على الكاتب التحلي بالصبر، فمهنة الكتابة شاقة تحتاج لوقت عمل طويل قد يستغرق سنة كاملة أو أكثر، و قد لا ينجح الكاتب في تسويقه لعمله، لذا فإن الصبر أهم. أيضا التمتع بخيال واسع و معرفة ثقافية عميقة مهم ليستطيع الكاتب خلق شخصيات جذابة واضحة المعالم. طبعا على الكاتب الإلمام بكل شيء، فقد يتطرق لمهن مختلفة كالحدادة، والطب، والنجارة، و غيرها. كما يجب على الكاتب التحلي بالأمانة في النقل والكتابة و بالأخص في تعامله مع النصوص التاريخية ..
-كيف تختلف كتابة السيناريو عن أنواع الكتابات الأخرى؟
تختلف كتابة السيناريو اختلافاً جذرياً عن أنواع الكتابات الأخرى، فخلال كتابة السيناريو يجب على الكاتب مراعاة حركة الكاميرا و انفعالات الشخصيات.
-حدثيني عن تجربتك في الكتابة؟
بدأت في الكتابة في سن مبكرة و أنجزت أولى نصوصي في عمر الثالثة عشرة، وقد كان ثلاثين حلقة. بالرغم من بعده عن الاحتراف لكنه يعني لي الكثير. في السابعة عشرة بدأت تعلم حرفة كتابة السيناريو فرزقت مولودي الأول بعنوان (وحوش المدينة)، فبدأت بتسويق العمل بمساعدة زوجي، وبالطبع لم أجد قبولا كما كنت أتوقع، ولم يحاول أحد قراءة النص، وبالتالي لم أحصل على انطباع الشركة، أعتقد أنهم استهانوا بمقدرتي على الكتابة لصغر سني. لا أنكر أني كنت أستسلم لليأس و الإحباط بعد كل عملية تسويق فاشلة، لكن سرعان ما أستعيد ثقتي بقلمي و أنهض من جديد بقوة وعزيمة أكبر.
لقد نجحت مرة في تسويق خماسيتين في سلسلة (خطايا) من إنتاج الأحمر جروب و فيلم سينمائي قصير للمؤسسة العامة للسينما بعنوان (أمل حياتي) الذي كان بعنوان (ست الحبايب)؛ قمت بإخراجه مع فريق عمل من المؤسسة فكان تجربتي الأولى بالوقوف خلف الكاميرا ومشاهدة شخصياتي تتحرك على أرض الواقع. وقد انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم قصير بعنوان (حبل سري) للمؤسسة العامة للسينما، يروي قصة بطل رياضي يربطه حبه لوطنه و ولده الوحيد حبل متين، و يقع في صراع مرير نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد فتعصف به رياح اليأس و الانكسار، هذا العمل انتهيت من تصويره منذ أيام وإني الآن في صدد الدخول في المونتاج. كما أني بصدد تسليم الحلقات الأخيرة لعمل خليجي بعنوان (هاي وي) لشركة همسة فن.
-بماذا تصفين تجربتك في الكتابة بعد كل هذه السنوات؟
ممتعة و شاقّة في آن واحد، فهي تحتاج لوقت و جهد كبيرين. في بعض الأحيان أمضي يومين متواصلين في العمل دون نوم، لكني أحظى بالمتعة في لحظة أعيش بها مع شخصياتي، فأبكي حيناً و أتعب حيناً آخر، وأضحك بشدة في بعض المواقف. إن ذلك يضفي لروحي نكهة خاصة تجعلني كل ازداد عشقاً للكتابة.
-هل شعرت يوما بأن قرار الانسحاب من المنافسة هو الحل؟
أبداً، لا أجد في الهروب حلاً بل أجده قمة الضعف. نحن محكومون بالأمل، لذا سأبقى أحاول حتى رمقي الأخير أن تصل كتابتي وأفكاري إلى جميع الناس.
بماذا تشعرين حين تجدين أحد الكتاب قد سبقك باللحاق بالركب رغم ظهوره بعدك؟
أفرح كثيراً إن كنت أعرفه، لأني على علم بما عاناه حتى طاله النجاح، و يزداد إصراري على المضي قدماً نحو هدفي.
-ما الحل برأيك لدعم الكتاب الناشئين و الوصول بهم إلى ضفة النجاح؟
نحن بحاجة لبرامج تظهر مواهب الجيل الناشئ بالكتابة والشعر، تماما كبرامج مسابقات المواهب في الغناء التي أخرجت الكثير من المطربين، برامج تهتم بالفكر و الكتابة تحت إشراف مختصين والاستمرار في دعمهم. ما أحوجنا إلى فكر صحيح في هذه الأيام.
#مجلة_أفنان #أفنان_زعيتر #أماني_الأكرمي #كاتبة #سيناريو #أمل_حياتي #حبل_سري #هاي_وي #خطايا #همسة_فن #المؤسسة_العامة_للسينما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.