المختل (Unhinged) يثبت أن الرعب ليس بالعفاريت
معلومات عن الفيلم
هو أحدث أفلام الممثل Russell Crowe لعام 2020 - الممثل الحائز على جائزة الأوسكار مسبقا - وقد تم عرضه في شهر أغسطس. حصل الفيلم على تقييم 6/10 على موقع تقييم الأفلام والمسلسلات الأجنبية IMDb. و يعتبر الفيلم من قصص الإثارة و الرعب النفسي البوليسية.
قصة الفيلم
أم تسعى للطلاق، تبدأ يومها بشكل سئ، تستيقظ متأخرة، وتصطحب ابنها إلى المدرسة لتواجه ازدحاما مروريا شديدا في الطريق الداخلي والدولي. أثناء قيادتها تتصل عميلتها لتخبرها بتأخرها وبأنها مطرودة، ثم يحادثها زوجها الذي تسعى للانفصال عنه، فتستشيط غضبا وبؤسا، وفي أثناء قياتها إلى مدرسة ابنها تواجه شاحنة على الإشارة المرورية لا تتحرك عند تحولها إلى اللون الأخضر، فتبدأ بإطلاق زامور سيارتها معلنة غضبها منه، فما كان منه إلا أن لحقها وطالبها بالتأسف بعد أن تأسف لها، لكنها رفضت الإذعان، فما كان منه إلا أن يقرر أن يلقنها درسا لن تنساه أبدا عن معنى أن تمر بيوم سئ، وكانت المغامرة الرهيبة قرر فيها أن يعرضها للكر والفر وقتل أحبائها.
مراجعة في الفيلم
فيلم إثارة نفسية يأخذ شيئًا مررنا به جميعًا - غضب الطريق - إلى نتيجة مرعبة وغير متوقعة، حيث تثبت أنك لا تعرف أبدًا من الذي تقود بجواره، وأن حركة واحدة غير مدروسة ومتهورة بعض الشئ قد تعرض حياتك وحياة من حولك للخطر والقتل.
الفيلم جميل جدا، لكنه مخيف جدا جدا. برأيي أن جملة "He can happen to anyone " الموجودة على بوستر الفيلم كافية بشكل كبير لتكون عرضا بسيطا عن محتوى الفيلم.
ترى الممثل راسيل كرو إنسان غاضب ومختل فعليا، لقد استطاع تقمص الشخصية بطريقة لا تصدق. لقد كنت أرى ثورا هائجا يتنقل على الطرقات وبين المشاهد. هذا وقد ساعد مظهره من وزن زائد وشكل ملتحي ببؤس على إضافة واقعية وقبول للشخصية بشكل أكبر. كما برعت الممثلة Caren Pistorius في تقمص شخصية تلك المرأة الغاضبة الخائفة اليائسة والتي تحاول اتخاذ القرارات الصحيحة.
كان مظهر راسيل كرو وشاحنته الغيلظة يرسيان في عقلك اللاواعي مظهر الشخصية الهائجة الغاضبة التي لا يتسطيع أن يوقفها أحد وغير قابلة للتدمير، ويبدأ بنقلك بين الغضب والتسلية فيما يفعل وكأنه مثال الشخص المغرور والذي أتلفته مجريات الحياة في ذات الوقت.
يبدأ الفيلم بعرض صور للاختناقات المرورية وحوادث السيارات وأعمال الشغب والعنف العشوائي التي تتطابق مع تقارير إذاعية حوارية عن فقدان الوظائف واليأس العام، وقد كان هذا أساس الفيلم والذي نجح المخرج فيه عبر دمجك بالمظهر اليومي المستفحل للشارع الذي تتبعه في الغالب فوضى كبيرة. كما عرض أن قوات الشرطة تعاني من نقص التمويل والموظفين، وهنا يقول صوت عشوائي قلِق: "يجب أن تحمي نفسك هذه الأيام"، و يردد صوت آخر: "نحن نتراجع إلى الوراء".
لينتقل إلى التفاعل بين شخصيتي راسيل كرو وكارين بيستوريوس، ليجعلنا نقف حائرين بين التعاطف معه أم الغضب منه، ثم ينتقل بنا شيئا فشيئا للإحساس بالغضب منه و النقمة عليه بسبب كل ما يفعله.
لقد أثبت هذا الفيلم فعليا أن الرعب لا يكمن في السحر والشعوذة والشياطين، فالخوف الأكبر يأتي من الشياطين التي تشبهنا وتعيش معنا دون استطاعتنا على تمييزها. فلقد أرسى كمية كبيرة من الخوف والانقباض في القلب وضخ كمية كبيرة من الأدرينالين حتى انتهاء الفيلم تفوق شعوري بالانقباض أثناء مشاهدتي جرائم مسلسل هانيبال الذي تحدثت عنه مسبقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.