إعلان رأس الصفحة

الأحد، 10 أبريل 2016

كيفية تنفس الضفدع



الضفدع حيوان فقاري برمائي (أي أنه يعيش على البرّ وفي الماء)، من رتبة عديم الذيل، ويعتبر من الحيوانات ذات الدم البارد (أي أن درجة حرارة جسمه تتساوى مع درجة حرارة الهواء أو الماء وتختلف طردياً مع زيادة أو نقصان درجات الحرارة للجو المحيط) شأنه شأن الزواحف، ذو جلد أملس وأطراف أربع وعينان جاحظتين، وفتحتا أنف صغيرتين وفماً يحوي لساناً طويلاً دبقاً يستخدمه للصيد، وجسما قد تكيف منذ خروجه من بيضته كشرغوف (tadpoles) ذو ذيل وزعنفة حتى تحوله إلى ضفدع كامل بدون ذيل على العيش في بيئتين مختلفتين كلياً؛ الماء واليابسة. فتكون البويضات على شكل سلاسل مجموعة مع بعضها تحت الماء أو فوق إحدى أوراق زنبق الماء، مغطاة بطبقة مخاطية لزجة تعمل على جمع البويضات مع بعضها وتمنع جفافها، ثم تفقس هذه البويضات لتخرج منها الشراغيف لتعيش تحت الماء، ثم تتطور إلى ضفدع ناضج يستطيع العيش على اليابسة.

وتتعدد طرق تنفس الضفدع بحسب الطور العمري الذي يمر به وبحسب المكان الذي يتواجد فيه؛ فعندما يكون في طور الشرغوف فإنه يمتلك خياشيما كالسمك ليتنفس بها، حيث أن الشرغوف يقضي جميع وقته في الماء ليأكل وينام ويتنقل، لذا يحتاج الخياشيم ليأخذ الأكسجين من الماء.

أما في نهاية طور الشرغوف، يختفي الذيل والزعنفة وتظهر أربعة أرجل ليتحول الشرغوف إلى ضفدع بالغ عديم الذيل، يتنفس الهواء من خلال رئتين كاملتي التكوين والنضج، فيمر الهواء المحمل بالأكسجين عبر أنفه إلى حلقه فحنجرته إلى رئتيه، لكنه يتخلص من ثاني أكسيد الكربون عن طريق جلده. وغالباً ما يستخدم الضفدع رئتيه ليتنفس طوال وجوده فوق الماء؛ على اليابسة أو أثناء وجوده فوق إحدى أوراق الزنبق المائي. كما أنه يحتاج هذا الهواء الذي يتنفسه في مرحلة التزواج (لجذب شريكة له) وتحذير الضفادع الأخرى من الإقتراب لإصدار صوت النقيق الخاص به عبر إدخال الهواء الذي يتنفسه إلى كيس هوائي موجود تحت حلقه مباشرة. كما يستخدم هذا الهواء الذي يستنشقه ليطفو على سطح الماء، وذلك عبر حبسه الهواء في داخل رئتيه.

لكن أيضاً هناك طريقة أخرى ليتنفس بها الضفدع البالغ، ألا وهي جلده. فجلد الضفدع يحوي العديد من الشعيرات الدموية الموجودة على مقربة من سطحه، ويكون الجلد مغطى بمادة مخاطية تفرزها غدد خاصة ليتم حفظ رطوبة جلد الضفدع ولتتم إذابة الأكسجين الموجود في الهواء أو الأكسجين الموجود في الماء إلى الشعيرات الدموية الموجودة في الجلد إلى الدم، والعكس صحيح بالنسبة لثاني أكسيد الكربون. وتمدّ هذه الخاصية بعض أنواع الضفادع بالقدرة الكافية على البقاء تحت الطين لفترات طويلة جدا تقاس بالأشهر إما لدخول فصل الشتاء أو لحدوث الجفاف دون أن تتنفس من خلال رئتيها (حيث تدخل في سبات طوال فصل الشتاء كونها تتأثر بانخفاض درجات الحرارة، فهي من ذوات الدم البارد)، فتقوم بعملية التنفس من خلال جلدها فقط وتقوم بإغلاق أنفها بإحكام.

وبذلك يكون الضفدع قد استخدم ثلاث طرق ليتكيف مع البيئة التي يعيش فيها حسب احتياجاته، فيستخدم الخياشيم والرئتين والجلد، وهو ما لم تستطع فعله الحيوانات الأخرى.

8:59 م / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة