الوتر في اللغة يعني العدد الفردي، أما في في الشرع فالوتر هو من الصلوات المسنونة سنة مؤكدة (أي أن النبي قد واظب على أدائها)، وقد سميت هذه الصلاة بالوتر لأنها تصلى بعدد ركعات فردي؛ أي تصلى كركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو أحد عشر ركعة، ودليل مشروعيتها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر"، أخرجه البخاري/ كتاب الوتر/ باب لله مائة اسم غير واحدة/ 6047، وقول النبي عليه السلام عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" أخرجه أبو داود ج2/ كتاب الصلاة/ باب 338 / 1422.
ووقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء إلى وقت طلوع الفجر، ولم يكن النبي عليه السلام يتركها تحت أي ظرف، وقد تصلى صلاة الوتر إما في أول الليل (أي بعد صلاة العشاء فورا) أو تؤخر إلى آخر الليل، ومن المستحب أن يختم المسلم يومه بها ولا يصلي بعدها، لذا يستحب تأخيرها للمسلم الذي يقوم الليل، لكن إن خاف أن لا يستيقظ من نومه للقيام فعليه صلاتها أول الليل، عن ابن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة"، مسلم ج1/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها /باب 21 / 162.
أما كيفية أداء صلاة الوتر فتكون إما بصلاة كل ركعتين لوحدهما (أي يسلم بعد كل ركعتين) ثم يصلي ركعة؛ وهو ما يسمى بالفصل، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"، أخرجه البخاري/ كتاب أبواب التهجد/ باب كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل؟/ 1086، وأخرجه مسلم/ كتاب صلاة المسافرين وقصرها/ باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل/ 749.
أو يصلي كل الركعات معاً على أن يكون عددها مجموعة عددا فرديا وهو ما يسمى بالوصل، ولا يجلس للتشهد إلا في آخر ركعة ثم يسلم، إلا كان عدد الركعات تسعاً أو أحد عشر ركعة، فيصلي كل الركعات ويجلس للتشهد في الركعة قبل الأخيرة ثم يقوم ويصلي آخر ركعة ويجلس للتشهد والصلاة الإبراهيمية ثم يسلم. ولا يتم الجلوس للتشهد قبل انتهاء الصلاة في حال كان عدد ركعات الصلاة ثلاثا أو خمسا أو سبعا حتى يتم تمييز صلاة الوتر عن صلاة المغرب. عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها" أخرجه مسلم /كتاب صلاة المسافرين وقصرها /باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي " في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة /737.
أما الأفضل في صلاة الوتر هو الفصل، ثم الوصل. أما عن القنوت (الدعاء في الصلاة) في صلاة الوتر، فقد ذهب علماء الفقه إلى أن القنوت واجب في صلاة السنة كلها، لكن القنوت في الصلاة أو تركه لا ينقص من الصلاة في شيء، ويكون القنوت بعد إتمام الركوع والقيام منه وقول سمع الله لمن حمده...ربنا ولك الحمد، فيتلو دعاء القنوت، وهو: "اللهم اهدنا فيمن هديت, وعافنا فيمن عافيت, وتولنا فيمن توليت, وبارك لنا فيما أَعطيت, وقنا شَرَّ ما قضيت, فإِنَّك تقضي ولا يُقضى عليك, وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليت, وَلاَ يَعِزُّ من عاديت, تباركت ربنا وتعاليت. لا منجا منك إِلاَّ إليك"، أو "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنّا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونُثني عليك الخيرُ كلُّه، نَشكركَ ولا نَكفُرُك، ونخلَعُ ونتركُ من يفجرُك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجِّدِّ بالكافرين ملحق، اللهم عذّب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.