إعلان رأس الصفحة

الأحد، 10 أبريل 2016

أطفالنا والتكنولوجيا الحديثة رضاع لا يقبل الفطام




بتسارع مخيف داهمتنا التكنولوجيا الحديثة بكل معطياتها وتقنياتها، فأربكتنا وزعزعت أركان بيوتنا وجعلتنا أمام خيارين؛ إما الانخراط في دوامة العصر والأخذ بمستجداته، أو البقاء خارج إطار الزمن نشكو العجز عن اللحاق بالركب التطوري.
وكما كان لهذه التقنيات فوائد جمة كان لها آثارا ضارة، فأصابتنا بسمومها و لوثت حياة البعض منا، ويكفينا فقط أن نتابع ما ألحقته بمنازلنا و أسرنا من تأثر جراء الانتشار المخيف للهواتف الذكية، والآيباد، والكمبيوتر، والتي أحالت أبناءنا إلى أخشاب مسندة أمام تلك التقنيات وأصبح العالم كله داخل غرفة بلا حدود جغرافية أو رقابة أو حجب.
فما هي إيجابيات امتلاك الأبناء لمحمول خاص بهم؟ وما هو التأثير الفعلي لتكنولوجيا الهواتف الذكية على أبنائنا؟ وهل من سبيل لتقنين استخدام هذه الهواتف؟ 

آراء الأمهات
قالت آمنة حسين طحيبش، وهي ربة منزل: لدي طفلان (9 و6 أعوام)، ولدى كل منهما هاتفه الذكي، أسمح لهما باستخدامهما لوقت محدد بعد التأكد من انهائهما لواجباتهما المدرسية، وأمنعهما من اصطحاب الهاتف معهما إلى المدرسة بتاتاً حتى لايتشاغلان عن الدراسة. وأضافت: طبعا أخضع نشاطات أطفالي على الهاتف للمراقبة من قبلي ومن قبل والدهما من خلال استخدامنا للبريد الالكتروني (Gmail) وال (ICLOUD) في معرفة ما يشاهدونه وما يشاركونه على هواتفهم، وأطلبمنهما إعلامي بكلمة السر الخاصة التي يضعونها لهواتفهما لأتفقدها بشكل دوري.
بينما عبرت وفاء عبد الله، وهي ربة منزل، عن معاناتها في ضبط أطفالها في ظل الصخب التكنولوجي الذي نعيشه، فقالت: لدي طفلان (خالد 9 أعوام ويامن 7 أعوام) أعاني معهما في ضبط استخدامهما للتقنيات الحديثة بوجود حمى استخدام الأجهزة الذكية، لهذا وضعت لهما ضوابط؛ كتحديد عدد ساعات الاستخدام، واختيار الألعاب والبرامج، و مراقبتهم، والسماح لهما بالاتصال مع أصدقائهما بحدود المعقول، وعدم السماح لهما بحمل الأجهزة الذكية لكل الأماكن وخصوصا إلى المدرسة، وذلك لدرايتي بما تتسبب به هذه الأجهزة من أمور خطيرة؛ منها استسهال استسقاء المعلومات دون بحث أو جهد أو قراءة أو تنويع في مصادر المعلومات، وحصر عالم الطفل بشاشة تحتوي من الأخطاء أكثر مما تحتويه من فوائد، وذلك يحملني مسؤولية تصحيح المعلومات الخاطئة التي يكتسبونها. كما أن سهولة الاتصال بالأهل سيجعلهما يعتادان على كثرة الشكوى والاتكالية في كل الظروف فيتسبب ذلك في جعلهما إِمّعَة؛ مقلدين دون رأي أو قرار.
أما سارة حبيب الله فقد منعت امتلاك طفليها (8 و 11 عاما) لأي هاتف ذكي،لأن هذه الأجهزة تسرق وتشتت انتباههم وعقولهم، فلم يجعلاها ضمن نشاطات حياتهما اليومية.وقد تقبل ولداها الفكرة، وأضافت:لكني عوضتهما عن ذلك بكمبيوتر محمولأضع عليه ألعابا وبرامج مفيدة من انتقائي لأخلق لهم توازنا بين الدراسة واللعب. كما أخرج بهم للتنزه في نهاية كل أسبوع ليقوما بنشاطات كالسباحة ولعب الكرة.
أما ندى زهير الأديب،الأم الإماراتية ومدير إدارة التغذية المجتمعية في مستشفى توام بالعين، قالت: هل يراقب الأهل أنفسهم أولا؟ فهم يمضون الكثير من الوقت غارقين في هواتفهم الذكية الجديدة والنتيجة انشغالهمعن أطفالهم ماقد يتسبب بضياع الأطفال. لذا يجب علينا بناء أواصر الصداقة بيننا وبين أطفالنا، وبث الحب في نفوسهم، وإعطاءهم الكثير من وقتنا، وزرع مفاهيم الصواب والخطأ وما قد يغضب الله، و تربيتهم على الطاعة والانصياع لأوامر الوالدينلاستئصال نزعة التمرد من نفوسهمعن قناعة، لابمنعهم أو تقنين استخدامهم لتلك الهواتف، فالإنترنت موجود في كل مكان وبإمكان أبنائنا الحصول عليه بأية طريقة كانت ليتوغل في عالم التقنيات الذكية المليء بالخطورة،وبالتالي يكون عرضة لاستخدامات خاطئة لا تحمد عقباها.لذا علينا تفهم طبيعة أبنائنا والتقرب منهم وخاصة من هم في سن المراهقة، لأننا مسؤولون عن تربية جيل وليس إطعامهم وكسوتهم فقط. أنا أدعم التكنولوجيا ولكن النافعة منها فقط.

آراء الآباء
وليد غازي، وهو مصمم مواقع الكترونية وخريج هندسة الكترونيات قال: أشك بجاهزية هذا الجيل للمستقبل فهو اتكالي بشكل كبير؛ نشاطاته قائمة على استخدام الهاتف من طلب لوجبة طعام (ديلفري)، إلى الحصول على معلومة معينة، حتى طلب سيارة أجرة. قد أرهقتهم التكنولوجيا لدرجة الدمار، فسلبتهم جمالية طفولتهم ، فلم تعد ترى أطفالا يلعبون أو يركضون خلف كرة أو خلف طائرة ورقية، بل على العكس فإنك تراهم يحملون الأجهزة الذكية على اختلاف أنواعها حتى خارج المنزل. ربما يجد بعض الآباء هذه التقنيات جيدة لتخلص من شغب أطفالهم، لكنني لا أؤيد ذلك أبدا حفاظا على أطفالي ومستقبلهم، لذا ممنوع عنهم اتخاذ أجهزة ذكية خاصة بهم، ولهم فقط أن يطلبوا استخدام الأجهزة التي أقتنيها أنا ووالدتهم تحت اشرافنا.
ويخالفه الرأي أيمن عبد العال،وهو موظف حكومي، فقال: إن أولادي استفادوا من الهواتف الذكية في تنمية بعض المواهب لديهم، فإبني طارق (10أعوام) قد استفاد منه في مجال العزف الموسيقي وتقوية لغته الانجليزية ، أما ابني الأصغر عبد الهادي (8 أعوام) فإنه يلعب الألعاب التعليمية والمسلية،لكن تعلقهم باللعب موضوع يستحق المتابعة. أما ابنتي الصغرى (عامان) فإنها قد تعلمت منه الأرقام والألوان ومفردات باللغة الانجليزية بالرغم من صغر سنها. لذا يمكن توظيف الهواتف الذكية لأمور نافعة  طالما هنالك مراقبة ومتابعة من الأهل، كما وهناك حاجة لإعطاء الطفل الثقة وضرورة ممارسته الرقابة الذاتيةعلى نفسه .

آراء الأبناء
الطالبة الجامعية، هناء اسماعيل وجيه، ترى أن الهاتف الذكي أمر بغاية الأهمية بالنسبة لها، وأنه ليس بوسعها الاستغناء عنه ولو لساعة واحدة، رغم أن به من المضار مثل مافيه من المنافع. وأضافت: إنه يأخذ الكثير من وقتي ويشتت انتباهي عن دراستي،حتى أنني أحيانا افتحه أثناء وجودي في المحاضرة فلا أنتبه للشرح، وذلك بسبب إدماني لمواقع التواصل الاجتماعي. كما استخدمه لمتابعة أموري الدراسية، مثل تحميل الملفات الدراسية من موقع الجامعة، ودراسة ملفات المادة خلال تواجدي في الجامعة.
أما الأخت الصغرى لهناء، وهي ملاك في الصف الخامس،فقد أبدت رأيا ناضجا حيث فقالت: على الرغم من كون الهاتف الذكي مهما يصعب الاستغناء عنه لكني أفضل تركه مع والدتي معظم الأوقات حتى لا أنشغل به وبمواقع التواصل. أستخدمه في التواصل مع صديقاتي لحل الواجبات الدراسية بسهولة وسرعة ومناقشة الدروس التي لم تفهمها إحدانا لأنه من الصعب التواصل بيننا أثناء الحصص الدراسية، و في نهاية الأسبوع  أمضي معظم وقتي عليه مايشغلني ويراكم الواجبات الدراسية علي.

رأي عائلة
أشرف رشدي (ممرض بوزارة الصحة) وزوجه رانيا أحمد (ربة منزل) أكدا سلبيات استخدام الأطفال للهواتف الذكية فقالا: قد عانينا في الإجازة الصيفية الماضية من إفراط الأطفال في استخدام الأجهزة الذكية لدرجة معاناتهم من التهابات وجفاف العيون، فذهبنا بهم إلى طبيب العيون ليصف لهم قطرات مرطبة، لذلك نظمنا استخدامهم للأجهزة الذكية مع بداية العام الدراسي بساعة واحدة فقط يومياًوزيادة الفترة في أيام الإجازات، وتحت اشرافنا، بالإضافة إلى أن جميع الأجهزة مربوطة ببريد الكتروني واحد، فإذا ارتكب أي منهم خطأ ظهر للجميع.فالتزم الأولاد بذلك بعد جهد وتعب وصراع ثم أضافت السيدة رانيا: صعب أن أرسل أبنائي في رحلات أو زيارات أو حفلات بدون هواتفهم حتى أستطيع الاطمئنان عليهم والتواصل معهم.
أما أطفالهم سارة (14 عاما) وعبد الله (12 عاما) ومحمد (11 عاما) فهم يعتبرون منعهم عن هواتفهم قمعا لهم ولحرياتهم الشخصية، ويتذمرون دائما من ذلك. وعبرت الإبنة الكبيرة سارة عن حاجتها للموبايل فقالت: إنني احتاجه للدراسة؛ حيث يوجد مجموعات طلابية على برامج التواصل (كبرنامج WhatsApp) للتواصل مع مدرسة المادة، فنعمل على حل المسائل الحسابية الرياضية مع بعضنا، بالإضافة إلى التواصل مع المعلمة، أيضا أحتاجه عند خروجي من المنزل في رحلة أو إلى حفلة، بالإضافة إلى نشاطي الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي (facebook, WhatsApp) بيني وبين صديقاتي، لذلك أعتبر الحياة بدون هاتف ليست حياة أبدا.

آراء المدرسات
المعلمات بدورهن أكدن سلبية تملك الأطفال للهواتف الذكية. فقالت رائدة مسعد، وهي معلمة حضانة: من خلال عملي الطويل في حضانة الأطفال لاحظت اختلاف أبناء هذا الجيل عن الأجيال السابقة في طريقة اللعب والتعامل وغياب البساطة والعفوية، ولاحظت السلبيات التي خلفتها الأجهزة الذكية عليهم من تأخر في النطق ومخارج حروف غير صحيحة بالمقارنة مع أطفال يمارسون ألعابهم الطفولية من ركض ولعب مع أقرانهم وأهلهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية. كما أنهم عدائيين ويعانون من التوتر، وقد بدأت لديهم بوادر الأنانية والانعزالية من خلال رفض مشاركة الأطفال الآخرين اللعب بالهاتف أو اللعب الطفولي أو الأكل أو حتى الغناء والرقص، وأضافت: هذه السلوكيات مفرزات التقنيات الحديثة يجب التعامل معها بحرص شديد حيث من الممكن أن تتحول لأمراض نفسية تؤثر سلبا على حياتهم مستقبليا.
وقد وافقتها في ذلك المعلمة الظل، أميرة حسن،وأضافت:كلنا متفقين على أن إمضاء الساعات الطويلة على الهاتف الذكي له سلبيات كثيرة؛ منها عدم استجابة الطفل للمحيط الخارجي حيث يمضي وقته في عالمه الخاص الافتراضي منعزلاعن أهله وأصدقائه، كما أنه يفقد الانتباه، وحتى أنه يضعف نمو الحواس كالنطق في حال تم استخدامه في وقت مبكر جدا من حياة الطفل، وهجرانه للمكتبة وقراءة الكتب، وتنمية أفكار مخلة بالأخلاق بسبب قلة أو انعدام رقابة الأهل. ناهيك عما تغرسه تلك الهواتف من سلوكيات خاطئة على الأطفال  نتلمسها في وقت الاستراحة، فهم يقلدون الألعاب الالكترونية العنيفة كالمصارعة الحرة، أو يكررون عبارات ليست لسنهم اكتسبوها في غياب مراقبة الأهل.

الجانب الصحي
أما بالنسبة للتأثير الصحي للهواتف الذكية على الأطفال فقد سألنا الطبيب العام زاهر هاشم الحجاوي، فقال: بالرغم من أن العلم لم يثبت إلى الآن الارتباط بين الموجات الكهرومغناطيسية للهواتف والأورام الدماغية أو السرطانات لكن ذلك من الممكن حدوثه.والتحديق المستمر بالشاشة قد يحدث احمرارا وجفافا في العينين، قد يتحول عند بعض الحالات النادرة التي تعاني من حساسية النظر للشاشات (TV allergy) إلى التهابات حادة في العيون. وأضاف: إن أكبر التأثيرات السلبية لهذه الهواتف هو التأثير على الجانب السلوكي بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتسبب بانعدامالمشاركة و الانعزالية والانفصال عن الواقع بسبب التحدث مع أشخاص غرباء، كما أن عيش المراهق أخبار المشاهير من الممكن أن يتسبب له بالانفصال عن الواقع فيبدأ بالعدوانية والانعزال بسبب التباين الشاسع بين واقعه وما يتابعه ويتمناه. والحل هو المراقبة غير المباشرة والنصح والمتابعة والتقنين والابتعاد عن القمع الذي يتسبب بتمرد الطفل على قرارات والديه وتنفيذ ما يريد بشتى الوسائل وبالتالي ضياعه أو انحرافه، فإن كل ممنوع مرغوب. كما تشكر دولة الإمارات على فرض رقابة دولية مجتمعية وذلك بحظر العديد من المواقع غير المناسبة.
وقد أيده في ذلك طبيب الأطفال إياد حداد، وأضاف قائلا: قد يؤدي النظر المطول للشاشات لعمليات تصحيح النظر، أو جفاف يتسبب بخدوش في قرنية العين قد تصل إلى درجة الإضرار بالقرنية وبالتالي الحاجة لزراعة أخرى. أما سماعات الأذن فإنها تؤدي إلى إضعاف العصب السمعي وبالتالي ضعف في السمع والانتباه. و أما اللعب لمدة طويلة فإنه يتسبب في ظهور العصبية والتوتر والانعزال على الأطفال فيعانون من ظاهرة الصرّ (الشدّ) على الأسنان بسبب المحاولات المتكررة والفاشلة في التقدم في اللعب، و ظهور السلوك العدواني لديهم إما بسبب الألعاب الالكترونية العنيفة أوالجلوس المطوّل المصاحب للتوتر. ولأن التكنولوجيا هي المستقبل، فالحل هو الاستخدام الإيجابي المشروط بالرقابة؛ من رقابة محتوى أو رقابة ممارسة، و وترشيد الاستخدام بمدة لا تزيد عن ساعتين غير متواصلتين لمنع الجلوس المطول بلا حراك وإطالة النظر إلى الشاشة، و ممارستهم للنشاطات متنوعة لامتصاص طاقاتهم وتنمية شخصياتهم، وتنمية الحوار بين الأهل وأطفالهم.

الجانب النفسي
في هذا الجانب استشرنا دكتورة فدوى المغيربي، أستاذة علم النفس في جامعة الإمارات، فكان الرد التالي: لست مع استخدام الأطفال الصغار تحت عمر ال 6 سنوات للهواتف الذكية، فذلك سلوك غير صائب خصوصا في حال وجوده داخل المنزل، وذلك بسبب تأثير هكذا أجهزة على تكوينه النفسي؛ فيتسبب بضعف مهاراته الاجتماعية من مشاركة وحب الحديث واللعب، ما قد يؤدي به إلى ازدواجية في الشخصية، أعني أن يعيش بشخصيتين إحداهما واقعية والأخرى مزيفة يعيش بها في عالمه الافتراضي بعيدا عن الواقع، وهذا قد يؤدي به إلى المواقع المحظورة سواء الخليعة منها أو التي تدعو إلى العنف. كما يتولد لديهم التوتر والعصبية جراء اللعب المستمر أو جراء مقاطعته أثناء اللعب. أما الأخطر مما سبق ذكره هو الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي كبرامج (Snapchat, Instagram, Facebook) حيث ينشرون كل ما يقومون بفعله بالتفصيل، ونشر أي صور يمتلكونها حتى لو كانت لائقة بالنشر خصوصا للمراهقات، و تلك ظاهرة غير صحية على الاطلاق كونها تفضح خصوصيات الطفل والأهل والأصدقاء، وقد تعرضهم لمشاكل عديدة قد تصل لدرجة جرائم السرقة أو الابتزاز.بالمقابل، فإني أعتبر الهاتف ضرورة عند خروج الطفل دون والديه للتواصل معه والاطمئنان عليه، وللاستخدامات التعليمية كالمجموعات الدراسية على برنامج (Whatsapp) وتصوير مواد المدرسة بدلا من حملها لثقل وزنها.
وأضافت: أوصي بغرس الفكر الصحيح والمبادئ عند الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وتنمية روح التحاور والصدق بينهم، ومعرفة أصدقائهم، و وضع قواعد صارمة و حدودا ممنوع تخطيها لتقنين الاستخدام وترشيده مع توضيح الأسباب، وإيقاع العقوبات المعنوية الرادعة مع التأكيد على المحبة غير المشروطة لهم وتوضيح أن العقاب هو إعتراض على سلوكهم الخاطيء وذلك لاحتواءهم حتى في أخطائهم فيستمروا بالرجوع إلى الأهل. كما يجب عدم التفريق بين الذكر والأنثى في الحب أو الحوار أو العقاب. ولا بد للأهل أن يعرفوا أن التجسس أكبر خطيئة للأهل على أبنائهم، فنحن قدوة أطفالنا.

الجانب السلوكي الاجتماعي
أما المستشار خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري قال: قد أجريت دراسة من قبل مؤسسة دوكمو اليابانية على أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما في خمسة بلدان هي؛ الإمارات والسعودية ومصر واليابان والهند، وقد كشفت الدراسة أن 70% من هؤلاء الأطفال لديهم هواتف مستقلة عن ذويهم، وأنهم يستخدمون تطبيقات الهاتف بنسبة أعلى من آبائهم، وأن 40% من هؤلاء الأطفال يستخدمون الشبكة الالكترونية على الأقل مرة واحدة يوميا، وأن استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي بلغ نسبة 73% من الأطفال بالمقارنة مع ذويهم الذين بلغت نسبتهم 43% فقط. كما خلصت الدراسة إلى أن هناك زيادة طردية بين استخدام الأطفال للهواتف وقلق الآباء، لكن بالرغم من ذلك لا يحركون ساكنا.
وأضاف: أعتقد بأن التقنيات الحديثة هي تجربة مفيدة للأطفال فهي تجعلهم مواكبين لتطورات عصرهم،فلدي 9 أبناء، حين يتجادلون في صحة معلومة معينة فإنهم يلجأون إلى محرك البحث جوجل للتأكد من معلوماتهم، كما أنهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويلعبون الألعاب الالكترونية ، لكني أحدد لهم ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا لا يتجاوزونها، كما أنني أراقب نشاطهم من خلال مشاركتهم أثناء الاستخدام، ولا أسمح بمبيت هواتفهم معهم ليلا.
أما بالنسبة للسلبيات فقد أشار المستشار المحرزي إلى أربعة جوانب تؤثر من خلالها التكنولوجيا على نمو الأبناء: الجسدي، والذهني، والانفعالي (العاطفي)، والاجتماعي. وقال: إن استخدام الهواتف لمدة تزيد على 4 ساعات يوميا يضعف قدرة الطفل الذهنية، حيث توفر له هذه الأجهزة الخيال وبالتالي ستتوفر له صور ذهنية آلية، فتضعف قدرته على التخيل والتفكير، كما يصيبه خمول جسدي واضح، بالإضافة إلى ضعف شديد في التركيز والسبب في ذلك يؤول إلى المشاهد السريعة لصور الألعاب الموجودة على الهواتف، فيتم تخزينها بسرعة في العقل الواعي واللاواعي في عقل الطفل، ثم يتم استرجاعها حتى بعد توقف الطفل عن اللعب، مما يؤدي إلى عدم قدرته على النوم ليلا.
أنصح الآباء باتباع قواعد صارمة في تحديد كيفية استخدام الأجهزة الذكية لضمان الاستفادة وتجنب المخاطر، فلا يطغى استخدام الهاتف على جوانب الحياة الأخرى. كما يتعين عليهم ضبط أجهزة أبنائهم الجوالة من خلال الإعدادات الموجودة في الهاتف، حيث تشمل الهواتف الذكية على إعدادات أمان بسيطة نستطيع الوصول إليها عن طريق بنود قائمة "الأمان" وكذلك " الخصوصية وحماية البيانات"، فيستطيع حماية ابنه من القرصنة وسرقة البيانات.
وختم كلماته قائلا: إن للتقنيات الحديثة فضلاً في حياتنا لأنها تلعب دورا كبيرا في الحياة اليومية والتعليمية، الحالية والمستقبلية، لذا لا يمكننا الاستغناء عنها، لكن إذا قمنا بواجبنا اتجاه أطفالنا فسنسهم في خفض حجم الأضرار التي من الممكن حدوثها في مراحل الطفل التكوينية الأولى.

رأي حكومي؛ الانفتاح المرافق للجهل بالقوانين سبب في الوقوع تحت المساءلة القانونية
وبرأي يناقض بعض الآراء المذكورة سابقا قال الدكتور محمد مراد عبد الله، أمين السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث مدير مركز دعم واتخاذ القرار في شرطة دبي: أن الانفتاح الذي يشهده العالم جعل الرقابة أحد أهم أساليب التربية مطالبا بضرورة إيجاد دليل إرشادي لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لحماية الأبناء من الوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية بسبب الجهل بقوانين الدولة في التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي (من سب وتشهيرأو إطلاق وإعادة نشر الشائعات)، حيث أن أولياء الأمور لا يمتلكون رقابة كاملة على أبنائهم في استخدام الشبكة الالكترونية.
من ناحية أخرى، استعرض العقيد الدكتورجاسم خليل ميرزا، مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي، نتائج استبيان قام به في بحث له بعنوان (اتجاهات الشباب في الامارات نحو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي). فقد شملت الدراسة 590 شابا خليجيا وعربيا؛ منهم 409 إماراتيا من ذكور وإناث تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 38 عاما؛ منهم 76% لديهم أكثر من حساب واحد على مواقع التواصل الاجتماعي، و أن 40% من الشباب يمضون من ساعة إلى اثنتين على الأقل على مواقع التواصل، و28% منهم يمضون أكثر من 3 ساعات. وأشار أن 75% قد أكدوا على زيادة العلاقات الإنسانية والاجتماعية بسبب تلك الموقع، بينما 29% فقط اعتقدوا أنها أضرت بتلك العلاقات بتدميرها واستبدالها بالعزلة الاجتماعية مع غياب الرقابة والتوجيه وبث الأفكار الهدامة والدعوات المنحرفة، واستخدامها في عرض مواد إباحية، وتشويه اللغة العربية، وبث العنصرية والكره، والتطاول على الآخرين، وانتحال شخصيات الآخرين بسهولة، وزيادة فرص ارتكاب جرام الإنترنت من ابتزاز وسرقة ونصب واحتيال. وقد أشار 65% منهم إلى ضرورة الرقابة حيث ستحد من الآثار السلبية لتلك المواقع، وطالب 95% منهم بأهمية وجود قوانين لحماية مستخدمي تلك المواقع ووجود قوانين تحد من نشر الإشاعات عبرها.




10:32 م / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة