إعلان رأس الصفحة

الأحد، 9 يوليو 2017

حوار - د. حبيب غلوم: لا احترام للفنون ما لم توضع ضمن الأجندة التنموية الحكومية

لا احترام للفنون ما لم توضع ضمن الأجندة التنموية الحكومية



مقدمة

أكاديمي شغل العديد من المناصب في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة منذ ثلاثين سنة حتى أصبح المستشار الثقافي في الوزارة، وهو الإماراتي الوحيد الحاصل على الدكتوراه في الأدب المسرحي من جامعة مانشستر ببريطانيا، ومدير مهرجان الإمارات لمسرح الطفل منذ عشر سنوات، وصاحب التجربة الإنتاجية الناجحة.. "مسلسل خيانة وطن".. إنه الممثل والفنان د. حبيب غلوم العطار، ومعه كان اللقاء لتسليط الضوء على تجربته الثرية وأرائه في الدراما الإماراتية وما تحتاجه للتطوير والارتقاء..


·        من دافع تجربتك وعملك في مجال الثقافة والفنون في الدولة، هل نال العاملون في مجال الفن الإماراتي حقهم؟

بعد مرور 45 سنة على عمر الاتحاد، أصبح من الضروري أن توضع الثقافة والفنون والآداب ضمن الأجندة التنموية لحكومتنا الرشيدة؛ بأن تعامل كركيزة أساسية وإيمانبأنهاالوسيلة الوحيدة لتطور الشعوب وتبدلهاوأنها المرآة التي تعكس حضارة الأمم. ولو أخذنا على سبيل المثال المهرجانات السينمائية فهي مهمة للاطلاع على الإبداعات الأخرى وكسب الخبرة لكن لا جدوى منها دون تواجد حقيقيلنا أو دعم للحركة السينمائية في الإمارات، إن التطوير والاختلاف يحتاجان للدعم، ولن يكون هناك احترام واهتمام للمبدع ما لم يتحقق ذلك.

·        ما العوائق التي تواجه الدراما الإماراتية من وجهة نظرك؟

هناك عوائق كثيرة؛ أولها امتلاكنا للتقنيات مقابل عدم وجود الخبرات التي تشغلها، فاستقدام الكوادر الأجنبية يواجه عدة عقبات، منها: الكلفة المادية، والموافقة الأمنية على الاستقدام، وإصدار فيزا زيارة لمدة 3 أشهر لا يسمح بتجديدها، مما يضعنا أمام عائق الوقت لإنهاء العمل ضمن 3 أشهر أو استقدام كوادر أخرى بسبب تسفير الكادر الموجود، ولا توجد أي استثناءات في هذا الأمر.
أيضا من العوائق هو عدم وجود رأس مال لدى المنتجين المنفذين مما يقلل من جودة العمل على المستوى الخليجي والعربي، بالإضافة إلى اللهجة وقلة النجوم المحليين، مما يجعل الشركات الانتاجية تخاف من دعم العمل خوفا من عدم قدرتهم على تسويقه خارج الدولة. ولو حاولنا تخطي حاجز اللهجة ستمحى الهوية الإماراتية في مجال الدراما. أيضا الدراما الإماراتية غير موجودة على خارطة الشركات الخاصة مثل شركة mbc، لذا نتمنى ونطلب من المسؤولين والقائمين على المجموعة أن يكون هناك تواجد للدراما الإماراتية على قنواتها، فهي تعتبر حاليا القناة الأولى عند الأسرة العربية، وإني أعتبر عدم وجودنا على قنواتها من أكبر العوائق.
أيضا من العوائق المهمة أمام الدراما الإماراتية عدم وجود أكاديمية خاصة بالتمثيل أو مساقات طويلة الأجل تدرس في الجامعات. تم التفكير يوما في طرح مساق لتدريس الدراما في إحدى الجامعات، لقاء مبلغ زهيد (200 درهم) يوميا لا تكفي حتى لاستهلاك الوقود للسيارة ذهاباً واياباً، لذلك لم أوافق، وذلك لأني إن رضيت بالمبلغ فإني سأبخس من قدر ما أقوم به، وسأبخس من قدر الزملاء، فالعطاء المجاني له حدود.
لكن ولله الحمد، في خطوة إيجابية، أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في ختام مهرجان أيام الشارقة المسرحية بأنه سيتم إنشاء أكاديمية للمسرح في الشارقة، وسيكون إعلان جوائز الحفل القادم للمهرجان فيها.

·        ما الذي يجعلك تخوض التجارب الإنتاجية دون خوف رغم صعوبتها؟ وهل ما زال في الجعبة أفكار جديدة توازي ما طرح؟

إن المجال الفني يحتاج إلى جرأة وثقة بالنفس والاستعانة بالخبرة، وخبرتي بالفن ابتدأت من 1979، أي ما يقارب 37 سنة. وقد تراكمت الخبرات بالتجربة و الإصرار على الابداع والتميز، وانتقاء النصوص الجيدة. لقد أنتجت المسلسلين: خيانة وطن، و إني لا أعرف خاتمتي، والآن لدي مشروع جديد.
هناك أفكار كثيرة لم تطرح، مثلا لدي مشروع يتكلم عن حقبة تاريخية معينة لدولة الإمارات وآخر عن شهداء الوطن، وكنت أتمنى أن أستطيع تقديمه في رمضان هذا العام، ورسمنا له خطوطا معينة، لكن للأسف تم التأخر في اتخاذ القرار، وحالت بعض الظروف دون تنفيذه في الوقت المناسب، ولم أستطع أن أخاطر بنجاحي السابق بإنجاز العمل في وقت قصير.

·        برأيك ما سبب القبول الكبير والنجاح الذي حققه مسلسل خيانة وطن و بما امتاز عن باقي المسلسلات؟

لأنه ولأول مرة يقدم عمل سياسي يمس المجتمع الإماراتي بمواطنيه وقاطنيه على حد سواء، بالإضافة إلى المجتمعات الأخرى. ولأن التنظيمات المتخلفة التي تظهر هي عالة ونقمة على المجتمعات ومصالحها، تثير القلاقل والفتن بين أفراد المجتمع وأولياء الأمر وحتى بين الدول. كما أن حساسية الطرح جعلت الناس تترقب ما الذي سوف يحدث. وهذا ما شجع فريق العمل لتقديم عمل يعبرون فيه عن رغبتهم لرد الجميل لهذا الوطن الذي احتضنهم مما أثر على المشاهد وجعله أكثر تفاعلا.

·        تنوع جنسيات الممثلين في العمل الدرامي الواحد، هل يشكل إضافة للعمل؟ وهل يعيق تنوع اللهجات؟

من المهم تقديم أعمال درامية مشتركة نظرا للدور الإيجابي الذي يلعبه ذلك في تبادل خبرات وثقافات وتسويق العمل في مختلف البلدان، على ألا يأتيتنوع الجنسيات على حساب تواجد الممثلين الإماراتيين في العمل.ونقول في الامارات: اللي يبغي شي يخلي شي.. وأعني بذلك أنه إذا أردنا الحصول على مشاهدة جيدة ونجاح قوي، فعلينا ألا نصرّ على أن يكون العمل إماراتياً بحتاً، بل علينا أن نوازن الأمور ونقرب اللهجات من خلال استبدال الكلمات الصعبة إلى لهجة بيضاء مفهومة للجميع.
وأذكر هنا نجاح التجربة السعودية في دعم ممثليها، والترويج لهم في التسعينات من خلال الاشتراط على أي منتج يبتغي دعما من التلفزيون السعودي أن يقوم بتوظيف ممثلين اثنين سعوديين، مقابل 30% زيادة دعم للمنتج، مما أدى إلى سطوع نجم الممثلين السعوديين وارتقاء الدراما السعودية منذ ذلك الحين.

·        كمدير لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل منذ 10 سنوات، ما الذي يقدمه المهرجان للطفل؟

نقدم في المهرجان وسائل توعوية وتثقيفية لبث المشاعر الوطنية في قلوب الأطفال، والأهم أنه يتم عقده في إجازة منتصف السنة لضمان حضور الأطفال. ونجد في كل سنة إقبالا كبيرا لأولياء الأمور مع أطفالهم. وإن التذاكر المعروضة ليست بهدف التحصيل المادي، وإنما بغية زرع الاحترام في نفوس الأطفال للثقافة وإعطائها قيمتها.كما لا ننسى جهودمركز الأمومة والطفولة في الشارقة ومراكز أخرى في عرض مسرحيات من تقديمالأطفال..فالعملية الثقافية في الشارقة شبه متكاملة.

·        كمحاضر ومدرس للتمثيل، ما الأسس والمرتكزات التي تعتمدها في التعليم؟ وهل فكرت بإنشاء أكاديمية فنون؟

أنا أدرس دورات قصيرة الأجل في التمثيل في أماكن متفرقة لأنه لا توجد أكاديمية متخصصة بذلك، ويتم عقدها في قاعات تابعة لشركات خاصة، مثل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وغيرها، لكن كمجال أكاديمي، إلى اليوم، لم يتم وضعه في دائرة الضوء كما لم يتم وضع الثقافة والفنون في مجال أو مساق معين في أي جامعة نتيجة عدم وضعها ضمن نطاق الاهتمام الحكومي الى الآن.
و إن الدورات القصيرة الأجل لها شقان، إعطاء المختصر ومعلومات عامة للمشاركين بحيث نستفيد من الأيام كلها دون إضاعة الوقت بالتركيز على مدارس ومناهج معينة، والعمل على زرع حب المسرح في قلوبهم بالمشاركة والغناء واللعب.
لقد ذهبت إلى إحدى الجهات الممولةوطلبت منهم تمويلي لإنشاء الأكاديمية التي أحلم بها، ولكن بعد اجتماعات عديدة وشرح مكثف للخطوات والأهداف وطريقة التحصيل، وكيف أن أهدافها تربوية تعليمية تثقيفية فنية أدبية، ذات منافع اجتماعية كثيرة،وبعد وصولنا إلى المراحل النهائية من المباحثات،قرروا أنهم سيدفعون مبلغا معينا وسيبدأون باسترداد المال بعد سنتين، ولكنهم اقترحوا علي فتح مشروع لتقديم خدمات ربحية كمشروع عمل المساج، فأحسست بامتهان الثقافة ولم أستطع تقبل ذلك فمشيت غير ملتفتا خلفي.

·        ما الذي جعلك تتجه إلى المسرح؟ وكيف كانت تجربتك؟

لقد بدأ كل شيء بالإعجاب، ثم عشق المسرح، ثم اتخذت القرار بدراسة التمثيل، واستكملت مسيرتي العلمية والأكاديمية، حتى أصبحت اليوم الوحيد الحاصل على الدكتوراة في المسرح الإماراتي. و تمتد تجربتي إلى 37 سنة في مجال المسرح و30 سنة موظفاً في وزارة الثقافة، كتبت فيها وأخرجت ومثلت، وكنت ناقداً وعضوا في لجان عديدة، بحيث أصبحالتمثيل حياتي وإيماني. وقدوتي وعزائي هو إيمان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنا وبتأثير المسرح على الناس.
والآن وبعد 30 سنة من التخصص والعمل الحكومي ندمت على أني هدرت وقتي بعيدا عن جمع المال كأقرانيوأمضيته بين الندوات والمسرحيات والمحاضرات وضاع العمر دون تحصيل مستقبل واهتمام واحترام لمجالنا. تماما كمن أحب فتاة دون استطاعته الاقتران بها، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لما أعدت التجربة ولما عملت في مؤسسة حكومية انتظر الراتب نهاية كل شهر.. فالعاملون في مجالات الثقافة والفنون والآداب لم يصنعواشيئا لمستقبلهم سوى الراتب الذي يتقاضونه.

·        حدثنا عن جديدك لرمضان 2017 .


سماء صغيرة مسلسل إنساني رائع يتكلم عن جنسيات مختلفة تبحث عن مأوى وكيان في أحد مناطق تركيا طمعا بالجنسية والانتماء ومستقبل أفضل، و هنا تتلاقى كل الأشجان والهموم فيما بينهم. وقد قدمت فيه شخصية "بدون" من الشخصيات النازحة لدول الخليج بحثا عن الاستقرار وحياة أفضل ولم تحصل على جنسية البلد الذي لجأ إليه- أتى لتركيا بحثا عن الاستقرار. قدمت الدور بشكل مرضٍ واستمتعت به لما يقدمه من طرح فكري وقضية إنسانية.أعتقد أن هذا العمل سيكون له طابع خاص ونجاح محقق.
10:26 م / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة