إعلان رأس الصفحة

السبت، 15 يوليو 2017

الزواج بين الجنسيات: اختلاف عادات أم تشارك ثقافات؟







تغلبت الغربة على الموانع والصعوبات التي رسمتها الحدود لتفرض روابط الزواج بين أبناء الشعوب على اختلاف أجناسهم.. فما هو مدى تقبل المجتمع لفكرة الزواج بين شاب وشابة من جنسيتين مختلفتين؟ وما هي إيجابيات وسلبيات هذا الأمر؟ وكيف يمكن للشريكان تجاوز المعوقات التي تفرضها قوانين بعض الدول؟ 
آراء معارضة:
شروق حسين، 25 عاما، موظفة،ترفض الفكرة وتقول:إننا كأبناء مجتمع واحد تختلف عاداتنا، فما بالنا إن كان من جنسية أخرى! من الأفضل أن يتزوج كل إنسان ممن يشابهه من بلده وجنسيته..
وأيدتهافاطمة علي، 23 عاما، معلمة أطفال، في ذلك وقالت: إن 80% من الزواج بين الجنسيات المختلفة هو زواج محكوم عليه بالفشل بسبب اختلاف العادات والتربية والمعيشة.
وقال سعيدعبيدبالليث الطنيجي/ مستشارأسري وتربوي: لا أؤيد الزواج من جنسيات مختلفة، فله من السيئات ما يضاهي الحسنات، فالمحاكم تعجّ بقضايا المتزوجين من جنسيات مختلفة، سواء بسبب النفقة، أو الوصاية على الأولاد، أو عدم توفير بيت الزوجية، وهروب بعض المتزوجين من زوجاتهن الوافدات بعد علم الزوجة الأولى بالزواج الثاني، الأمر الذي يؤدي بالزوجة الوافدة أن تصبح دون معيل.
آراء مؤيدة:
هناء إسماعيل فريج، 21 عاما، طالبة جامعية،أيدت الأمر وقالت: الزواج بين الجنسيات أمرٌ مرغوب، فقد أوصانا الرسول بتغريب النكاح، وعلى عكس الفكرة السائدة، فإنه زواجٌ ناجحٌ في حال الاختيار الصحيح، فهناك العديد من الحالات التي تثبت ذلك، فالاختلاف بين الطرفين يجعلهما يمضيان العمر في اكتشاف أحدهما للآخر. وقد زادت حالات الزواج بين الجنسيات بسبب الانفتاح بين العوالم من خلال مواقع التواصل وسهولة التنقل والاغتراب، والانفتاح الفكري للعوائل وتقبل العادات الأخرى وعدم التمسك بعاداتهم وثقافتهم فقط.
ووافقتها في ذلك رائدة مسعد، معلمة حضانة، فقالت: لقد تغيرت الخارطةالاجتماعيةللشباب،فأصبحوا يميلون للزواج من جنسيات أخرى وثقافة غير ثقافتهم، ويعود ذلك إلىالانفتاح على قنوات التواصل الاجتماعي، والسفرللعمل، والحروب والهجرات، و تُسْفِرُ هذه الزّيجات في الغالب عن زواج ناجح، وقد شهدت حالات عديدة لزواج من جنسيات أخرى بين صديقاتي كانت مبنية على الحب والتفاهم،وقد كانت تجارب ناجحة مقابل حالات زواج تقليدي فاشلة.
وأضافت ملك محمد، 33 عاما، محاضرة جامعية سابقاً، قائلة: قد يتعرض المغتربين لخيار الزواج من جنسية أخرىتعويضا للتقصير في التواصل مع العائلة، وعدم الرغبة في الزواج التقليدي. وهو زواج كغيره من الزيجات، ستظهر في بدايته الاختلافات ريثما تبدأ مرحلة التفهم والتأقلم والاعتياد، وبحكم اختلاف الجنسيات ستكون الاختلافات أكبر بسبب اختلاف العادات والتقاليد والبيئة المجتمعية. ويتحكم وعْي الزوجين ونضوجهما وقدرتهما على تقبل بعضهما والوصول إلى نقطة الانسجام والتجاوز عن الأخطاء بنجاح الزواج أو فشله.
أما سالم القطان،24 سنة، مهندس مدني، قال: الزواج من جنسيات أخرىأمرٌ جيدٌ، فقد خلقنا الله بالأصل شعوبا وقبائل لنتعارف، فهو ينمّي قنوات التواصل عند المرء مع الثقافات الأخرى. لكني أرى أن أفضل طرق الزواج هو الزواج التقليدي، وأن الجامعة أفضل مصدر لاختيار الشريك.
محمد هشام نايف،21سنة، موظف، قال: الزواج من جنسيات مختلفة هو أمر طبيعي ولا مشكلة فيه طالما تمت مراعاةالحب والمودة والتفاهم. وهناك الكثير من القصص التي تكللت بالنجاح والسعادة، فليست الجنسية واللون أو العرق شرطاً في نجاح الزواج أو فشله.
مازن مروان، 21 سنة، خريج جامعي:أنا مع تغريب النكاح، فالزواج بين الشعوب يساعد على الإختلاط الفكري والثقافي بين الناس، لكن للأسف نسبة نجاحه ضئيلة بين المجتمعات العربية بسبب انغلاقها على أنفسها وتفضيلها الزواج بأجنبية على عربية. ولإنجاح هذا الزواج يجب أن يقوم على الحب والتفاهم الفكري.
لكن لهذه الزواج بعض الصعوبات التي فرضتها قوانين بعض البلدان؛ فبعض الدول تعطي الأحقية في حضانة الأطفال للزوجة، وقد عانى من ذلك من تزوج من جنسية أجنبية. أيضا من يتزوج بأجنبية يكون الحلقة الأضعف في هذه العلاقة، فيخضع لعادات وتقاليد تلك البلاد. ويكون السبب غالبا في هذهالزيجات هو الحصول على الجنسية الأجنبية، أي أنه زواج مصلحة يقدم في سبيله الكثير.
أفضل أن يحمل الأطفال جنسية والدهم خشية تأثرهم بعادات وتقاليد الأم الأجنبية في حال الإقامة أو السفر إلى بلادها.
رأي صاحبة تجربة:
إحسان لوليدي، 35 عاما، موظفة بنك، متزوجة من جنسية أخرى منذ ستة أعوام:عندما تغربت عن بلدي بدأت فكرة الزواج من جنسية أخرى بالظهور أمامي بسبب تنوع الجنسيات في المجتمع الإماراتي، وكنت مقتنعة تماما بعدم الزواج من جنسية أخرى بسبب الخوف من الرضوخ لعادات وتقاليد لا تناسبني، لكني حين وجدت الشخص المناسب تغير رأيي. كنت في عمر يسمح لي بالتفكير الناضج والاختيار الصحيح، فأقدمت على هذه الخطوة بعد دراسة وفترة خطوبة ساهمت بتغيير نظرتي الأولى...وفعلا كلل الله تجربتنا بالنجاح ورُزقنا بطفلتين.
بالطبع إن الأمر ليس سهلا، لذا للتخلص من حدة الاختلاف بيننا اتفقنا أن لكل منا تقاليده وعاداته وعدم اجبار أي منا للآخر على اعتناقها أو ممارستها، لكننا كلنا عرب وتقاليدنا متشابهة في معظم الأمور، وهذا ما سهل الأمر. في المقابل، تخيّرت شخصا شبيها لي في العادات والتقاليد والمستوى الفكري والدراسي، الأمر الذي ساعد كثيرا في بناء واستقرار حياتنا الزوجية.
من السلبيات أننا ما زلنا نحتاج لمزيد من التآلف أنا وأهل زوجي، فهناك حواجز خفية تقف بيننا، وأتفهم ذلك لأني لست من بيئتهم التي اعتادوها، لكن العلاقات بينننا طيبة ولا يوجد أية مشاكل. أيضا هناك جنسية الأبناء، حيث نشعر أن الطفل يجب أن يتبعنا في الجنسية، ففي بعض البلدان هناك يمنعون حصول الطفل على جنسيتين في نفس الوقت، أو أنه يتبع لجنسية والده فقط، لكني وزوجي اتفقنا على ولادة طفلتنا في أمريكا وبالتالي حصولها على جنسية محايدة.
رأي شاهدة على تجربة:
رزان اسكندر، 29 سنة، تخصص إدارة أعمال ومتزوجة منذ 5 أعوام:أؤيد هذا الزواج لأن اختيار الشريك يجب أن يقوم على دينه و أخلاقه وليس تبعاًلجنسيته.شهدت الكثير من هذه الزيجات وقد كانت ناجحة لأنها قامت على التفاهم والاحترام والأخلاق واحترام العادات والتقاليد، منهم زواج أختي... كلنا نتبع نفس الديانة ونفس اللغة، فلن يكون الاختلاف البسيط في العادات بين البلدان هو العائق، فذلك الاختلاف يتم التأقلم معه مع مرور الوقت.
قد يواجه إتمام هذا الزواج بعض المعوقات؛ أهمها موافقة الأهل، فهم يخافون من ابتعاد ابنتهم عنهم وعدم رؤيتها مرة أخرى بسبب عيشها ببلد زوجها، أو إن كانا مغتربين أن يختلفا على زيارة بلده أو بلدها، فذلك ليس كاغتراب الزوجة مع زوجها من نفس بلدها، حيث أن فرصة رجوعها لبلدها قائمة، ولا ننسى الزيارات. أيضا يخافون أن يؤثر اختلاف الجنسية على تربية الأبناء أو مواجهة صعوبات بالتفاهم مع زوجة ابنهم أو زوج ابنتهم. لكن تختفي هذه المعوقات حال ظهور رغبة الطرفين ببعضهما، فالمهم عند الأهل سعادة أبنائهم، لكن بالطبع يلجأ بعض الأهل لفرض بعض الشروط التي تضمن حقوق ابنتهم أو ابنهم، وغالبا ما تكون شروطا مادية، أو طول فترة الخطوبة للتأكد من سلامة الاختيار.
إن اغتراب الشباب للدراسة أو العمل و النزوح والتهجير بسبب الحروب تلعب دورا بدفع الشخص للزواج من جنسية أخرى. كما أن بعض البلدان كدولة الإمارات حافلةبالجنسيات المختلفة، لذا يلعب هنا دور العمل والدراسة في التعرف إلى الشريك من جنسية أخرى، مما يتيح مجال الاحتكاك والتعارف بين الشركاء في الدراسة والعمل وغيرها.
المستشار الأستاذ الدكتور سيف الحداد الحازمي، باحث في مسائل الأحوال الشخصية: لا أؤيد هذا النوع من الزواج ولست ضده؛ فكل إنسان هو حالة لها أمر مناسب لا يشبه البقية، لكني أؤكدواجب مراعاة موافقة الأهل ومواصفات الشريك عند الاختيار. فالزواج من جنسية أخرى ليس هو المشكلة، فلو تفاقمت الأمور بين الزوجين يستطيعان الافتراق بالطلاق وينتهي الأمر، لكن حينما يرزقان بالأولاد فإنهما يواجهان الضريبة التي عليهما دفعها، حيث لا يستطيع الأبناء في معظم الدول الحصول على جنسية الأم بالرغم من معيشتهم في نفس دولة أمهم، وهذا يتسبب بمعوقات كثيرة بسبب معاملة الأبناء معاملة الأجانب؛ فسيدفعان مالا مضاعفا للدراسة والعلاج و...الخ.. وهذا سيشكل عبئا على الأهل. لكنالأمر أكثر سهولة بالنسبة للرجل؛لأن بوسعه منح الجنسية لأطفاله عند توافر شروط معينة طبقا لقوانين الدولة،ففي الإمارات يتم إعطاء الجنسية لأبناء الزوج الإماراتي، ولا يتم إعطاؤها لأبناء الزوجة الإماراتية إلا بشروط تحدد كل منها حسب الحالة المقدمة لوزارة الداخلية، لكن في في بعض الحالات اذا تنازل الزوج عن الأبناء يتم إعطاء الأبناء جنسية الأم الإماراتية ولكن بعد دراسة الحالة.
ولقد كثر زواج الإماراتيين من جنسيات أخرى بسبب الانفتاح وغلاء المهوروالشروط المعقدة التي توضع عند الزواج. ويغلب الزواج من جنسيات أجنبية على الجنسيات العربية بالرغم من المعوقات التي تواجه طالبين الزواج من عدم موافقة الأهل وعدم التوافق في العادات والتقاليد بين الجنسيتين، حيث تلجأ بعض الإماراتيات  للمحكمه لرفع دعوى عضل ولي لتستطيع الزواج من جنسية أخرى بموافقة القاضي، ولكن في الغالب يتم رفض الدعوى من قبل المحكمة وعدم الاستجابة للطلب.
كما قُنّنَ إعطاء الجنسية لزوجات المواطنين بقوانين وشروط أصعب مما كانت وذلك بسبب تسجيل بعض الحوادث لاستغلال الزواج من إماراتي للحصول على الجنسية الإماراتية، حيث يتقدمن بطلب الطلاق في اليوم التالي من حصولهن على الجنسية الإماراتية، وبالتالي حصولهن على الطلاق، وقطعة أرض، وارتفاع أجورهن في أماكن العمل، ثم يتوجهن للزواج من جنسيتهن بالسرّ مرة أخرى..وبرأييأنه كما حصلت الوافدة المتزوجة من إماراتي الجنسية الاماراتية بالتبعية (لتبعيتها للزوج) فإنه يجب أن تسقط الجنسية الإماراتية عنها تلقائيا عند الطلاق منه لانفكاك رابطة التبعية بعد الطلاق مع احتفاظ الأبناء بجنسيتهم الإماراتية.
أما في حال تقدم زوجين وافدين بقضية حضانة أو طلاق أو...الخ في محاكم الإمارات، يتم الإحتكام وفق قانون الإمارات إن كانا مسلمين، او تبعالقانون بلد الزوجين (إن كانا من نفس الجنسية، أو كانا غير مسلمين)، أو تبعا لقانون البلد التي تم فيها عقد الزواج (إن كانا من جنسيتين مختلفتين)، وذلك بعد اتفاق الطرفين على اختيار القانون وإبرازه في المحكمة للاحتكام وفقه.


2:14 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة