أحلم بخلود لا أراه سوى في الكتابة والأدب
مقدمة
اعتنقت حب الكتابة واحترفته في سن
متأخر. تخرجت من جامعة الإمارات بتخصص الفلسفة والمنطق وعلم النفس، وعملت في مجال
التعليم والتوجيه التربوي. قال الناقد الدكتور أحمد العقيلي بأن رواياتها ذات خط
بياني متصاعد، تحاول فيها في كل مرة صنع بصمة جديدة، كما أنها تتبع شعرية اللغة
وشعرية الرؤية. فتحية النمر، الكاتبة والروائية الإماراتية، معها كان اللقاء.
- ما السر الذي دعاك لولوج عالم الأدب بوقت متأخر؟ ولماذا اخترت الرواية بالذات؟
حينما لجأت للتقاعد المبكر، أصبح
لديّ وقت فراغ كبير، ففكرت في قضاء الوقت في أمور مفيدة خاصة بي، وبأنني لست إمرأة
عادية كي أقضي وقتي وعمري القادم فيما تفعله معظم النساء؛ لذلك يجب أن يكون لي خط
سير مختلف كما أنني منذ القدم أفكر في الخلود وهذا الخلود لن يكون إلا بترك الأثر
المختلف لذا وجدت أن أحسن طريقة لتحقيق ذاتي أن أدخل مجال الأدب والكتابة. وكنت في
حيرة من أمري بين الرواية والقصة ووجدت أن الرواية تناسب طبيعتي وشخصيتي أكثر من
القصة لأنها فن التفاصيل، وأنا مهووسة منذ بدء تكويني بالتفاصيل.
-
ما هي الروايات التي نشرتها؟ وكيف كان انطباع النقاد
عنها سلباً وايجاباً؟
نشرت إلى الآن سبع روايات: السقوط
إلى أعلى، و للقمر جانب آخر، وطائر الجمال، وهي ثلاثية كانت لدي نية جمعها في كتاب
واحد. ثم جاءت مكتوب، و النافذة والحجاب، وكولاج، وسيف.
أيضا نشرت مجموعتين قصصيتين واحدة بعنوان "هي ولا أحد" عبارة عن
عشرة قصص، والأخرى عبارة عن 22 قصة بعنوان "القبو".
وقد اهتم النقاد بتجربتي الإبداعية
وكتبوا عن أعمالي، وكان البعض منهم موضوعيا في نقده عند تطرقه لروايتي الأولى،
والبعض الآخر كان مجحفاً وقاسياً في نقده خصوصا لروايتي الأولى. في كلا الحالتين
أشكرهم فلقد أفادوني بنقدهم، وإن كنت أعتبر نفسي أكبر ناقد لكتبي فقد اكتسبت ذائقة
نقدية تراكمت لدي من القراءة الدائمة للكتب النقدية ومن التوجيه التربوي الذي مارسته
لسنوات.
-
كيف وظفت قراءاتك النقدية في تطوير أسلوبك الروائي؟ وهل
ترين أنك دخلت مجال الاحتراف ؟
أعتبر الإلمام بالنظريات النقدية
أمراً في غاية الأهمية لكاتب الرواية والقصة؛ فانطلاقا من تلك المعرفة سيكون ملمّاً
بما يتوجب عليه من كيفية توظيف الأفكار التي يريد التعبير عنها؛ فلو التزم بعناصر
القصة والرواية سيكتب رواية جيدة، أما إذا اعتمد فقط على الموهبة فسيختلط عليه
الأمر، فقد يكتب خاطرة ويطلق عليها رواية، وقد يكتب مقالا ويعتبره قصة، وهذا ما حصل
بكثرة. لذا بفضل ما تعلمته من النقد، أصبحت لديّ الثقة بما أكتب والقدرة على تصنيف
ما أكتبه؛ من رواية أو مجموعة قصصية، فضلا عن إلمامي بتقنيات الكتابة استطاعتي
تقييم ما أقرأه والحكم عليه حكما دقيقاً.
أجل أرى نفسي قد أصبحت محترفة منذ
روايتي الثانية، فالرواية الأولى كانت تجربة وتمرين اعتمد على الموهبة والفطرة،
وبعد ذلك أصبحت أرسم مخططا لكل رواية في ذهني قبل التنفيذ، فأعلم ما أريد وما الذي
علي اتباعه من تقنيات.
-
ماالذي يفتقده الكاتب الروائي برأيك؟ وكيف تقيّمين
الكتابة الروائية الإمارتية اليوم؟
ما يفتقده الكاتب الروائي هو القاريء
الواعي الذي يستطيع أن يحكم بعدل على مخرجات المطابع من كتب، والتمييز بين الأعمال
الجيدة والسطحية. وللأسف فإن الأعمال غير الإبداعية على الغالب تحتل الصدارة
لأسباب كثيرة لم تعد خافية على العين الثاقبة المترصدة.
ولدينا كتابات جادة يمكنني
القول عنها بأنها لا تقل قيمة وذكاء واحترافية عن الكتب الأجنبية المترجمة التي
نقرأها، ولكن تحتاج من يأخذ بيدها.
-
ما هو جديد فتحية النمر؟
لديّ الآن رواية بعنوان "فتنة
الداعية" التي تتناول قضية التدين الحقيقي، بالمختصر أعني الشخصية المسالمة
المتسامحة المنفتحة التي تجسد الإيمان والتدين للنهوض بالنفس والأسرة والمجتمع
وتذهب عن الكلمة غبار الإفتراء والظلم بأن الإسلام هو تطرف وعِداء وعنف.
-
هل هناك تفكير جدي بتحويل إحدى رواياتك إلى مسلسل أو فيلم؟
في الحقيقة إنّ أكثر رواياتي تصلح للدراما
والتلفزيون، خاصة روايتي "كولاج" التي تتحدث عن العلاقة بين أفراد
المجتمع الإماراتي بمختلف فئاته وجنسياته، وخلفية كل منهم وما يحمله عند قدومه إلى
هنا وكيفية تأقلمه. و رواية "سيف" وهي أحدث رواياتي، والتي تركز على
مسألة هامة جدا ألا وهي برّ الوالدين والاهتمام بكبار السنّ، وما الذي يتوجب على
الأولاد فعله في هذا المجتمع.
لكنني إلى الآن لم أصل إلى هدفي
لأن المسألة تحتاج إلى وقت وجهد، و إني أعتبر هذا الجهد والوقت من حق الكتابة -أهم
شيء في الحياة بالنسبة لي- ومن أجلها يهون كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.