إعلان رأس الصفحة

السبت، 15 يوليو 2017

حوار مع د. حمد الحمادي: التسامح هو المكافح الأكبر للتطرف


 التسامح هو المكافح الأكبر للتطرف


مقدمة

هو رائد الأدب السياسي في دولة الإمارات من خلال روايته "ريتاج" التي تم اقتباس مسلسل خيانة وطن منها، والتي كانت وراء ما حققه المسلسل من نجاح وتجاوب. حصل على الدكتوراة في هندسة الذكاء الاصطناعي من جامعة ملبورن في أستراليا، ودبلومين في الاتصال والابتكار الحكومي. مع الدكتور حمد الحمّادي كان اللقاء..

·        ما سر تأخر تناول الأدب السياسي في الإمارات؟ ولماذا اخترت التوجه لهذا النوع من الأدب؟

لا أعتقد أن الأدب السياسي في الإمارات قد تأخر، ولكنه جاء نتيجة قضايا جديدة أو قديمة ظهرت مجدداً على الساحة، وكان لا بد للأدب الإماراتي أن يتناول مثل هذه القضايا.
بالنسبة لي كروائي إماراتي، عندما دخلت عالم الرواية أردت أن يكون لي خطّي الروائي الخاص في الأدب الإماراتي، ولهذا قمت برصد المجالات التي تتطرق لها الروايات الإماراتية ووجدت أنها تركز بشكل ملفت على الجانب الاجتماعي والرومانسي، بينما لم تكن هناك روايات تتناول قضايا سياسية مرتبطة بمجتمع الإمارات، أي أنه لم يكن لدينا أدب إماراتي سياسي خاص بمجتمعنا، وعندما ندقق في المنتج الروائي في العالم العربي نجد أن الأدباء العرب في البلدان الأخرى يستخدمون الأدب السياسي في توثيق القضايا السياسية التي تمر بها مجتمعاتهم، ففكرت أن الأدب الإماراتي يجب أن يتطرق إلى الجانب السياسي، حيث أننا في الإمارات نواجه قضايا حساسة لم نعتد عليها قبل سنوات، والمجتمعات بحاجة إلى أساليب توعوية متعددة، فطرح مثل هذه القضايا لا يجب أن يقتصر على وسائل الإعلام، بل يجب أن يمتد ذلك إلى مجال الأدب لأن فئة كبيرة من الشباب قد لا تهتم بما ينشر في الإعلام، لكنها تطّلع على الروايات كإحدى الوسائل المعرفية.  ومن خلال رواياتي السياسية أحاول أن أطرح مثل هذه القضايا الحساسة بصورة اجتماعية.

·        ما سر النجاح المنقطع النظير الذي حققه مسلسل خيانة وطن المقتبس من رواية ريتاج من وجهة نظرك؟

أعتقد أن السبب الأول في نجاح مسلسل خيانة وطن هو كونه أول مسلسل سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، فالجمهور الإماراتي لم يعتدْ هذا النوع من الطرح على الشاشة الإماراتية ولهذا كان هناك تفاعل كبير مع المسلسل.


·        هذا التجاوب الكبير، ألا يجعلك أمام واجب وطني يقتضي رفد الساحة المحلية بعمل سياسي آخر يلبي حاجة الجمهور؟

بالنسبة لي كروائي فأنا مستمر في إصدار الروايات الإماراتية السياسية، وقد صدرت لي بعد رواية ريتاج رواية (لأجل غيث) وهي أول رواية تتناول موضوع انخراط الشباب الإماراتيين في تنظيم داعش، كما صدرت لي مؤخراً رواية (هل من مزيد) وهي تتناول أول وأخطر محاولة إرهاب مسلح في الإمارات.  أما بالنسبة للدراما التلفزيونية فأنا بعيد عنها، فمهمتي أن أكتب روايات، والمجال متاح للمنتجين والقنوات التلفزيونية لاختيار أي رواية منها لتتحول لعمل درامي كما حصل مع ريتاج.



·        هل فتحت روايتك ريتاج الباب أمام الرواية الإماراتية لتكون رافداً للدراما؟

أعتقد أن المجال صار متاحاً الآن لرؤية المزيد من الروايات الإماراتية على الشاشة، وهي ممارسة موجودة منذ سنوات عديدة في دول أخرى. هناك الكثير من القضايا المطروحة في الروايات دون أن تتمكن من طرحها الدراما، وهذا التعاون بين الروايات والدراما سيصب بشكل كبير في تحسين المنتج الدرامي وتطرقه إلى عوالم مختلفة عن عوالمه التقليدية. موضوع القضايا السياسية هو مجرد مثال على مجال لم تكن تتناوله الدراما الإماراتية إلا بعد أن تناولته الروايات، وهناك مجالات أخرى يمكن استكشافها لو التفت المنتجون إلى الروايات الإماراتية.

·        ما الهدف الذي تطمح إلى تحقيقه من خلال الأدب السياسي في الإمارات؟


نحن في دولة تتبنى التسامح، وقيادتنا تتبنى التسامح، ولدينا وزيرة للتسامح، وأنا أؤمن أن الأدب السياسي وسيلة فاعلة لنشر التسامح في المجتمعات، فطرح القضايا السياسية التي يواجهها مجتمع الإمارات في قالب روائي يمنح أفراد المجتمع القدرة على فهم التسامح وحاجة المجتمع إلى التسامح بصورة كبيرة، فالتسامح هو المكافح الأكبر للتطرف الذي كان سبباً في نشأة هذه الجماعات.  إذا كانت هناك من رسالة سامية يقدمها الأدب السياسي فهي أن التسامح هو أحد السبلإلى القضاء على التطرف والإرهاب. وهذا ما أحاول إيصاله من خلال رواياتي المختلفة.
2:04 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة