حين كنت أدرس العلوم الحياتية في جامعة آل البيت، كان حبي للعلوم والاختبارات الطبية ينمو شيئا فشيئا، وكان أساتذتي آنذاك يشجعون على نمو ذلك في فؤادي. لذلك حين تخرجت بحث فورا عن مختبرات طبية أعمل بها، لكن حتى التدريب لم أنله إلا بعد عناء.
تدربت في عدة أماكن، مختبرات تتبع لمستشفيات، ومختبرات خاصة.
للأسف... كرهت ما قد أسموه مختبرات طبية... الأمر خالٍ من أي ابتكار ولا يتعدى كونه روتين قاتل يتغذى على روائح قاتلة وحوادث مروعة، ونتيجة لا تخرج قبل مرورها تحت يد طبيب لم يكن متواجدا في المختبر ولا يعلم تقنية تحضير الشرائح وصبغها وشكل الكائنات والأشكال المجهرية السابحة في العينات. لم أكن أدري كيف يصادق على نتيجة لم يكن موجودا حين أخرجت أو كيف تم إخراجها.
فوق كل ذلك كنت أجد بعض الأشخاص يتبعون تقنية بصرهم الحاد في كتابة النتيجة بناء على اللون ... طبعا بصرهم العجوز الذي تغطيه عدسات النظارة أكثر قدرة على الحكم على العينة وإعطاء نتيجة أكثر دقة من جهاز قياس الطيف الضوئي spectrophotometer
لم أعلم بالبصر أم البصيرة يعلمون ...
انتظروا... لم أقل لكم المفاجأة... كنت أجدهم يوظفون أحدا لغسل العلب التي تملأها العينات.. طبعا بالكلور والديتول اللذان يقضيان على الجراثيم ... وأية جراثيم متراكمة من تكرار الاستخدام وندرة الكائنات الموجودة ممكن أن يقضي عليها محلولان كيميائيان دون تركيز كافٍ...
كرهت نفسي وكرهت التحاليل الطبية التي لم أجد نفسي فيها... فتركت الأمر .. وحين خرجت من باب المختبر تنفست الصعداء... واكتشفت أني لم أكن حية ترزق في تلك الأثناء.
هذه هي حالنا إن لم نعمل ما نحب... نسجن أنفسنا في زنزانة منفردة تمتلئ مع الأيام بآلام الوحدة وصريخ أرواحنا الذي لا يسمعه غيرنا.
اعمل ما تحب حتى تحيا كما تحب
فالحياة قصيرة ومتعبة ومرهقة جدا
وأقول إحيا لأن الكل يعيش سواء في فرح أو في نكد...
لكن الحياة أن تكون روحك منتعشة في فعل ما تحب..
#أفنان_زعيتر #مجلة_أفنان #تحاليل_طبية #علوم_حياتية #أحياء #آل_البيت #افعل_ما_تحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.