إعلان رأس الصفحة

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

حكايتي والمطر

عندما كنت صغيرة، كانت أمي تخاف علي المرض، لذا كانت تمنع عني أشياء كثيرة
من بينها المشي تحت المطر...
كبرت ودخلت جامعة آل البيت.. بعيدة عن بيتي وفي محافظة أخرى
وأتى علي الشتاء..
كنت خارجة من محاضرة في رفقة صديقة لي لأستقبل أجمل مفاجأة... حبات المطر
كنت أعتبر هواء جامعتي عليلا لوجودها بعيدا عن أي عمران او أسواق... فكانت حبات المطر أكثر قدسية لدي..
واجهتها بصدر مفتوح ورميت من فوق كاهلي الخوف من المرض..
لم آبه لشئ سوى أن التقط أكبر عدد من حبات المطر
ضحكت علي صديقتي وعاتبتني قائلة: هل تقابلين المطر لأول مرة!!
قلت لها: يا صديقتي .. لقد تعارفنا منذ زمن لكني لم أصافحه يدا بيد ... غير أني لم أراه منذ فترة طويلة...

ضحكت مرة أخرى وهي ترى الطلاب من حولي ينظرون إلي بين دهشة خالطها الفرح وخيوط الإيجابية لدي تلفهم فهرعوا تحت المطر يلعبون.

كان لقاء رائعا ملؤه الدفء رغم البرودة..
هكذا دائما لقاؤنا بالمطر يعود بنا أطفالا مرحين.. يزيل عنا همومنا بربْته على أكتافنا
يحل علينا ضيفا حبيبا، نتوق إليه إن غاب علينا
ولقاؤه لأول مرة هو الأجمل...
أفلا يكون لقاء الأحبة لأول مرة ذكرى مميزة
تبقى وإن مرّ الزمن عليها

من يومها أصبحت أنتظر المطر، فأصافحه وأرافقه في طريق خالية، هرب منها الناس رغم ادعاءاتهم بحبهم له. أصبحنا أصدقاء نروي لبعضنا الكثير من الروايات والأحداث.
لكننا ما عدنا نلتقي.. فالسفر فارق بيننا
وكم أتوق لريحة تراب أرضي.. حين يضمها المطر بشوق
ويلامس أوراق شجرة اللوز والزيتون فتتعالى ضحكاتهم وتخضر أوراقهم خجلا وفرحا
وتهرع العصافير إلى النوافذ تراقبه وتنفض ريشها غضبا
فقد مازحها وبلل ريشها ببعض قطراته

أعود لأقول:
دائما يحنّ التراب إلى ماء يسقيه
ليفوح عطره وما في قلبه ينميه
فيكبر ويخرج إلى الدنيا ألوانا..
يُحيي فيها أبنائه

#أفنان_زعيتر #المطر_طهارة_للنفس #المطر #صديق #آل_البيت

2:01 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة