الخطايا...
هل ما زالت تلك الأمور التي نرتكبها من حين لآخر تسمى "خطايا"! الحقد والغل والتكبر وحب الانتقام والمكر والدهاء ورسم الخطط لإفشال زواج أو تسريح موظف..
أعتقد أنه لا يوجد أحد لم تخالجه خطيئة الكبر
سواء لتقلده لمنصب أو في طريقة الكلام أو التصرف مع الآخرين في أحد الأحيان؛ على موظف أو صديق أو قريب أو حتى بعيد جديد....
لقد كانت أمورا صغيرة نرتكبها ثم يشعر البعض منا بأنها أكبر الخطايا ويشعر بتأنيب الضمير لفترات طويلة.
لقد كان التسبب في ترك موظف لعمله من أكبر الخطايا التي تمارس... وتليها في العظمة كلمة كفر تصدر في وقت شدة، لا تتطور، ولكن من الممكن جدا أن يستغفر بعدها من قالها ويتوب إلى ربه.
لقد تطورت تلك الأمور..
فرغم فداحة الكفر إلا أن الخطايا باتت أشد رهبة وإفجاعا
لقد كان القتل العمد يحدث انتقاما، ولكنه بات الآن يحدث تجارة وتلذذا ولمآرب أخرى كثيرة جدا ..
لقد كان الخطف إما للحصول على فدية أو لتبني طفل أو للاغتصاب... لكنه بات الآن أكثر فجورا، لقد أصبح للتعذيب الشديد والبيع والتلذذ..
وبعد أن كانت ممارسة السحر مقتصرة على البعض، أصبحت جامعة مفتوحة للجميع.. وبعد أن كان الشيطان خرافة، أصبح الكثيرون يقدمون له القرابين.
كل ما ذكرته بات تجارة وليست ممارسات مقترنة بمواقف معينة.. لقد أصبحت السبع الموبقات خطايا بسيطة في هذا الوقت.
لم يعد البشر بحاجة إلى شيطان يغويهم، فلقد تفوق الطلاب على أستاذهم بمراحل، فمخيلاتهم أوسع في التفنن.
ويتخلل كل ذلك فضول يقتل صاحبه، يتغلغل إلى القلوب الضعيفة المنهكة، يشدها تحت مسمى المعرفة.
لقد ساعدت التكنولوجيا في تطور الخطايا، فقد فتحت الأبواب أمام ذوي الهوية الواحدة للانتساب والتعلم والاجتماع ليخرجوا بنتائج فظيعة. وسمحت لأصحاب الفضول بالانجذاب إلى الظلمة ليقعوا في فخ السيطرة والاقتياد والممارسة، أو فريسة سهلة للتطبيق.
كما ساعدت التكنولوجيا على نشر ما خفي من جرائم وخطايا، وأحيانا ببث مباشر، ويعمل الآخرون على توصيل المعلومات التي تتلاعب في فضول الضعفاء، تماما مثل ذلك العطر الفواح غريب المكونات الذي يجذب الآخرين إلى نباتات سامة ومفترسة.
وأما السؤال الحقيقي هنا: هل الدافع للفضول هنا هو فعلا مقولة "كل ممنوع مرغوب" ، أم وجود بعضا من السواد في النفس البشرية، يقتاد الشخص نحو الخطيئة ويستدرجه للتعلم ثم الممارسة؟
فلماذا يثور الفضول نحو القصص والممارسات الشيطانية بالرغم من ذلك الشعور بسيطرة الظلمة على القلب والشعور بالاكتئاب؟
وهل التعليم والثقافة أصبحا كافيان للفرد لدرء أبواب الوقوع في المصيدة ووضع حد واضح للفضول؟
أعتقد أن ذلك غير صحيح، وإلا لما زادت نسبة الزنا وارتكاب الفواحش رغم ارتفاع نسبة التعليم والثقافة بسبب متابعة المواقع الإباحية بوفاء حتى باتت أسماء الممثلات جزءا لا يتجزأ من ثقافة الشباب.
إن الدين يخبرنا أن درء المفاسد يكون بعدم نشرها. ولكننا نتفنن في كيفية إثارة فضول الآخرين كثور هائج يريد الفوز والحصول على القطعة الحمراء بالرغم من عدم فائدتها له أو تملكه لها. وبالطبع نعود إلى خطيئة أبينا آدم الأولى وهي الفضول وعدم الانصياع لأمر الله بالامتناع عن الشجرة.
معادلة رهيبة جدا من حيث المعطيات والمعاملة والمعالجة والنتائج.
سبب مقالتي هذه بعض المنشورات والمواضيع التي قرأتها في الأيام السابقة والتي كانت فعلا سببا بإحساسي بظلام لم أعهده سابقا فقط لمجرد القراءة والاطلاع. فالجرائم في العالم قد تخطت فعليا كل التصورات لشخص عادي غير منحرف.
لن أكتب بشكل أوضح، فإنني أؤمن إيمانا تاما أن التوقف عن النشر هو درء للمفاسد، التي يقع بها أصحاب القلوب والعقول الضعيفة والإيمان المتزعزع. وأما ما اردته هنا هو إنارة بصيرة الجميع، خاصة من لديهم أطفالا بضرورة أخذ الحيطة والحذر مما يحدث حولنا من أهوال لا ندركها، ولن يدركها سوى طفل قد يقوده فضوله وحب التجربة إلى الوقوع في المحاذير. وضرورة الانتباه لهول ما وصل إليه عالمنا من انحطاط أخلاقي وديني واجتماعي وعلى كل الأصعدة. وباتت كلمة "الله يستر علينا" جوهرة ثمينة جدا .
#أفنان_زعيتر #الخطايا #جرائم_إبليس #عوالم_مظلمة #ظلمة_القلب #ممارسات_منحرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.