إعلان رأس الصفحة

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

الغربال...



"وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)" ...
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) (سورة الطارق)
ذلك ما كنت أعيه مما كنت أسمع. لقد كان يقرأ سورة الطارق في صلاة المغرب في كل ليلة جهرا. كان صوته يملأ أركان البيت دون تكلف. لم أكن حفظت السورة يوما، ولم أحاول حفظها، وكل ما كنت أدركه منها هي تلك الآيات. أحاول التركيز فيما يقول فلا أقدر، ثم لم أعد اهتم، ونسيت الأمر تماما.
بعد وفاة والدي أحببت أن أفعل شيئا لأكون خلفا صالحا له فأكون سببا في استمرار كسبه للحسنات بعد وفاته، فقررت حفظ سورة الطارق لأظل أتلوها في الصلاة كما اعتاد أبي.
فتحت القرآن وبدأت أتلوها.... "والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق...." آية بعد آية، وجدت نفسي حافظة للسورة دون جهد أو تكلف... واكتشفت أن تلك الكلمات القرآنية لم تمر مرور الكرام دون أن تترك بصمتها..
بعد ذلك قررت أن أتلو القرآن حتى وإن لم أفهم كل كلماته.
فتلوته مرارا وتكرارا لأجد كلماته تمس قلبي وأعرف معنى كل كلمة من خلال صوت الكلمة أو طريقة سرد الآيات.
ما زلت في طور التعلم، وما زال هناك العديد من المفردات والمعاني والدلائل لأتعلمها،
الأمر الذي جعلني أذكر قصة قرأتها منذ زمن بعيد. في تلك القصة عجوز أراد من حفيده قراءة وتعلم القرآن، ولم يفهم ذاك الصبي كيف سيقرأ ويفهم القرآن من خلال تلاوته دون أن يعرف كل معانيه، الأمر الذي جعله يعزف مرارا عن قراءة القرآن. فما كان من الجد إلا أن أعطى حفيده غربالا اسودّ لونه من الأوساخ ليملأه بالماء من النهر ويأتي به إليه. وبينما لم يكن الصبي مقتنعا بما يفعل إلا أنه فعل ما طلبه جده. وفي كل مرة وصل بها إلى جده بغربال فارغ من الماء طلب منه جده أن يعيد الكرة وألقى باللوم عليه لأن الغربال فارغ من الماء، فأعاد الكرّة مرارا حتى عاد أخيرا وقد قرر ألا يعاود الكرّة مرة أخرى، فقال له جده: انظر يا بني إلى الغربال كيف صار نظيفا من الغسل مرة بعد مرة بماء النهر النقي!
هكذا هي عقولنا بعد كل مرة نقرأ بها القرآن تبدوا أنقى وأنظف.
رحم الله أبي، فقد علمني دون أن أعلم.
#مجلة_أفنان #أفنان_زعيتر #رحم_الله_أبي #الغربال
12:14 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة