على بعد شارعين من بيتنا كان يقع محل لبيع الدجاج الحي على الشارع الرئيسي.
اعتدت في كل صباح أثناء ذهابي إلى العمل قبل السادسة أن تمر الحافلة بجانب ذلك المحل، فأجد شاحنة صاحب المحل ملأى بأقفاص الدجاج ويعلو صياحهم وبقبقتهم، أو أجد بعض الدجاجات اللواتي نجحن بالهرب يتمشين على الرصيف مقابل المحل دون أدنى انزعاج أو حركات عشوائية قد ترمي بهن أمام إحدى الحافلات... لقد كُنّ ذوات نظام افضل ممن يملأون ذاك المكان جيئة وذهابا.
وفي إحدى الأيام.. بينما كان سائق الحافلة يتسكع بحثا عن ركاب في ذلك الصباح الباكر.. وجدت طيرا اعتقدته غريبا بادئ الأمر إلا أنني سرعان ما استوعبت ما الذي أنظر إليه..
كان ذو أرجل رفيعة وتاج متهدل ومشية عرجاء تدل على خروجه توا من إحدى المعارك، والذي أكد لي نظريتي ريشه ذو القرميدي والبرتقالي المنتوف والذي لم يتبق منه سوى بضع ريشات تكاد تستره.... اجل لقد كان ديكا، لكنني لم أدري إن كنت هيئته هيئة بلطجي أم مسكين تم الاعتداء عليه ظلما..
وفجأة تذكرت المثل القائل "مثل ديك المزبلة"
وكنت في ذلك اليوم ولأول مرة في حياتي أعلم سبب التشبيه، فلم أكن قد استطعت تخيل المنظر سابقا...
فقد كان الديك منتوفا وأقرب إلى الاهتراء ومع ذلك كان يمشي بتبختر وغرور برغم عرجه، ليمشي اتجاه حاوية القمامة المتخمة ويجلس فوقها معتقدا نفسه سيد قبيلة...
رحم الله أجدادنا فقد كانوا ذوي نظرة ثاقبة وتشبيهات بليغة
#مجلة_أفنان #أفنان_زعيتر #أكبر_منك_بيوم #تشبيه_بليغ
#ديك_المزبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.