التنمر المجتمعي
بالرغم من وجود منظمات حقوقية، ومطالبات بحقوق الطفل أمام عائلته سواء من ضرب أو توفير معيشة جيدة، إلا أننا لا نجد من يطالب بحقوق الأطفال أمام المتنمرين سواء من الأطفال المتنمرين الذين لم يتلقوا مبادئ التربية الصالحة والتعامل بشكل محب ومحترم مع نظرائهم، أو حتى عائلاتهم المسؤولة عن تصرفاتهم أولا وأخيرا. بل بالعكس، فالأطفال الذين يعانون من التنمر حين يحاولون المقاومة والدفاع عن أنفسهم يتم اتهامهم بسوء التصرف وتتم معاقبتهم بطريقة مجحفة قد تصل إلى الطرد من المدرسة.و بالرغم من تزايد عدد الأطفال المتنمرين وتسببهم بالعديد من المشاكل للأطفال الضعاف سواء على الصعيد النفسي أو التحصيل الدراسي أو الصعيد الاجتماعي.. إلا أننا لا نجد ردود فعل حازمة لإيقاف ذلك، وجل ما نجده فقط هو الحديث فقط عن المتنمرين ومشاكلهم بينما تتزايد أعدادهم ليشكلوا أنوية عصابات مدرسية.
حلول لحالات التنمر في المجتمع
لو أمعنا النظر قليلا بهذا الحال نجد أن سبب ازداد عدد المتنمرين هو غياب وعي الأهل وتواجدهم لمنح أطفالهم التربية الصالحة، ومنعهم أطفالهم عن إيذاء الآخرين - وهو ما يتحتم عليهم كواجب تربوي- من باب التربية الحديثة وترك الطفل ليتعلم ويجرب ويثبت شخصيته، وهو أمر خاطئ كليا يدل على إهمال فاجع من قبل الأهل. ويتحتم عليهم أيضا سد الفجوة النفسية لدى أطفالهم؛ حيث أن المتنمر في الغالب يعاني من نقص معين أو خوف، فيصب جام غضبه على الآخرين ويتصرف تصرفات عنيفة قد تصل إلى الإجرام بالكثير من الأحيان، وذلك لإحساسه بالنقص أمام الآخرين وبالتالي القيام بمحاولات لإثبات قوته وقدرته على الحصول على ما يريد وفرض هيمنته على من حوله، وهو عكس ما يشعر به.أيضا نرى أن الإدارات المدرسية طرف مهم في انتشار التنمر، فلو أن الإدارة المدرسية أوقعت العقوبات المناسبة على الطفل المتنمر وعائلته أمام الوزارة المسؤولة، فأعتقد أن ذلك رادع كاف ليتطهر الوسط التعليمي ويصبح أكثر راحة لمن يريدون التعلم و النجاح. فليس من الحكمة أن نجعل الأطفال في عمر صغير يعانون من المشاكل، فكما نطلق الأحكام على الأهالي الذين يريدون الانفصال والطلاق ويتسببون بمعاناة لأطفالهم، فإن المجتمعات المدرسية أولى بهذه الأحكام لعدم وجود أية أسباب منطقية تجعل الطفل يرضخ ويرزخ تحت هذا الكم الهائل من الضغط والمعاناة النفسية التي تجعله يكره المدرسة ويترك التعليم ويكره جميع الذكريات التي تربطه بالمدرسة، أو حتى تدفعه ليصبح عنيفا أو مجرما لأن من المنطق الذي أصبح يراه، أنه يجب أن يكون عنيفا ومجرما ليستطيع الحصول على حقه.
ودعونا نسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية، فهذا المتنمر ما هو إلا مشروع بلطجي ناجح، كثير المشاكل والمواقف الإجرامية، سوف ينغص عيش من معه في العمل أو في محيطه الاجتماعي، أو زوجته أو....الخ.
أفلا نجد حلولا منطقية عملية واقعية لهذه المشكلة التي تتفاقم يوميا، أم أن المدارس أصبحت فقط لمن يستطيع دفع المال، وأما التربية والتعليم فهما أمران خياليان غير منطقيان لمجتمعاتنا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.