حياة مغتربة
لم تعد
تلك الطرقات كما عهدتها
تغيرت المباني وتغيرت النفوس
تهتّك كل شئ وفقد جميع معانيه..
غربة ثم غربة تليها غربة
كل شئ يتسم بالهمجية
لم أعد أرى مكانا لي..
لم يكن بالأصل هناك مكان
لكن الاغتراب كان كمنظف الزجاج
الذي وضح الرؤية
تغيرت المباني وتغيرت النفوس
تهتّك كل شئ وفقد جميع معانيه..
غربة ثم غربة تليها غربة
كل شئ يتسم بالهمجية
لم أعد أرى مكانا لي..
لم يكن بالأصل هناك مكان
لكن الاغتراب كان كمنظف الزجاج
الذي وضح الرؤية
ماذا
سأقول لابنتي؟
ما الذي سيعتريها إن حدثتها عن خيبتي؟
أأقول لها لقد كانت تلك أرضك.. والآن لم يعد لك؟
أم أقول لها تلك أرضك لا تتركيها حتى وإن كان هناك ما يغصبك؟
لست أدري بماذا أحدثها.. بعد أن أكل البشر الطرقات
واكل بعضهم بعضا
ما الذي سيعتريها إن حدثتها عن خيبتي؟
أأقول لها لقد كانت تلك أرضك.. والآن لم يعد لك؟
أم أقول لها تلك أرضك لا تتركيها حتى وإن كان هناك ما يغصبك؟
لست أدري بماذا أحدثها.. بعد أن أكل البشر الطرقات
واكل بعضهم بعضا
لقد
عرفت
سأقول لها..
تلك هي أرضك .. يقطنها آكلوا البشر..
في العدل والحكمة لا تتأملي..
كوني قوية مهما عشت في الوحدةِ
سأقول لها..
تلك هي أرضك .. يقطنها آكلوا البشر..
في العدل والحكمة لا تتأملي..
كوني قوية مهما عشت في الوحدةِ
==================================
خاطرة - مذكرات مغتربة - لم يعد شئ كما كان
بعد
سنوات.. عادت إلى نفس المكان..
لكنها لم تعد كما كانت
خالجتها المشاعر المتضاربة المتناقضة في كل شئ
ففي قلبها حنين لكل شئ.. وتريد أن تحرق كل شئ
لم يعد المكان كما كان
لقد ملأته الهموم والأحزان
وبات في غياهب الظلام...ذاك المكان
لم تعد الضحكات تتردد في الأركان
والناس غرقت في بحور الدنيا والزمان
وبالرغم من سطوع الشمس الحارقة..
وضياء القمر في الليالي الحالكة
إلا أن الظلام غلب على المكان
تبت يد كل من خرب المكان
قالت ذلك وفي قلبها ثار حب الانتقام
ما أكذب من قال إن الأشياء لا تتغير على مر الزمان
لكنها لم تعد كما كانت
خالجتها المشاعر المتضاربة المتناقضة في كل شئ
ففي قلبها حنين لكل شئ.. وتريد أن تحرق كل شئ
لم يعد المكان كما كان
لقد ملأته الهموم والأحزان
وبات في غياهب الظلام...ذاك المكان
لم تعد الضحكات تتردد في الأركان
والناس غرقت في بحور الدنيا والزمان
وبالرغم من سطوع الشمس الحارقة..
وضياء القمر في الليالي الحالكة
إلا أن الظلام غلب على المكان
تبت يد كل من خرب المكان
قالت ذلك وفي قلبها ثار حب الانتقام
ما أكذب من قال إن الأشياء لا تتغير على مر الزمان
==================================
خاطرة - مذكرات مغتربة - حب السفر
لطالما
تمنيت السفر..
وحينما رزقني الله السفر كنت أطير فرحا..
كنت أسافر سعيدة .. وأعود غصبا..
والآن كبرت وبات السفر صعبا ومؤلما..
لقد كانت حلاوة السفر في رجوعي إلى الوطن..
وحينما رزقني الله السفر كنت أطير فرحا..
كنت أسافر سعيدة .. وأعود غصبا..
والآن كبرت وبات السفر صعبا ومؤلما..
لقد كانت حلاوة السفر في رجوعي إلى الوطن..
==================================
شو كنت أحب أسافر..
أضب شنتايتي بأسرع وقت بدون خلل بالوزن..
وأطير قبل ما أطلع بالطيارة..
حتى قلبي كان يطير قبلي
هلق صار السفر تقيل..
صار ضب الشناتي تقيل ودايما بالميزان في خلل
صرت اذا بدي أروح بلدي أحتار شو بدي أشتري هدايا
واذا بدي أرجع أحتار شو بدي اجيب من ريحة بلدي
صرت اذا بوصل مطار بلدي بيستقبلوني كأنه بقولولي ليش جاي انتي؟ وما حدا بمد إيده
يساعدني
وإذا بدي أرجع عالغربة بطلعوا عيني حتى ما أفكر أرجع
غربة بغربة هون وهنيك
ما ضل شي إلا بحسسني بالغربة
أتاري كان السفر حلو عشان كنت أرجع بلدي بسرعة
كنت أطلع أشم الهوا مش أعيش برا
صار المغترب غريب ببلاده وبلاد برا
==================================
خاطرة - مغتربة في الوطن والبلاد
وحيدة كالمعتاد..
في هذه البلاد
ليس لي مؤنس أو سند أو عتاد
تتعالى صرخات مكتومة في الأنحاء
ودعوات بالهلاك
ونفس بالهموم مرهقة ..
تترنح في الأرجاء
وحلم طفولي بالهرب ..
وتنفس الصعداء
تلك الصخور باتت كبيرة على منحدر..
يضج بالأبرياء
والمياه شحيحة النقاء والعواطف..
لأبناء البلاد
فما بات من شرب منها عاد
وأصبحت ملوثة ..
شعلة الحب في النقاء
كنيران شمعة بيضاء
خالج بياضها شحوم سوداء
تحاول البقاء
مشتعلة لتنير الأرجاء
فتطلق الروائح النكراء
هكذا باتت روح البلاد..
في هذه البلاد
ليس لي مؤنس أو سند أو عتاد
تتعالى صرخات مكتومة في الأنحاء
ودعوات بالهلاك
ونفس بالهموم مرهقة ..
تترنح في الأرجاء
وحلم طفولي بالهرب ..
وتنفس الصعداء
تلك الصخور باتت كبيرة على منحدر..
يضج بالأبرياء
والمياه شحيحة النقاء والعواطف..
لأبناء البلاد
فما بات من شرب منها عاد
وأصبحت ملوثة ..
شعلة الحب في النقاء
كنيران شمعة بيضاء
خالج بياضها شحوم سوداء
تحاول البقاء
مشتعلة لتنير الأرجاء
فتطلق الروائح النكراء
هكذا باتت روح البلاد..
==================================
خاطرة- آلام الغربة
قلبي.. أين أنت
لم أعد أسمعك..
لملمت أشياءك وسافرت
ولم أكن معك..
إلى ديار الأحبة سبقتني
وقبلت ترابهم وشممت عطرهم
وتركتني خلفك..
كيف هم أخبرني
هل ما زالوا يطرقون تلك الفناجين
ويشربون الشاي والزعتر
ويتعطرون بزهر النسيم
وفي ظلال الفجر يصلون القيام
ويزرعون الزيتون واللوز والكباد والبرتقال المعطر..
أبلغهم يا قلب شوقي لمرآهم
وسماع ضحكاتهم
وأحاديث الليل المطولة
يتخللها عزف صرصار الحقل وضوء القمر
وعند الصباح هديل الحمام وصوت القُبّرة..
يملأ السماء طالبين الرزق والمغفرة
يا رب أبلغهم دعواتي
واحفظهم وامنع عنهم أذى الجبابرة
واشفهم من أسقامهم
وبلغني رؤياهم في بيوتك العامرة
فاجمعني بهم جميعا بكل خير
فإن قلبي قد سبقني إليهم
وتركني وحدي في الغربة غارقة..
#أفنان_زعيتر #آلام_الغربة
========================
========================
في تلك البلاد... في الغربة
في تلك البلاد الغريبة، وجدت فرصة عمل لها في مجال جديد كانت تتوق إليه...
ذهبت في يومها الأول يتراقص قلبها فرحا وحماسا إلى تجربتها الجديدة في جسد ما زال منهكا من ألمه..
كانت تتوق إلى ما ينسيها جرحها وألمها بفقدان جنينها... فارتضت تلك الفرصة لبداية جديدة
اعتقدت أن ذلك المكان البسيط سيكون ملاذا لها، لكنها كانت ساذجة بأمنياتها... لقد نست كيد النساء والرجال
نست ما يمكن أن تخبئه نفوس كانت تعتبر أقرب من الروح
عزمت أمرها على كسب ودّ الجميع..لكن ظهر الكيد منذ البداية...
استغربت لتلك الجرأة في البوح عما في النفس من حسد، مواقف وكلمات واضحة لا تحتاج إلى أي تفسير.. لكنها حاولت احتواء من حولها
لكن هيهات... فالنفوس قد تراكم داخلها الحقد والغل والحسد والشعور بالنقص... تركيبة غريبة !!
فهل يطهر النفس من سوادها المعاملة الحسنة؟ لكان المتنبي كاذبا في قوله "إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا"... ولن يستطيع ألعطار إصلاح ما أفسده الدهر من نفوس قد هتكتها الخطيئة تلو الخطيئة وما عادت تعرف حلالا أو حراما
تركض خلف مصالحها وتأبى أن تترك أحدا في سلام يكسب رزقا حلالا..
تأبى النفوس السوداء إلا أن تشد الآخرين إلى القاع... وإن عجزت تحاول قتلهم
اعتقدت أن في محاولة إثبات قدرتها على العمل رغم اختلاف مجالها خلاصا لها من هول ما ترى حولها، وأنها ستنال رضا صاحب العمل فيكون حمايتها.... لكن النفوس الشريرة أبت إلا أن تطال ما علا فوقها
ففي لحظة ضُربت إنجازاتها عرض الحائط وتمت إهانتها
ولم تدري كيف يفضل من هم في علٍ أولئك الفشلة ذوي الأخطاء الكبيرة والخسائر الفادحة على من أحيا لهم ذلك العمل من بين القبور
عزمت تلك الفتاة إلا أن تحفظ كرامتها وترمي بكل شيء خلفها ... ضربت كل ما كان عرض الحائط واحتسبت أجرها عند الله ليعوضها عن عمل أخذ من روحها ... فسرقه آخرون ليبرزوا به فيظنونه إنجازا لهم بعد أن كانوا لا يفقهون في العمل شيئا ....
رفعت يدها إلى السماء وقالت "حسبنا الله ونعم الوكيل" أملا في إله لم يخذلها يومها ليعيد لها ما سُرق وينزل العقاب بمن ظَلم...
ما أصعب الظلم على نفوس متعبة ... أنهكتها الغربة والوحدة
من أناس تظن بأنهم ملائكة الله على الأرض لتجدهم شياطين من سابع أرض
تخطيط ووقاحة وتعد... مواقف عديدة قررت الترفع عنها
كان درسا صعبا لتلك الفتاة ألا تعتقد أن المعاملة الحسنة سببا في طهارة نفس من الغل... وألا ترى الطيبة والقدوة في أحد فالدنيا من المتغيرات ولا يؤمن جانبها
خسرت تلك الفتاة ما بنت بيديها ... لكنها كسبت روحها حين رمت كل شيء سلبي خلفها
كانت بداية جديدة لها وجدت فيها روحها التي أضاعتها منذ زمن .. فاحتضنتها في سلام وطهرتها مما شابها من دنس الآخرين
ما أجمل التوكل على الله... وما أجمل البدايات الجديدة
====================================
في تلك البلاد الغريبة، وجدت فرصة عمل لها في مجال جديد كانت تتوق إليه...
ذهبت في يومها الأول يتراقص قلبها فرحا وحماسا إلى تجربتها الجديدة في جسد ما زال منهكا من ألمه..
كانت تتوق إلى ما ينسيها جرحها وألمها بفقدان جنينها... فارتضت تلك الفرصة لبداية جديدة
اعتقدت أن ذلك المكان البسيط سيكون ملاذا لها، لكنها كانت ساذجة بأمنياتها... لقد نست كيد النساء والرجال
نست ما يمكن أن تخبئه نفوس كانت تعتبر أقرب من الروح
عزمت أمرها على كسب ودّ الجميع..لكن ظهر الكيد منذ البداية...
استغربت لتلك الجرأة في البوح عما في النفس من حسد، مواقف وكلمات واضحة لا تحتاج إلى أي تفسير.. لكنها حاولت احتواء من حولها
لكن هيهات... فالنفوس قد تراكم داخلها الحقد والغل والحسد والشعور بالنقص... تركيبة غريبة !!
فهل يطهر النفس من سوادها المعاملة الحسنة؟ لكان المتنبي كاذبا في قوله "إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا"... ولن يستطيع ألعطار إصلاح ما أفسده الدهر من نفوس قد هتكتها الخطيئة تلو الخطيئة وما عادت تعرف حلالا أو حراما
تركض خلف مصالحها وتأبى أن تترك أحدا في سلام يكسب رزقا حلالا..
تأبى النفوس السوداء إلا أن تشد الآخرين إلى القاع... وإن عجزت تحاول قتلهم
اعتقدت أن في محاولة إثبات قدرتها على العمل رغم اختلاف مجالها خلاصا لها من هول ما ترى حولها، وأنها ستنال رضا صاحب العمل فيكون حمايتها.... لكن النفوس الشريرة أبت إلا أن تطال ما علا فوقها
ففي لحظة ضُربت إنجازاتها عرض الحائط وتمت إهانتها
ولم تدري كيف يفضل من هم في علٍ أولئك الفشلة ذوي الأخطاء الكبيرة والخسائر الفادحة على من أحيا لهم ذلك العمل من بين القبور
عزمت تلك الفتاة إلا أن تحفظ كرامتها وترمي بكل شيء خلفها ... ضربت كل ما كان عرض الحائط واحتسبت أجرها عند الله ليعوضها عن عمل أخذ من روحها ... فسرقه آخرون ليبرزوا به فيظنونه إنجازا لهم بعد أن كانوا لا يفقهون في العمل شيئا ....
رفعت يدها إلى السماء وقالت "حسبنا الله ونعم الوكيل" أملا في إله لم يخذلها يومها ليعيد لها ما سُرق وينزل العقاب بمن ظَلم...
ما أصعب الظلم على نفوس متعبة ... أنهكتها الغربة والوحدة
من أناس تظن بأنهم ملائكة الله على الأرض لتجدهم شياطين من سابع أرض
تخطيط ووقاحة وتعد... مواقف عديدة قررت الترفع عنها
كان درسا صعبا لتلك الفتاة ألا تعتقد أن المعاملة الحسنة سببا في طهارة نفس من الغل... وألا ترى الطيبة والقدوة في أحد فالدنيا من المتغيرات ولا يؤمن جانبها
خسرت تلك الفتاة ما بنت بيديها ... لكنها كسبت روحها حين رمت كل شيء سلبي خلفها
كانت بداية جديدة لها وجدت فيها روحها التي أضاعتها منذ زمن .. فاحتضنتها في سلام وطهرتها مما شابها من دنس الآخرين
ما أجمل التوكل على الله... وما أجمل البدايات الجديدة
====================================
====================================
صناديق الوطن - مذكرات مغتربة
غريب ابن آدم كيف يحمل المتضادات داخل روحه
غريب كيف يحتمل قلبه أن يتسع للحب والكره
والصبر والاندفاع
الصدق والنفاق
بينما لا تتسع معدته للكثير حتى يعاني من تلبك معوي.
من أغرب تلك المواقف حبه لبلاده وسخطه عليها
فبينما يمشي ساخطا على تلك الأرصفة المدمرة
والمباني المتهالكة..
والطرق الممتلئة بالباعة المتجولين..
واختلاط الحابل بالنابل في المحلات
وتعامل الناس السئ
إلا أن قلبه يخفق شوقا لتلك الأرصفة والشوارع
ويذوب حنينا في كل خطوة يخطوها فيها
ويسرح في ذكرياته فيها ...
كم مرة مشى فيها ومع من وإلى أين .. ولكل حبة مطر طرقت رأسه فيها
ويمر بجانب باعة الخضار ..
فيسخط على عرضهم بضاعتهم على الرصيف الذي من حقه
ورمي الأوساخ أمام محلاتهم لتملأ الشوارع وتتسبب في انزلاق أحدهم
ثم تداعب أنفه رائحة صناديق الخضار الطازجة
بعد أن كاد أن ينسى تلك الرائحة العطرة في غربته
تختفي وتتلاشى خلف أكياس الأطعمة المجمدة والمشحونة في ثلاجات عبر القارات مما أفقدها بريقها وطعمها ولذتها والأهم رائحتها
تلك الرائحة التي يشمها الطفل الرضيع في أمه ليعرف أنها أرضه ومسكنه ومنبت طعامه الذي يشبعه
وكأن حبات الطماطم والفلفل الأخضر تناديه فتقول:
أرضك أنبتتنا وأخرجتنا وأرسلتنا إليك ... فسلام عليك
فلا يضاهي جمال رائحة الأم سوى رائحة الأرض المليئة بالخيرات
يغلق عيناه ويذهب بعيدا بعيدا خلف ذكرياته .. وشوقه
يا إلهي..
كم كبرنا لتحوي أجسادنا كل تلك الأضداد..
بعد أن كنا لا نعلم سوى اللهو والمسرات
وكم هو مقدار وَحْشَتَنا لنستشعر الحب من حبات الخضار والفواكه
إن سكين الغربة فعلا لا تعلم الرحمة
=============================
غريب ابن آدم كيف يحمل المتضادات داخل روحه
غريب كيف يحتمل قلبه أن يتسع للحب والكره
والصبر والاندفاع
الصدق والنفاق
بينما لا تتسع معدته للكثير حتى يعاني من تلبك معوي.
من أغرب تلك المواقف حبه لبلاده وسخطه عليها
فبينما يمشي ساخطا على تلك الأرصفة المدمرة
والمباني المتهالكة..
والطرق الممتلئة بالباعة المتجولين..
واختلاط الحابل بالنابل في المحلات
وتعامل الناس السئ
إلا أن قلبه يخفق شوقا لتلك الأرصفة والشوارع
ويذوب حنينا في كل خطوة يخطوها فيها
ويسرح في ذكرياته فيها ...
كم مرة مشى فيها ومع من وإلى أين .. ولكل حبة مطر طرقت رأسه فيها
ويمر بجانب باعة الخضار ..
فيسخط على عرضهم بضاعتهم على الرصيف الذي من حقه
ورمي الأوساخ أمام محلاتهم لتملأ الشوارع وتتسبب في انزلاق أحدهم
ثم تداعب أنفه رائحة صناديق الخضار الطازجة
بعد أن كاد أن ينسى تلك الرائحة العطرة في غربته
تختفي وتتلاشى خلف أكياس الأطعمة المجمدة والمشحونة في ثلاجات عبر القارات مما أفقدها بريقها وطعمها ولذتها والأهم رائحتها
تلك الرائحة التي يشمها الطفل الرضيع في أمه ليعرف أنها أرضه ومسكنه ومنبت طعامه الذي يشبعه
وكأن حبات الطماطم والفلفل الأخضر تناديه فتقول:
أرضك أنبتتنا وأخرجتنا وأرسلتنا إليك ... فسلام عليك
فلا يضاهي جمال رائحة الأم سوى رائحة الأرض المليئة بالخيرات
يغلق عيناه ويذهب بعيدا بعيدا خلف ذكرياته .. وشوقه
يا إلهي..
كم كبرنا لتحوي أجسادنا كل تلك الأضداد..
بعد أن كنا لا نعلم سوى اللهو والمسرات
وكم هو مقدار وَحْشَتَنا لنستشعر الحب من حبات الخضار والفواكه
إن سكين الغربة فعلا لا تعلم الرحمة
=============================
=============================
هل إلى وطني من سبيل
في القلب غصة فالأقدام مغروسة في أرض قاحلة
والفؤاد يريد فتح ذلك القفص ليحلق خلف تلك الأحلام
أحلام كبرت وتعاظمت
لكنها لم تجد موطنها بعد
كم أحببت تلك الطائرات الورقية
وكم أغبطت تلك الطيور
فقط لأنها تحلق في السماء
حيث لا يوجد قيود
حيث تبتسم الشمس ويزأر الرعد ويغضب البرق وتبكي الغيوم
ذلك هو وطني...
لكن ذلك القالب الطيني يحبسني
وغبار الأشرار يكبلني
قيود فوق قيود جميعها جنازير تشدني إلى الأرض
ولكن وطني السماء
فهل إلى وطني من سبيل؟
في القلب غصة فالأقدام مغروسة في أرض قاحلة
والفؤاد يريد فتح ذلك القفص ليحلق خلف تلك الأحلام
أحلام كبرت وتعاظمت
لكنها لم تجد موطنها بعد
كم أحببت تلك الطائرات الورقية
وكم أغبطت تلك الطيور
فقط لأنها تحلق في السماء
حيث لا يوجد قيود
حيث تبتسم الشمس ويزأر الرعد ويغضب البرق وتبكي الغيوم
ذلك هو وطني...
لكن ذلك القالب الطيني يحبسني
وغبار الأشرار يكبلني
قيود فوق قيود جميعها جنازير تشدني إلى الأرض
ولكن وطني السماء
فهل إلى وطني من سبيل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.