صندوق الأسرار
كل منا لديه تلك التفاصيل الصغيرة التي قرر الاحتفاظ بها في صندوق خاص به بعيدا عن الآخرين
يعود إليه خفية وسرا
فتغمره الذكريات ووتمتلئ جنباته بالشوق لأيام الطفولة والصبا
وترسم الابتسامة على وجهه المنهك من أمور الدنيا
وتضيف إلى قلبه خفقات يعود بها طفلا صغيرا مشاكسا
يفتحه ليجد رسالة صديق، أو لعبة مميزة، أو زجاجة عطر، أو خاطرة أو شعرا، وربما قصة كتبها في المدرسة، أو قصة أحبها كثيرا في ذاك الزمان، أو صورة شخص عزيز، أو شريط موسيقي رافقه في أيام الصبا، ولا ننسى دفتر الذكريات الذي خط عليه الأصدقاء كلمات للذكرى وأضاف عليه بعض الذكريات اليومية التي لن تنسى...
كيف يكون الحال بدون ذاك الصندوق؟
سيتبعثر الماضي على درجات الحياة
وتضيع أيامه سدى دون فائدة أو رجا
ما نفع ما نحيا إن لم نضف إلى ذاك الصندوق ما شعرنا وما كتبنا وما ملكنا؟
إن لم نجد ما نفتحه فنتفاجأ ونضحك ونبكي ونعيد الذي مضى...
=======================
خاطرة _ اكتب اسمك بالحبر
أكتب اسمك بالحبر على جدران الحياة
إنك تستحق أن تخلد ذكراك
لا تفتقر من قيمة شخصك..
إن الماس دائما مدفون في التراب.
دع المواقف تصقلك..
فيشع بريقك في الأرجاء
=======================
خاطرة - إياكِ والانحناء
مالك تدمعين دون توقف..
أين شموخك أمامك الصعاب؟
إياكِ والانحناء أمام الرياح
كوني كشجرة تين تتشعب في الأرجاء
تنحت الصخر لتشرب المياه
وأفنانها لا تنحني مهما حاربتها الرياح
إياكِ أن تنحني أبدا
فإن انحنيتِ أصبحتِ حدباء
كفاك شؤما وابتسمي
فلقد علمتِ أن حب الناس أساطير وخرافات
فالحب كذبة اجتماعية
تتخفى بها نفوس المصالح الشنعاء
كفاكِ انتحابا وافرحي
إن الله يحب عباده الأقوياء
=======================
مواقف من العمر
تمضي عمرك في الدراسة والقراءة في شتى المجالات، ثم تتدرب، ثم تتطوع، ثم تتوظف، لتنتقل إلى وظيفة أخرى وأخرى وكل منها في مجال مختلف، لتبدع ويعلو شأنك، ويحاربك الآخرون في نجاحاتك، ثم تقرر أن تفرغ بضعا من تلك الشحنات التي ملأتك في منشور أو تعليق على مواقع التواصل فتسرد تجربتك أو خبرتك فيه، ليظهر أحد الأشخاص ليستهزئ بك وبأنك تقرر الخوض في أي حديث وكأنك أحد العلماء رغم عدم علمك بشئ، ويتمنى منك أن تترك القول والأحاديث لأصحاب الخبرة.
هذا الشخص هو نفسه يحاول الحديث في أي شئ والتظاهر بعلمه ومعرفته في كل شئ.
سأقول لك التالي فاسمعني:
أعلم ما أقول جيدا، وأفهم بأنك لا تعرفني رغم أنه بإمكانك معرفتي من منشوراتي وحديثي.
فلا تتصنع معرفتي، ولا تلبس ثوب القاضي لأنه لا يليق بك، فحكمك ليس مستندا إلى معرفة أو حكمة، بل هو مستند إلى سخرية ومشاعر بالنقص. فالمنتقص هو الشخص الذي يبحث دائما عن لوم الآخرين وانتقادهم بشكل سلبي أو خفي أو غير واقعي.
فلا تفضح نفسك أمام الآخرين وتظهر تلك المشاعر الكمينة.
بل إني أدعوك لقتل هذه المشاعر لتصبح شخصا أفضل، ولتكسب أشخاصا أكثر.
كن نقي القلب لتكسب.. فحتى لو لم تكسب الآخرين فيتكسب رضى الله رب العالمين
=======================
خاطرة _ خرّ ساجدا
وإن حفّتك جموع البشر
لن يشعر بك سوى رب البشر
فلا تنتظر أن يربت أقرب الناس على كتفك
بل خرّ ساجدا لله ماحيا مرارة وجعك
=======================
خاطرة _ الحنين إلى الكتابة
ما أكثر الأوقات التي أهملنا فيها أنفسنا وكتاباتنا وأحلامنا في سبيل الكثير من الأشياء... ولكن تجبرنا المواقف على العودة والبوح بما في النفس من ألم أو مودة.. فتنثر الكتابة رحيقها وعطرها في أنوفنا فنحيا من جديد
=======================
النسيان صعب في حالات الألم
"اعلمي أنه مهما كان ما ستواجهينه هذا اليوم فسيمر... وستنسين ذلك".
أخبرتني ذلك في خضم آلآم ولادتي.
صدقت يا أختاه... فآلام الدنيا جميعها آلآم ولادة لنا بعد سقوط، آلام ولادة فراشة من شرنقتها..
لكن النسيان صعب ويحتاج إلى وقت طويل، خاصية تفعيل النسيان صعبة في حالات الألم...
من الصعب رمي كيس قمامة كبير من فوق سور عالٍ، ويحتاج للتخلص منه فتح الكيس الكبير وتجزأته إلى أكياس صغيرة...
وللأسف.. لن نستطيع التخلص من تلك الآثار الناجمة عن رمي القمامة
حتى أن جلد الشرنقة يتبقى بعد انسلاخ الفراشة منه معلقا
وتبقى آثار جر القلم في الورقة حتى بعد محو الرصاص عنها
مهما تجاهلنا وحاولنا النسيان.. ستبقى تلك الآثار تذكرنا
========================
خاطرة _ كل العيون نامت
إلا تلك العيون مازالت ساهرة
مثقلة مجبرة
إما قلقة وإما خائفة وإما مهمومة
أفكارها لا تنضب .. وعقلها لا يتوقف
كل شئ يمر سريعا دون توقف..
كرسوم أفلام الكرتون القديمة
فتصل مرحلة الألم الذي لم تعد بوجوده تشعر أو تتألم
لا أحد يسمع أنينها أو ضجرها..
تجلس دون ضوضاء
عيناها تتلفتان يمنة ويسرة
أملا بإيجاد حلم تائه في لحظات راحة بسيطة
كل
العيون نامت وغفلت عن الدنيا
======================
خاطرة _ الجريدة
لا أدري لم تجذبني الجريدة لأقرأها بالرغم من علمي التام بأنه لا يوجد خبر جديد...وإن وجد فهو غير سعيد..
وإن أكثر اللحظات جاذبية حين تكون صفحاتها ملساء غير متجعدة وتعانق كل منهما الأخرى.
عروسا قادمة لتوها من المطبعة .. ما زالت رائحة الورق والطباعة تفوح منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.