Hacksaw ridge _ منشار قمة الجبل
فيلم إنتاج 2016 وتقييم 8.1/10 ، وإخراج الرائع (ميل جيبسون).
يروي الفيلم قصة حقيقية عن ديسموند دوس
Pfc. Desmond T. Doss
الحاصل على ميدالية الكونغرس للشرف بالرغم من رفضه حمل السلاح في الحرب العالمية الثانية.
ديسموند دوس مسيحي من طائفة (السبتيون _من يوم السبت) تؤمن أن قتل الآخرين خطيئة لا تغتفر حتى في حال الحرب. السبتيون (السبتية) هم طائفة بروتستانتية ألفيَّة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، تؤمن بقرب المجيء الثاني للمسيح وبقدسية يوم السبت بدلا من الأحد وحرمة أكل اللحوم، لذلك يسمون أيضا بالمعتكفون ضميريا.
قصة رائعة تروي كيف يتعامل المجتمع مع المختلفين عنا، بالرغم من إقرار الدستور والقوانين لحقوقهم في المجتمع. وكيف يحكم الناس على الأشخاص قبل أن يعرفوهم، أو يعرفوا عطاءهم فيهاجموهم دون توقف لإقصائهم وتدميرهم.
تبدأ القصة منذ أن كان ديسموند طفلا وكيف ارتكب خطيئة بضرب أخاه ضربة كادت تودي بحياته، وهنا كانت نقطة التحول في حياته. فنشأ شخصا محبا للآخرين يمد يد المساعدة للجميع، وفي يوم ساعد شخصا في وقف نزف رجله وكان سببا في إنقاذ حياته، والتقى في المستشفى بممرضة جميلة كانت السبب في قراءته وتمعنه بعلم وظائف الأعضاء والأدوية، ومن هنا كانت الانطلاقة .. فقد قرر ديسموند أن يلتحق بالجيش الأمريكي كمسعف في حربهم ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية.
قدم اوراقه كمسعف وتم قبوله...لم يرد حمل السلاح. نجح في كل أنواع التدريب، ولكن... أتى يوم التدريب على السلاح، فرفض وقال أنا انضممت كمسعف وليس محاربا. فهاجمه قادته وزملاؤه متعللين بأن أي شخص في الحرب يحتاج إلى سلاح للدفاع عن نفسه أو عن الآخرين في أي وقت، فالحرب شرسة
وإن مقدار ضعف الكتيبة من قوة أضعف جندي فيها.
(أعجبتني هذه الجملة كثيرا)
لكنه ثبت على موقفه، فضربوه وعذبوه ليستقيل من الجيش فرفض، فحبسوه بتهمة عصيان الأوامر، فثبت على موقفه، فساعده والده أثناء محاكمته، وقدم للقاضي ورقة من أحد الجنرالات يذكره فيها باعتراف أمريكا بحقوق هذه الطائفة الدينية وأنه يتوجب على الجميع احترامها، فرضخ الجميع وقبلوه كمسعف وذهب للحرب.
وهناك قتل معظم الجنود لمجرد دوسهم أرض المعركة التي كانت على جبل صعدوا إليه على الحبال. كانت الحرب شرسة والأجساد والرؤوس تتطاير في الأرجاء دون رحمة.
ومضت الدقائق تروي قصة الحرب وكيف دب الخوف في قلوب الجميع سواه فلم يتوانى عن تقديم المساعدة، ثم...
صارت الحرب ضروسا وأصبحوا بحاجة لكتائب داعمة، فانسحبوا انسحابا مؤقتا، لكن 100 جندي لم يستطع الانسحاب..
وهنا تم تسليط الضوء على بطولة ديسموند،
فقد غادر من معه ونزل الجبل، لكنه حين هم بالنزول وقف للحظة مع نفسه وقال "ماذا تريدني أن أفعل يارب!"
فتصاعد إلى مسمعه صوت جندي يستغيث، فذهب راكضا لإنقاذه، سحبه وهم به إلى حافة الجبل فربطه وأنزله، فشاهده بعض الجنود فركضوا لفك ذاك الجندي، وبقي ديسموند على ذلك الحال طوال الليل ينقذ واحدا تلو الآخر، رغم تزايد المصاعب على رأسه وملاحقة بعض اليابانيين له.
تجرحت يداه بجروح عميقة جراء إمساكه بالحبل الذي ينزل به الجنود طوال الليل، وأنهكت قواه، لكنه بقي يدعو..."يارب واحد آخر".
أنزل 75 جنديا وحده دون أن يفكر أحد بمساعدته على سفح ذلك الجبل، بل اكتفوا باستلام الجرحى.
وكان آخر من أنقذ هو مدربه، حيث جره على قماش كان لديهم وجعل وجهه لليابانيين الذين يلاحقونه ليتولى إطلاق الرصاص، فوصلا الحافة وأنزله رميا، ثم ربط نفسه وحمل صديقه الميت ورمى نفسه أيضا، فلحقوه وبدأوا بإطلاق النار عليه، فأنقذه زملاؤه بقتلهم إياهم.
عرف الجميع ما فعله ديسموند، واعتذر منه قادته الذي عجزوا عن إجلاء جنودهم عن ذلك السفح، بعد أن كانوا قد قدموا له جميع أنواع الإهانات ووصفوه بالجبان.
شاء القدر أن ينتصر ديسموند على قادته ليدخل الحرب ، فلديه مهمة يقوم بها. ولكن ماذا عن باقي المختلفين في المجتمعات؟
ليس الجميع لديه مهمة بطولة يقوم بها، لكن كل شخص مهم في المجتمع، حتى وإن كان مختلفا فإن لديه القدرة على العطاء، ولعل الاختلاف يجعله يقدم عطاء مختلفا عن الآخرين.
افسحوا المجال للجميع ليعطوا ، فالعطاء ليس له عنوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.