الحرب العالمية الثالثة ضد الكورونا ... ما هي سيناريوهات العلاج

الحرب العالمية الثالثة ضد الكورونا ... ما هي سيناريوهات العلاج 

منذ قديم الزمن والأطباء يعالجون الأوبئة الفيروسية من خلال اللقاحات والأمصال.

وذلك باستخدام جزء من الفيروسات أو استخدامها كاملة بعد قتلها أو تضعيفها بالحرارة أو المواد الكيميائية، أو استخدام جزء منها فقط، ثم حقنها في الأجساد، فيتم تحفيز الجهاز المناعي ضد الفيروسات الدخيلة، فيتعرف على الفيروس ويكون ضده الأجسام المضادة وخلايا ذاكرة لتتعرف على الفيروس فيما بعد في حال تعرض الجسم له مرة أخرى، حيث يعتبر كل فيروس ذو بصمة مختلفة عن الآخر من خلال المستقبلات الموجودة على سطحه.

أما الآن فهم يطورون لقاحات فيروسية بناء على تسلسل المادة الوراثية للفيروس مما يجعل اللقاح أكثر خصوصية بالفيروس المنشود، وأكثر فعالية وأقل خطرا في التعرض للإصابة. وهذا ما يتم العمل عليه حاليا في تطوير لقاح لفيروس الكورونا، فقد قام علماء صينيون؛ خبراء الحرب البيولوجية العسكرية في الصين، باعتماد تقنيات الهندسة الجينية في تصنيع أنتيجينات محاكية للأنتيجينات الموجودة على سطح الفيروس. بينما قام العلماء الأمريكيون بدعم من مؤسسة غيتز the Bill and Melinda Gates Foundation والمعاهد الوطنية للصحة the National Institutes of Health  اعتماد تقنيات الهندسة الجينية في تصنيع جزيئات نانوية محاكية لجسد الفيروس، ويتم الصاق الأنتيجينات المصنعة مخبريا عليها بذات الترتيب الموجودة به على سطح الفيروس، وقد وجودوا في ذلك تعزيزا مناعيا أكبر من حقن الأنتيجين وحده كلقاح.

هناك بالطبع أكثر من 35 شركة ومؤسسة أكاديمية تتسابق في العثور على اللقاح الفعال للكورونا. وستكون شركة Moderna للتكنولوجيا الحيوية و التي تتخذ من بوسطن مقراً لها، أولى الشركات التي ستخضع لقاحها للتجارب على متطوعين بشريين في القريب العاجل، حيث استخدمت السلسلة الوراثية للفيروس في بناء أنتيجينات لاستخدامها كلقاحات.

هذا وقد استطاع العلماء المضي قدما في تجاربهم لتطوير لقاح فعال للفيروس بسبب جهود العلماء الصينيون السريعة في الكشف عن التسلسل الوراثي لجينوم الكورونا الجديد كوفيد-19 كاملا في يناير الماضي، بالإضافة إلى جهود سابقة من معهد باستور والمعهد الوطني للبحوث في فرنسا لتطوير لقاح لفيروس الكوروناSARS-Covid  المكتشف عام 2002 و الذي تم الحصول على براءة اختراع فيه برقم Ep1694829 B1 و Ep2361974A1، حيث يتشابه الفيروسان في التسلسل الوراثي بنسبة لا تقل عن 80 بالمئة .

وقد تم بيان الأجزاء الأربعة المختلفة فيه عن فيروس كورونا السابق، والتي قيل سابقا من خلال دراسة هندية تم نشرها في 11 يناير 2020 بأنها أجزاء من فيروس الإيدز، ليتم دحض ذلك و سحب الدراسة فيما بعد.

أما استخدام الأمصال فهو الخطة الاحتياطية التي يلجأ إليها الأطباء والعلماء في حال الأوبئة منذ عام 1890، ومازالوا يتطرقون إلى هذا الحل في حال تعذر إيجاد لقاحات وعلاجات فعالة، فيتم حقن الفيروس في جسد حيوان معين مثل الحصان أو الأرنب، 

وانتظارها لتكون خلايا مناعية وأجسام مضادة ضد الفيروس ليتم تصفيتها من الدم وحقنها في المصابين وهو ما يسمى بConvalescent plasma therapy أو passive antibody therapy. وفي حالة مرض الكورونا فيتم استخدام دماء من أشخاص أصيبوا بفيروس كورونا ثم تم شفاؤهم لاستخلاص الأجسام المضادة لاازمة،  ثم حقنها بالمصابين ذوي الحالة الحرجة. ويتم استخدام المصل في الحماية من الإصابة بالفيروس والتي تمتد من أسابيع لأشهر أو للعلاج من الفيروس.

هذا وقد بدأت محاولات علاج المصابين بفيروس كورونا الجديد كوفيد-19 بواسطة المضاد الحيوي الأزيثرومايسين  azithromycin ومضاد الملاريا هيدروكسي كلوروكوين Hydroxychloroquin ومضاد الفيروسات الجديد  Remdesivir لتحظى بنتائج مبشرة.

وقد تمت المعالجة بهذه الأدوية لأن الهيدروكسي كلوروكوين هو مادة منافسة للفيروسات على مستقبلات الخلايا، مما يمنع الفيروس من الارتباط بمستقبلات الخلية وبالتالي إدخال مادته الوراثية داخلها والتكاثر.

و أما المضاد الحيوي الأزيثرومايسين، فلأنه يمنع التهابات المجرى التنفسي الناجمة عن البكتيريا والتي تصيب أنسجة الرئتين بعد إضعاف مقاومتها وإنهاكها في حرب ضروس مع الفيروس.

وقد وضع العلماء الخطة العلاجية بأن يعطى عقار الهيدروكلوروكوين والأزيثرومايسين معا، حيث وجدوا أنه لا يعمل بكفاءة إلا بوجود عقار الأزيثرومايسين.

وقد تم الاستدلال إلى هذه العقاقير في العلاج لأنه تم استخدامها سابقا بنجاح مع فيروس الإيبولا وفيروس زيكا.

فيروس الإيبولا

فيروس زيكا

وأما مضاد الفيروسات ريميديسيفير، فلأنه مادة مماثلة ومنافسة للقاعدة النيتروجينية الأدينوسين، وهي إحدى القواعد النيتروجينية الأربع المستخدمة في بناء المادة الوراثية. حين ترتبط بالأنزيم المسؤول عن مضاعفة المادة الوراثية الخاصة بالفيروس وتعمل كغطاء مانع لاستكمال العملية، وبالتالي منع الفيروس من استكمال عملية تضاعف الحمض النووي والتكاثر. وإن هذا العقار هو ما يستخدم في علاج مرض الكبد الوبائي نوع سي.

القاعدة النيتروجينية أدينين

إنترفيرون (ريميديسيفر)
مشابه للقاعدة النيتروجينية (أدينين)

ما زال العلماء يجتهدون ويتسابقون ويضعون الرهانات على علاج الكورونا الأمثل، والشركة أو الدولة التي ستسبق الجميع ويكون لها الفضل الكامل على العالم في الشفاء مما اجتاحهم في عقر دارهم. وما زال الكورونا يفتك في العالم ليكون مقام الحرب العالمية الثالثة.. لكن بين البشر وبين الكائنات المجهرية.

#أفنان_زعيتر #مجلة_أفنان #كورونا #وباء_كورونا #فيروس_كورونا #سيناريوهات_العلاج #لقاحات #أمصال #مناعة_سلبية  #مناعة_كاذبة #انترفيرون #هيدروكلوروكين #أزيثرومايسين #ريميديسيفير