إعلان رأس الصفحة

السبت، 22 ديسمبر 2018

أرواح سوداء تغذيها الشهرة

منذ أشهر وأنا أتابع بعض الشخصيات المشهورة بالثقافة أو الموهبة بالكتابة حتى أني بتّ مدمنة على متابعتهم يوميا.
لكن ... لفت انتباهي تكرار موضوعين رئيسيين لديهم (السحر، و الديب ويب)......
إن المشكلة في طرح هذه المواضيع عي طريقة الطرح، فالبعض يضع شروحات للسحر، أو صفحات من كتب سحر قديمة من السحر الأسود، أو يشرح طرق الدخول إلى الديب ويب (الإنترنت المخفي أو الممنوع) ويشرح بالتفاصيل المملة ما يمكن أن يجده الشخص في حال الدخول.
ولست أدري إن كان فزعي الحقيقي من الطرح المتكرر، أم الجرأة المفرطة في الطرح (كفنانة خرجت إلى العامة بلباس فاضح، يكشف أكثر مما يستر). أم الفضول المتولد لدى الآخرين بعد قراءتهم لهذه المواضيع والمنشورات، فإن كل ممنوع مرغوب...
لكني أعتقد أن أكثر ما يفزعني دائما هو ذاك الكم الهائل من الشخصيات التواقة للموضوع، والتي تناقش بشكل ينم عن علم وتجربة، والتي تطرح أسماء كتب سحر أكثر سوادا مما طرح، وتلك النفوس الفارغة التي تدور باحثة عن خيوط تشدها لتنهل أكثر
هل تخيلتم الموقف؟
إن الموضوع خطير فعلا ... فممارسة السحر والتعويذات من قبل الفضوليين قد يشكل خطرا جسيما على الممارسين ومن حولهم أيضا... سواء بفشلهم أو بنجاحهم.
وإن وصول تلك الكتب القديمة إلى أيدي المحترفين من شأنها إحلال الدمار.
وطبعا إن الدمار الشامل من نصيب من يتملكه الفضول للبحث والدخول إلى الديب ويب، حيث قد يتعرض لخطر كبير جراء دخوله فقط دون علم كاف بحماية نفسه، أو أن يكون أحد الأفراد الجدد لإحدى تلك الجماعات المتخفية في ذاك الجزء الخفي من الانترنت.
المؤلم أكثر، حين يصف الراوي ما يحدث في ذاك القسم الخفي من جرائم مروعة موثقة بالفيديوهات، فتنهال عليه الاستعطافات بإضافة شروحات أكثر لكيفية الدخول أو وضع فيديوهات مما يرى...
ما الذي تودون رؤيته؟ قتل واغتصابات حقيقية بطرق شنيعة؟
يا إلهي... لقد أصبحنا شعوبا ذو أرواح مشوهة ...
تبحث عن الدم لترتوي كمصاصي الدماء..
ثم نقف مستنكرين فعل البعض باغتصاب الأطفال، أو قتل الوالدين أو تشويه حبيبة لم يستطع النيل منها..
بدأت هنا أشعر بكم من الخوف والرعب جراء ما أرى..
الموقف شبيه تماما بذلك الشخص الذي يحمل بيده قطعة من اللحم على عصا واقفا على عليّ، لتتهافت من كنّ بمظهر القطط الناعمة بوحشية لتحصل إحداهن على القطعة أو حتى جزءا منها، متناسية تواجد صاحبها الذي ألف وداعتها ودلعها.
أعتقد أن البعض سيقول لي أن السحر غير موجود وذلك كذب.
سأقول هنا أن الله قد ذكر السحر في القرآن في سورة البقرة عندما تحدث عن هاروت وماروت كيف نزلا ليعلما الناس السحر، والفرق بين السحر وملك سيدنا سليمان، فقد اعتقد أن سليمان ملك الريح والنار ومنطق الطير والجن بالسحر، فاعتقدوا أن السحر يعطي القوة اللامتناهية، لكن الملكين أثبتا للناس أن هناك فرق كبير بين ملك سليمان والسحر، فالسحر مقتصر على الأذى والتفرقة بين الزوجين خاصة، ولا يحمل أية قوة، ويبينا لكل شخص علماه أن السحر من الكفر والشرك بالله ولا فائدة منه سوى الأذى الذي لن يستطيعوا تحقيقه بالمسحور سوى بأمر من الله ... سواء كان بابتلاء أو عقاب.
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102
وهناك الآيات التي تحدثت عن سحرة فرعون، وكيف استطاعوا سحر الناس فهيؤوا لهم أن الحبال أصبحت أفاعٍ حقيقية.
وهناك أيضا سورة الفلق التي تتحدث عن السحرة الذين يعقدون العقد في الحبال مع التمائم والتعاويذ (النفاثات في العقد).
ولا ننسى أن هناك علماء إسلاميين مختصين بالنزول إلى قاع البحار والبحث عن التمائم وأعمال السحر التي رميت في البحر حتى لا يصل إليها أحد. ولا تنسوا الكم الهائل الذي يلفظه البحر في كل سنة من أعمال سحر عند حدوث الأعاصير على بعض شواطئ البلاد العربية.
ولا ننسى بالطبع اعتراف الكنائس والرهبان المسيحيين بذلك أيضا.
لذا أعتقد أننا على المحك، قبل أن نعيش في ذات جهنم قبل أن نصل الآخرة من كثرة انشغال الناس بهذه الأمور دون غيرها.
لقد فتحت التكنولوجيا أبواب الجحيم المقيم، وعلمت الكثيرين الممنوع والمحظور.
لست من مؤيدي الحظر في الأمور، لكن هناك أمورا إن لم يتم حظرها غرقنا في الوحل أو في حمم بركان ثار على حين غفلة منا.
12:55 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة