خرجت من قصر والدها متوشحة عباءة سوداء، تركض وتركض في الغابة بلا هدى.. حتى جن عليها الليل، وارتفع القمر في السماء بدرا منيرا يضئ ما أطفأته الظلمات من طرقات الغابة.
وبينما ما زالت تمشي لمحت بعينيها القويتين ضوءا خافتا من بعيد... ضوءا غريبا لم تعتده، فجذبها نحوه كأنها قد سحبت بخيط كدمية.
حينما وصلت إلى مصدره، وجدته منزلا عجيبا، كأنه قبعة ذات رأس طويل، قد لونت بكافة جدرانه باللون الأحمر.
دارت حوله مستكشفة تسترق النظر من نوافذه لعلها تفلح برؤية من بداخل المنزل.
وإذ بيد صغيرة تربت على كتفها بسرعة وحزم، يرافقها صوت رجولي غاضب: "لماذا تتجسسين؟ من أنت؟ ولماذا أنت هنا في هذا الوقت المتأخر في الغابة المليئة بالوحوش؟"
ردت عليه بصوت أنثوي خافت ترافقه علامات اندهاش عندما رأت محدثها: "عمت مساء يا عم.. أنا سنوايت.. لقد هربت من القصر بعدما كادت تقتلني زوجة والدي، وسرت بغير هدى في الغابة حتى حل الليل ورأيت ضوء منزلك فأتيت مسرعة.. لكني خفت في آخر لحظة وقلت في نفسي أنني يجب أن أعلم قبلا من يسكن هذا المنزل الغريب!".
أجابها قائلا: وها قد عرفت... ماذا تريدين؟
أجابت الأميرة بضعف: أود لو أبيت الليلة في منزلك حتى الغد.. فالغابة موحشة ولا أعلم لي وجهة أخرى... أرجوك ..
فقال: قبلت .. ولو أني لست مرتاحا... على كل حال هناك آخرون يتوجب عليكِ الحصول على موافقتهم. وأطلق صفارته فاجتمع ستة آخرون...
رفعت سنوايت حاجبيها باستغراب .. لقد كانوا سبعة أقزام كبار في السن. ورغم اندهاشها الشديد إلا أنها أطلقت العنان للسانها وكلماتها تستعطفهم لقبولها في منزلهم.
ورغم تخوفهم الشديد منها إلا أنهم وافقوا على ذلك.. وحرصوا على حصولها على الراحة التامة. فتبسمت وشكرتهم جميعا وقبلتهم على وجناتهم، وذهب الجميع إلى النوم... لكن أحد الأقزام تذكر حاجة المنزل لبعض الحطب، فخرج لجمع الحطب.
وحينما حل صباح اليوم التالي، عاد ذاك القزم من رحلته لجمع الحطب، فلقد باغت ذاك العجوز النوم قبل وصوله إلى المنزل. فتح الباب ودخل ليجد الهدوء والنظافة قد عمت المكان على غير العادة، فبحثت عيناه في أرجاء المنزل لعله يفهم ما حصل، وتجمد الدم في عروقه خوفا، لكنه تمالك نفسه وقاوم مشاعره ودخل مهرولا خافقا قلبه مسموعا في ذاك الفراغ...
"يا إلهي ما الذي حدث" همس في خوف وتردد بينما يبحث في أرجاء المنزل عما يخبره عن الذي حدث، ليجد في زاوية الغرفة وحشا كاسرا ذو بطن منتفخ، راقدا على أحد الأسرة السبعة وبقايا ملابس أصحابه وسنوايت متناثرة في الأرجاء .. فهرع إلى فأسه فحملها وعاد ليقتلع رأس الوحش، فاقترب منه رويدا رويدا حتى رآه عن كثب، ففزع ... وجد سنوايت يغطيها جلود الأقزام محاكة باحتراف لتصبح غطاء ملونا ...
وضع الفأس على عنقها صارخا وباكيا.. ما الذي فعلته!
فردت متثائبة: لقد كانت ليلة باردة جدا، والقمر بدرا يضئ السماء بلونه الدموي.... لقد كان الملل يقتلني والغضب..
لقد عانيت من يوم صعب مع تلك اللئيمة في القصر..
لم يكفها أنها أخذت والدي مني.. بل تريد أيضا أخذ العرش..
وأطلقت صرختها كأنها زئير يملأ الفضاء
وبينما ما زالت تمشي لمحت بعينيها القويتين ضوءا خافتا من بعيد... ضوءا غريبا لم تعتده، فجذبها نحوه كأنها قد سحبت بخيط كدمية.
حينما وصلت إلى مصدره، وجدته منزلا عجيبا، كأنه قبعة ذات رأس طويل، قد لونت بكافة جدرانه باللون الأحمر.
دارت حوله مستكشفة تسترق النظر من نوافذه لعلها تفلح برؤية من بداخل المنزل.
وإذ بيد صغيرة تربت على كتفها بسرعة وحزم، يرافقها صوت رجولي غاضب: "لماذا تتجسسين؟ من أنت؟ ولماذا أنت هنا في هذا الوقت المتأخر في الغابة المليئة بالوحوش؟"
ردت عليه بصوت أنثوي خافت ترافقه علامات اندهاش عندما رأت محدثها: "عمت مساء يا عم.. أنا سنوايت.. لقد هربت من القصر بعدما كادت تقتلني زوجة والدي، وسرت بغير هدى في الغابة حتى حل الليل ورأيت ضوء منزلك فأتيت مسرعة.. لكني خفت في آخر لحظة وقلت في نفسي أنني يجب أن أعلم قبلا من يسكن هذا المنزل الغريب!".
أجابها قائلا: وها قد عرفت... ماذا تريدين؟
أجابت الأميرة بضعف: أود لو أبيت الليلة في منزلك حتى الغد.. فالغابة موحشة ولا أعلم لي وجهة أخرى... أرجوك ..
فقال: قبلت .. ولو أني لست مرتاحا... على كل حال هناك آخرون يتوجب عليكِ الحصول على موافقتهم. وأطلق صفارته فاجتمع ستة آخرون...
رفعت سنوايت حاجبيها باستغراب .. لقد كانوا سبعة أقزام كبار في السن. ورغم اندهاشها الشديد إلا أنها أطلقت العنان للسانها وكلماتها تستعطفهم لقبولها في منزلهم.
ورغم تخوفهم الشديد منها إلا أنهم وافقوا على ذلك.. وحرصوا على حصولها على الراحة التامة. فتبسمت وشكرتهم جميعا وقبلتهم على وجناتهم، وذهب الجميع إلى النوم... لكن أحد الأقزام تذكر حاجة المنزل لبعض الحطب، فخرج لجمع الحطب.
وحينما حل صباح اليوم التالي، عاد ذاك القزم من رحلته لجمع الحطب، فلقد باغت ذاك العجوز النوم قبل وصوله إلى المنزل. فتح الباب ودخل ليجد الهدوء والنظافة قد عمت المكان على غير العادة، فبحثت عيناه في أرجاء المنزل لعله يفهم ما حصل، وتجمد الدم في عروقه خوفا، لكنه تمالك نفسه وقاوم مشاعره ودخل مهرولا خافقا قلبه مسموعا في ذاك الفراغ...
"يا إلهي ما الذي حدث" همس في خوف وتردد بينما يبحث في أرجاء المنزل عما يخبره عن الذي حدث، ليجد في زاوية الغرفة وحشا كاسرا ذو بطن منتفخ، راقدا على أحد الأسرة السبعة وبقايا ملابس أصحابه وسنوايت متناثرة في الأرجاء .. فهرع إلى فأسه فحملها وعاد ليقتلع رأس الوحش، فاقترب منه رويدا رويدا حتى رآه عن كثب، ففزع ... وجد سنوايت يغطيها جلود الأقزام محاكة باحتراف لتصبح غطاء ملونا ...
وضع الفأس على عنقها صارخا وباكيا.. ما الذي فعلته!
فردت متثائبة: لقد كانت ليلة باردة جدا، والقمر بدرا يضئ السماء بلونه الدموي.... لقد كان الملل يقتلني والغضب..
لقد عانيت من يوم صعب مع تلك اللئيمة في القصر..
لم يكفها أنها أخذت والدي مني.. بل تريد أيضا أخذ العرش..
وأطلقت صرختها كأنها زئير يملأ الفضاء
اضرم كلامها النار في قلب القزم، ورغم الرجفة التي تملكت فرائصه إلا أنه أطرق الفأس في عنقها مرارا ليقتلها في محاولات باءت بالفشل الذريع
فضحكت ضحكة هستيرية زلزلت جدران المنزل و قالت له: لا تتعب نفسك.. فمن هم مثلي لا يموتون بهذه السهولة... وسقطت الفأس وقبعة القزم أرضا خارقة جدار الصمت الذي حل بعد عاصفة هوجاء.....لتكتمل تلك السترة الجلدية أخيرا....
معلنة اكتمال جريمة أخرى تحت ستار الأنوثة...
معلنة اكتمال جريمة أخرى تحت ستار الأنوثة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.