إعلان رأس الصفحة

السبت، 22 ديسمبر 2018

لعبة العلامات التجارية

قبل سنوات دخلت بقالة لشراء القشطة. فسألت البائع عن نوع معين فأجابني قائلا: لدي نوع آخر لذيذ جدا ورخيص وأنظف مما ذكرتي...
فحملت علبة أريد رؤية بلد المنشأ والمكونات المكتوبة... لكنه لم يسكت، واسترسل أكثر فأكثر ليقنعني بشرائها، وكان أحدهم قد دخل أيضا للشراء، ولكنه لم ينفك عن الكلام حتى أوصلني مرحلة الرد، حيث أني لا أفضل الرد في كثير من الأحيان لأن صمتي هو رد كاف على التفاهات في معظم الأحيان على ما يفعله الآخرون.
هنا خرجت عن صمتي فقلت له: أتعلم أن فرق السعر قائم على العديد من الأمور منها المكونات والتعقيم، وليست كل المنتجات متشابهة لهذه الدرجة، لذلك هناك فرق في الطعم بين المنتجات وفرق في اللون وفرق في درجة تجمد القشطة، كما أن المصانع تختلف في سياسات التعقيم لديها، فكم من مصنع قد أغلق أو تسبب في حدوث تسممات غذائية للآخرين ومخالفات عديدة!
لا تقل هذا أفضل أو أنظف حتى تجرب الجميع وترى جميع الصناعات.
هنا طأطأ رأسه وقد أغلق فمه الذي كان يتحرك لحوالي عشرة دقائق كاملة دون كلل أو ملل. وطأطأ الرجل الآخر رأسه ليضحك في صمت، ورميت له منتجه وخرجت.
لم تكن يوما المنتجات جميعها بنفس الجودة أو بنفس القوة أو بنفس طريقة الصنع.
فالخل الذي يباع رخيصا في الأسواق يصنع بطرق كيماوية، وأما ذو السعر الأغلى يصنع بشكل طبيعي بواسطة البكتيريا العصوية.
أيضا الدواء الأجنبي لا يشابه الدواء المحلي، فنسبة التعقيم وطريقة تصنيع المركب الرئيسي، والإضافات التي يتم إضافتها للدواء قد تختلف. فهناك شركات أدوية محلية كثيرة لم تصل حد الإبداع بالوصول إلى إنتاج نفس المركب بنفس القوة والتعقيم والإضافات.
وللعلم هناك أدوية كثيرة تحتوي على السكر أو الغلوتين الذي لا يناسب مرضى السكري أو مرضى تحسس الغلوتين. وليست كل الأدوية عليها تحذير من هذه النقطة... وهنا تأتي الكفاءة.
أيضا لا أقول هنا أن كل ما هو غال الثمن فهو رائع، فهناك خدعة نقع فيها وهي الماركات او العلامات التجارية او The Brands
التي ترتفع أسمها فقط بندى إقبال الناس على شراء ذاك المنتج غالي الثمن، فهو يعتبر إقرار بجودة المنتج، مع أن الكثير يقتنون الأشياء فقط لاسمها...
وهنا تأتي المعادلة ذات الطرفين التي يجب موازنة كل طرف فيها للحصول على الأفضل، وهنا يأتي دور العقل في التفكير والاختيار الجيد.
12:14 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة