إعلان رأس الصفحة

السبت، 22 ديسمبر 2018

قصة قصيرة - المخبر السري



المِخبَر السريّ
في ذاك البيت الصغير اختبأ معمل للاختبارات. كان مليئا بقوارير متوسطة الحجم رتبت بطريقة فنية على أرفف وصلت إلى السقف. منظر مدهش وفاتن، يشعل الفضول اتجاه ما احتوته تلك الزجاجات الملونة.
وإلى جانب الأرفف تموضعت قدر نحاسية قديمة لطهو الوصفات، ومصدر للهب، وجهاز زجاجي معقد للتقطير كانت الفقاعات تتصاعد من قارورته الرئيسية المليئة بسائل أحمر، فتطلق البخار إلى تلك الأنابيب الملتوية. ومساحة فارغة للتقطيع والطحن يجلس في منتصفها هاون نحاسي تغير لونه من الاستخدام.
يتدلى من سقف ذاك المخبر السري ضوء خافت لا يلفت الأنظار حين إشعاله.
هناك تماما وقفت مشعثة الشعر، مهلهلة الملابس، تناثر حولها على المنضدة قطرات حمراء وخصل شعر وحليب أبيض وقطع ملابس نسائية وأخرى رجالية. وينتصب أمامها حامل كبير يضم بين حوافه كتابا كبيرا و قديما جدا يعود إلى عصور غابرة.
كانت تقرأ من الكتاب وتلقي مقادير محددة مما حولها بعناية فائقة، ويسمع حسيسها تتمتم طلاسما لا تفهم. كلما أضافت شيئا سمعت طقطقات صاخبة تتصاعد من ذلك الخليط.
استمرت على ذاك الحال لساعات أنهت فيها عشرين صفحة لتصل إلى نهاية الوصفة....
بضعة قطرات من دماء أطفال أبرياء وفتيات عذراوات وشبان لم يعرفوا الخطيئة تم تقطيرها....
وضعتها وهي تتعالى ضحكاتها الهستيرية الشريرة فتعالى لهيب عظيم من القِدر، لينطفئ في لحظات فيولد دخان أعظم ملأ المكان والبيت ...
فلما انقشع الدخان بدت جميلة المظهر، مشدودة القوام، جذابة، مليئة بالحيوية والنشاط، وكأنها لم تعرف سن الستين يوما.
فهتفت....
أجل هذا ما يحتاجه الخلود ... دماء الأبرياء
1:04 ص / by / 0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر، اترك تعليقا، عبر عن نفسك وشاركنا برأيك.

إعلان أسفل الصفحة